Thursday 5 June 2014

الفساد والوطنية ضدّان!!

الفساد والوطنية ضدّان!!

ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة في الأسافير تدافع عن المتهمين في قضايا الفساد التي طفت على السطح. لقد ظهر الفساد بصورة لم تكن متوقعة ولا يظن أكثر الناس ظنّاً أن حجم الفساد بهذه الدرجة. لقد ظهرالفساد في البر – فساد الوالي وعيال مكتبه، فساد الأقطان، فساد مدير الأراضي السابق. وفي البحر – حبوب المخدرات في بورتسودان. فهل لو تحدثت عن هذا الفساد وهؤلاء المفسدين أكون قد أتيت أمراً إدّاً  يجعل المدافعين عن الحكومة وصفي بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان؟

كتب أحد المدافعين عن الحكومة في سودانيزأونلاين قائلاً: ( ان ما نشاهده ممن يدعون بانهم معارضة لا ينبع من منطلقات وطنية و لا يعدو كونه محاولات للثأر الشخصي او اثبات الذات و لا يمت للوطن و العمل من اجلة بشئ ). نسأل الكاتب المتفولح ماهو تعريفه للعمل المعارض والشخص المعارض؟ وما هي معايير الوطنية التي يمسك بها ويعرفها ولهذا يطبقها على الذين يتحدثون عن الفساد ويعلم من مقياسه الذي يحمل أن هؤلاء ليسوا بوطنيين؟ وهل كل من يقف ضد حكومة الإنقاذ ليس بوطني؟ هل إختصر ذلك الرجل الوطنية في أن تكون جزءً من المؤتمر الوطني وبالتالي تؤيد الحكومة تأييداً أعمى؟ هل نسي هذا المدافع أن هنالك الحزب الوطني الإتحادي إذا كانت الوطنية بالتسمية؟

يقول ذلك الكاتب أن هذا العمل المعارض هو مآلات للثأر الشخصي.. ما هو ثأري من عبد الرحمن الخضر؟ رجل لا أعرفه ولا يعرفني ولم أقابله في حياتي فلماذا وكيف يكون لدي ثأر بائت معه؟ الم يسمع ذلك الكاتب أن (الدواس بلا غبينة ما ببقى؟). ولماذا نحاول إثبات ذاتنا كسودانيين أمام الخضر وأشباهه من المفسدين الضالين؟ فلا هو وأمثاله من سارقي قوت الشعب أعزّ منّا نفراّ ولا أكثر منّا أصلاً!

الفكر الرخيص الذي يذكره ذلك الكاتب هو المقابل للكلمات الأرخص التي كان يبذلها رئيسك الحالي والمطرود نافع. قال الرئيس على رؤوس الأشهاد: (نحن قلعنا الحكومة العاوزها يجي يقلعها بالسلاح.. أو مامعناه). وقال: (البلاقيك متحزِّم لاقيهو عريان). أليست هذه دعوة للحرب وحمل السلاح وإقصاء للآخر؟ فكيف يحل ذلك عليهم ويحرم على من يعارضهم؟ ألم يقل نافع بلغة لا تعني غير الدواس؟ ألم يقل بلحس الكوع وما شابهه من العبارات التي لا تعني غير المواجهة المسلحة التي دفعوا نحوها المعارضين دفعاً؟ ويأت اليوم كاتب صغير مجهول الهوية يدافع عن الإنقاذ مطبقاً القول الشهير: (رمتني بدائها وانسلّت).

ويدافع ذلك الكاتب عن عدم إقالة الحكومة قائلاً: (وكنا دائما نقول بأن تعارض الحكومة هذا لا يعني ان تلغيها او تقتلعها من جذوره ..أه)
حزب العمال البريطاني المعارض يعمل جاهداً أن يقتلع حكومة المحافظين الحاكمة ليجلس على كراسي الحكم ليخدم الشعب البريطاني. وطريقته في إقتلاع الحكومة هي صندوق الإنتخاب الغير مزوّرة. ولكن حكومة السودان استلمت السلطة من حكومة منتخبة ديمقراطياً بقوة السلاح. وأكّد قادتها أنهم لن يتنازلوا عن الحكم إلا بالطريقة التي أستلموه بها. هنا يأتي نوع مختلف من المعارضة ليست كمعارضة حزب العمال البريطاني. حكومة الإنقاذ يتم اقتلاعها من جذورها بلا هوادة ورميها في مزبلة التاريخ حتى تكون عبرة لمن يعتبر.

لكن لو أتاحت حكومة الإنقاذ للشعب السوداني إنتخابات حقيقية ونزيهة فإن الفيصل سيكون المواطن السوداني الذي سيقترع بحرية لمن يريد من المرشحين. وعندها يظهر الحجم الحقيقي للمؤتمر الوطني. فهل تسمح حكومة الإنقاذ بإنتخابات نزيهة وشفّافة؟ هنا مربط الفرس.

قال ذلك الكاتب متهماً المعارضة: (... ولكن آثرت هذه العقول الخربة و المسامير الصدئة ان تضرب بينها و بين الحكومة ستار حديدي و ان لا تعترف بالحكومة و ان تعمل على اقتلاعها بالقوة و و ما تزال تفتأ تمارس افعالها او بالاحرى اقوالها الهزلية ... هو ان تتعلم المعارضة معنى ان تعارض حكومة من اجل الوطن و عندما تكتب ان تكتب بمداد الوطنية لا غير. أه).  

إن الكاتب يطلب المستحيل من المعارضة مع علمنا بما قدمته المعارضة من تنازلات غير مجدية لحكومة تقبض على الحكم بفكّي أسد. من هو الذي ضرب الستار الحديدي بينه وبين الآخر؟ أليس كلام الرئيس ومن بعده نافع هو الستار الحديدي الذي نفهم؟ ولا نعلم أي أفكار مبتذلة للمعارضة قدمتها للشعب أو الحكومة؟ إنه يلقي الحديث على عواهنه دون معرفة ما يعني قوله. الزعيم جمال عبد الناصر قال: (ما أُخِذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة). مما نراه من تمسُّك الإنقاذ بالحكم لا يمكن زعزعته إلا بنفس المنطق وهو المعارضة الشرشة التي تعتمد على القوة والقوة فقط. وقديماً قيل: (يفل الحديد إلا الحديد). (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment