Sunday 31 August 2014

الغلاء وكيفية تجاوزه


الغلاء وكيفية تجاوزه

ابتدع الخبير الاقتصادي! عبد الرحيم حمدي سياسة التحرير الكاملة متأثراً ببريطانيا ولكنه لم يحسب حساب الفرق بين المواطن السوداني والبريطاني. السوداني استهلالكي من الطراز الاول، إذا وجد الفلوس فإنه ينفقها إنفاق من لا يخشي الفقر. البريطاني حريص ويحسب مصاريفه بالقرش والتعريفة. لم يحسبها صاح أيضاً ذلك الخبير الاقتصادي وهو يعلم ان نظام المرتبات والمعاشات والإعانات نظام قديم ومدروس في بريطانيا ولا يوجد مثله أو مقابل له في النظام الاقتصادي السوداني. ويعلم أنّ كثيرين  من السودانيين يعيشون رزق اليوم باليوم. ويعلم علم اليقين أن 99% من سكان السودان لا يعرفون خطة العمل  Business Plan بما فيهم رجال أعمال ليهم شنة ورنّة. رغم ذلك كابر ذلك المكابر المتكبِّر واصرّ على تطبيق نظام لم يكن السودان أرضاً خصبة له. يعني ركب رأسه!

ما هي النتيجة؟ حسب خطة عشرية إنقاذية قادها آدم سميث زمانه ارتفعت واردات السودان الغذائية من 72 مليون دولار إلى مليار و333 مليون دولار أي 19 ضعفاً لما كنا نستورده عند قيام الانقاذ وقبل انفاذ خطتها العشرية. الخطة التي وعدوا فيها أنهم سيحققون الإكتفاء الذاتي من عدة سلع أهمها القمح! وفي العام 2010 بلغت جملة وارداتنا الغذائية مليارين و500 مليون دولار أي ما يعادل 34 ضعفاً مما كنا نستورد عند بداية الخطة العشرية. هل هنالك فشل أكثر من ذلك؟ ولماذا المكابرة؟ أما كان الافضل أن يقتنع خبراء اقتصاد الانقاذ أن العملية أكبر من عقولهم واصعب من أن يحلوها بخبراتهم المحدودة في مجال الاقتصاد وعليه يعطون الخبز لخبازة حتى ولو يأكل نصفه؟ لا .. فالإنقاذ لا تُراجع ولا تتراجع كما كانت مايو من قبلها.

لو جاز لنا أن نسأل ولاة الأمر أليس التفريط في غذاء المواطنين سبباً كافياً لينظروا في سياساتهم ويحاولون تقديم الأهم على المهم. بعد ذهاب البترول جاءوا بالخطة الإسعافية الثلاثية وذهبت بكل شرِّها ولم تفعل شيئاً للمواطن المغلوب على أمره بل زادته أعباءً ورفعت من فاتورة غذائه. ولقد اثبت دراسات إحصائية متخصصة أن تكلفة الغذاء في السودان تزداد بنسبة 10% شهرياً!!

طالب السنة الاولى في كلية الاقتصاد يعرف قانون العرض والطلب. ولمن لم يدرسوا الاقتصاد فهو قانون بسيط يقول: (أنه كلما قلّ المعروض من السلعة ارتفع سعرها والعكس صحيح، اي كل ما زاد المعروض من السلعة في الاسواق إنخفض سعرها). وكمثال عملي يعرفه الجميع فلننظر لأسعار الطماطم في شهر ديسمبر من كل عام حيث موسم الإنتاج والوفرة ينخفض سعرها إلى الحضيض. وأنظر لسعرها في شهر مايو من كل عام حيث الندرة وانعدام السلعة فيرتفع سعرها إلى ارقام فلكية لا يطالها إلا ذوي المقدرة المالية. ونفس المثال ينطبق على البصل حيث ترتفع اسعاره في الشتاء وهو موسم الندرة وتنخفض في الصيف حيث موسم الانتاج والوفرة.

لا تحتاج معرفة حل المعضل الاقتصادي لجراح مخ .. كل المطلوب هو زيادة الانتاج رأسياً لتنخفض اسعار الشراء مع استفادة المنتج لكثرة إنتاجه. السؤال هو: هل تشجع سياسة الدولة الاقتصادية على الإنتاج؟ هنا مربط الفرس! ما هي كيفية التشجيع على الإنتاج وما هي الآلية اللازمة والمناسبة لتشجيع وتحفيز المنتج ليزيد إنتاجه ليستفيد ويفيد الوطن؟ عملية تشجيع المنتج لزيادة إنتاجه حلقة دائرية أخشى أن اقول جهنمية. لو تعطل فيها ترس واحد لتوقفت كلها وطلعنا بنتيجة صفر كبير. إن المعطل الرئيس لزيادة الإنتاج ولنكن اكثر تحديداً  الإنتاج الزراعي لانه الاسهل والاضمن هي البنوك التجارية وعلى رأسها البنوك الشبه أجنبية. هذه البنوك لا تشجع الزراعة باي صورة من الصور. وتُرك الأمر برُمته للبنك الزراعي السوداني والذي فشل في زيادة الانتاج حسب مقدراته المالية.
(العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

Saturday 30 August 2014

غرفة استيراد الزيوت!

غرفة استيراد الزيوت!

رسمياً اسمها غرفة الزيوت .. لكن فعلياً فعلها هو استيراد الزيوت. العمل على حماية مستوردي الزيوت التي تسبب أمراض السرطان وهي معروفة للجميع. غرفة يحتلها تجار وليس رجال أعمال. أناس لا يعرفون قراءة المستقبل التجاري لعمل يعتبرون هم أحد أضلاعه المهمة. مجموعة لا تعرف أو لا تعترف بمنتج الحبوب الزيتية.. ما هي احتياجاته وماذا يريد وماذا يمكن أن يقدِّم لو توفّر له الجو الصالح للعمل والإنتاج. غرفة يحتل قمتها من لا يعرفون معنى ال Business Plan . لا يعرفون التخطيط المستقبلي لدرء المشكلة قبل وقوعها ولكنهم يتصرفون بعد أن تقع الفأس في الرأس. هل لي من محدِّث يقول لنا ماهي مساهمة غرفة الزيوت في زيادة إنتاج الحبوب الزيتية؟ هل قدموا تقاوي بالقيمة للمزارع؟ وهو مطلب المزارع الأول والأخير. هل فكروا في مساعدة المزارع ببعض السلفيات المالية التي تساعده في فترة الزراعة وقبل موسم الحصاد؟

إن تجار غرفة استيراد الزيوت لا يعرفون الفرق بين صُقع الجمل وقوز المساعدين! أين ينتج الفول السوداني الذي ينتج أفضل أنواع الزيوت بدلاً عن الزيوت المستوردة والتي لها القدح المعلى في انتشار أمراض السرطان في طول البلاد وعرضها قبل النفايات الذرية المدفونة في تراب الوطن وغيرها. مالم تُوضع خُطّة متكاملة وكاملة بين المزارع والتاجر وهذه الغرفة والحكومة ممثلة بالوزارة المناسبة فلن تُحل مشكلة ارتفاع أسعار الزيوت وستتكرر عاماً تلو الآخر وستظل بلا حل مثل مشكلة السيول التي تجتاج الخرطوم في نفس الوقت من كل عام ولا أحد يعرف لها حلّاً.

عندما نتحدث عن مد المزارع بتقاوى محسنة فإننا لا نقصد استيراد تقاوى فاسدة من الارجنتين بواسطة المتمكين من رجالات الإنقاذ ولكن نطلب أن يتم تبادل التقاوى بين مناطق إنتاج الفول السوداني في السودان. الفول السوداني لمن لا يعرفون ينتج في المنطقة الممتدة ممن تندلتي شرقاً وحتى الجنينة غرباً. أي كل المنطقة التي تغطيها السهول الرملية والمناطق الجبلية في شمال الجبال والجبال الشرقية. ما نعنيه هنا هو الفول المطري، لأن هنالك فول مروي يزرع في كل المشاريع المروية الجزيرة والفاو والقربة. وهذا له تكاليف أخرى لا نريد إيرادها حتى يتملص ذوي الشأن من العملية برمتها.

لتحقيق إنتاجية رأسية عالية علينا مد المزارع في منطقة تندلتي بتقاوى فول من منطقة الضعين. ومزارع النهود بتقاوى من منطقة الرهد.. ومزارع غبيش بتقاوى فول من منطقة تندلتي.. وبهذه الطريقة نغطي كل مناطق إنتاج الفول السوداني بتقاوى تكلفتها محدودة ونتائجها مضمونة. وكمثال فاستيراد سمسم القضارف وزراعته بمنطقة أبو جبيهة ينتج إنتاجاً خيالياً لا يتوقعه أو يتصورة المزارع نفسه. وعليه قس. وعلى المزارع تسديد قيمة ما استلم من تقاوى من إنتاجه في الموسم الجديد. بهذا نكون قد منحنا المزارع فرصة لزيادة إنتاجه وبالتالي تحسين دخله العام والاهم هو الحصول على كميات كبيرة من الفول السوداني لانتاج الكمية المطلوبة من زيت الطعام التي تغطي حاجة السوق المحلي وبالتالي نصدِّر الفائض لجلب العملات الحرة التي يحتاجها الوطن.

ويمكن لتجار غرفة استيراد الزيوت أن يتحولوا لتجار غرفة تصدير الزيوت ويحصلون على كميات من العملات الحرة تجنيباً بين سعر الصادر البنكي الرسمي والسعر الذي يبيعون به ويطلع الكل مستفيد وتُحل مشكلة من المشاكل التي نخشى أن تصبح مزمنة ما لم يتدارك ولاة الأمر الموضوع في بدايته. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

فشل الإستثمار في السودان

فشل الإستثمار في السودان

ليس غريباً ولكنه قريباً فشل أي شئ يُخطط له في السودان. الفشل صار هو ديدن الحياة السودانية بكاملها. ألم يقل وزير الدفاع بالنظر: أن الفشل في يوم يولد الفشل. فإن كان الفشل عندهم كل يوم صباح مساء فمعنى كلام الوزير أن الفشل سيكون عندهم 24/7 كما يقول الخواجات. أسباب الفشل كثيرة. هنالك ما هو مقدور عليه بالعزيمة والعلم. وهنالك من يتسبب فيه الفاشلون بدراية او بعدمها وهذا نوع يصعب التغلب عليه وتجاوزه. لا يمكن أن تطلب المستثمرين أن يأتوا ليستثمروا في بلدك وتضع أمامهم العراقيل والعقبات التي يستحيل تجازوها وتتركهم كما قال المثل: ألقاه مكتوفاً في اليم وقال له: إيّاك أيّاك أن تبتل بالماء.

هنالك عوامل جاذبة للإستثمار الأجنبي وكذلك توجد عوامل طاردة للمستثمر. فلو وجد المستثمر الحوافز التي يبحث عنها فلن يتواني في الدخول في الاستثمار في تلك الدولة. ولكن لو خاب فأله منذ وصوله البلد التي يود الإستثمار فيها فلن يفكر مرتين في الرجوع من سحيث أتى. يتباكى السودانيون على مبلغ أقل من 3 مليار دولار أميركي هي جملة استثمارات السودانيين الذين هربوا من الاستثمار في السودان للاستثمار في الجارة إثيوبيا. هذا المبلغ الزهيد مقارنة بفرص الاستثمار في السودان جعل الكثيرين يندبون حظ السودان العاثر وهروب الاستثمارات منه. لو كانت حالة الاستثمار جاذبة لاستثمرت شركة أوروبية واحدة ضعف هذا المبلغ في مشروع واحد في السودان.

أعرف عدة شركات أوروبية تريد الاستثمار في قطاع النقل في السودان. هنالك يود الاستثمار في مجال النقل بالسكة الحديد وقد جهزوا مبلغاً أكبر من الثلاث مليارات التي ذهبت لاثيوبيا ولكنهم يقولون عن السودان ما لم يقله مالك في الخمر. يبدأون بالسياسة وينتهون بالحرب غير المعلنة التي يشنّها المسؤولون على كل من يود الاستثمار في السودان. من زار السودان رأى بعينه وتأكّد له أن المسؤولين في السودان لا يسمحون لمستثمر أن يتحرك بحرية ويقدمون له المساعدات المطلوبة حتى يستفيد من وقته وماله ويفيد السودان أيضاً. بل قال لي أحدهم: أنه وصلت الوقاحة بمسؤولين يسألون بوقاحة ظاهرة: نحن حقنا كم ووين؟ وطبيعة الخواجات عندما لا يعجبهم الامر يعملون انهم مسطحين ويطنشوا من الموضوع بسهولة ويسر.

شركة زراعية أميريكية قالوا أنهم يتحدُّون قانون المقاطعة الأميركي للسودان ومستعدون للإستثمار في مشروع الجزيرة وإعادته سيرته الأولى. لديهم شرطين فقط الأول ان يتم التعامل بينهم وبين المنتج اي المزارع راساً دون تدخل من طرف ثالث. والشرط الثاني أن يباع لهم كل القطن المنتج بسعر السوق العالمي ولا يطلبون أي حوافز. قالوا ذلك الكلام بعد تعلية خزان الروصيرص وبعد أن تأكدوا أن الماء اللازم لري المشروع سيتوفر وزادهم تحفيزاً مشروع سد الألفية الإثيوبي. وقال لي أحدهم: أن فائدة سد الألفية الآولى ستكون للسودان والثانية لإثيوبيا والثالثة لمصر فلا أرى سبباً يجعل السودانيين يعارضون قيام السد لخاطر مصر.

شركة زراعية أرجنتينية لها الرغبة في الاستثمار في انتاج الفول السوداني عندما علموا مني أن هنالك ملايين الهكتارات الصالحة لزراعة الفول السوداني وهي من اخصب الأراضي بل هي أراضي عذراء لم تزرع بعد. وزاد استغرابهم أن تلك الارض لا تحتاج لري لانها تشرب من الأمطار والتربة لا تحتاج لسماد. ولكن فوجئ مندوب الشركة بروتين لم يعرف له سببا فنسوا الموضوع وكانوا على استعداد لاستثمار بعض المليارات في سهول كردفان.. لكن الله غالب.
(العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Thursday 28 August 2014

زيادة الاسعار ورفع الدعم

زيادة الاسعار ورفع الدعم

أعلن وزير المالية عن نية الحكومة أوقرارها برفع الدعم عن كثير من السلع اي زيادة الاسعار أو زيادة الضرائب غير المباشرة. كثر الحديث عن الدعم في السنين الأخيرة وكأنه القندول الذي شنقل ريكة الاقتصاد السوداني. لا يعجز طالب بالسنة الاولى بكلية الاقتصاد إدراك أسباب علل الاقتصاد السوداني. ولكن انطبق علينا القول المشهور لعمرو بن العاص عن الشعب المصري، حيث قال: صغارهم أذكياء وكبارهم أغبياء. فهل صار كبار رجالات الاقتصاد عندنا من كبار الاغبياء؟

كما يقول البقارة: (حتى نعرف لتنبلنا طقّة) نرجو من السيد الوزير أن يرفع الدعم كلية عن كل السلع بلا استثناء حتى نرى أين تسير بنا مركب الحكومة الاقتصادية! لو لم يُرفع الدعم كلياً عن كل السلع مرة واحدة وبضرب لازب فسنظل في وحل رفع الدعم لسنين عددا كل سنة. ولكن لو تمّ رفع الدعم جملة وتفصيلا فسنرى بعد سنة من شظف العيش ماذا الحكومة فاعلة لزيادة دخلها وملئ حوض رملتها الذي لا يشبع أو يرتو من الصرف البذخي. وبما أن الكثيرين لا يعرفون الفرق بين رفع الدعم والضرائب فسيسكتون عن حجة رفع الدعم ويرجون رحمة من ربهم.

عندما يتحدث المسؤولون عن رفع الدعم عن سلعة البنزين مثلاً يقولون حججاً وكلاماً غثاً لايمكن التحقق من صحته. يضربون مثلاً بالبعثات الدبلوماسية والتي تستهلك البنزين المدعوم على حساب الشعب المسكين. لا يوردون لنا كم عدد البعثات الدبلوماسية في السودان وكم هي كمية الوقود التي يصرفونها شهرياً والتي تؤثر سلباً في اقتصاد البلاد؟ البعثات الدبلوماسية صرفها محدود ومقنن ولايؤثر على الدعم ورفعه ولكنها حيلة العاجز في تبرير أفعال منكرة أتى بها ويعجز عن تبريرها بمنطق واضح يفهمه العامة.

لا يتناطح عنزان من أم طرقاً عراض أن عظم ظهر الاقتصاد هو الإنتاج بغض النظر عن نوع الانتاج. لا يهم إن كان زراعياً أو صناعياً أو حتى تجارياً. فبدون الانتاج لن تنصلح حالة الاقتصاد لأي دولة أو نظام. ولانصلاح حالة الإنتاج ينبغي على الدولة تشجيع كل منتج في مجاله بما يسمح له أن يبدع ويزيد انتاجه وبالتالي يزداد دخله ودخل الدولة من الموارد التي تجبيها من الانتاج وتدور عجلة الانتاج محركة عجلة الاقتصاد. فالاقتصاد عجلة بها عدة تروس يجب عليها أن تعمل جميعاً في تناغم لتحقيق الهدف المنشود.

وبما أننا دولة نايمة مهما كابر المكابرون ونعتمد بنسبة 95% على الإنتاج الزراعي بشقيه فعلينا تشجيع وتحفيز المنتجين في هذا المجال حتى يتحقق الهدف. وقبل أن نفكر في رفع الضرائب عن او على الانتاج الزراعي يجب العمل على زيادة الانتاج الزراعي زيادة رأسية تحقق الهدف المرجو. الجزء الكبير من الانتاج الزراعي ياتي من الزراعة التقليدية وهذه قليلة التكلفة ولا تحتاج لمعينات ذات تكلفة عالية. يحتاج المزارع التقليدي لتقاوي جيدة في وقت مناسب من بدء موسم الزراعة. كما يحتاج لثلاث سلفيات زراعية معقوة تتناسب مع حجم المساحة التي يزرعها بالمحصول المناسب للمنطقة التي ينتج فيها. سلفية للزراعة وسلفية للكديب وسلفية للحصاد. فبسلفية قدرها 5 آلاف جنيهاً لمزارع تقليدي يزرع 50 فداناً من أي محصول كالفول السوداني او السمسم أو الذرة أو عباد الشمس فستحقق دخلاً يتجاوز ال100 ألف جنيهاً بمعدل إنتاج متوسط وليس عالياً، فلو تضافرت عوامل الزراعة الباكرة والكديب في الوقت المناسب وهطلت الامطار بالمعدلات المعروفة فستتضاعف كمية الإنتاج بقدرة الله.

هذا مثال بسيط من خبرتنا في المجال الزراعي وليس نظريات من مَن يجلسون خلف المكاتب المكندشة على كراسي دوّارة وهم لا يعرفون الفرق بين سمسم القضارف والسمسم الداري. ولكن مَن منكم يقدر على قول: بت السلطان عزبة. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Wednesday 27 August 2014

نُوّام مجلس تشريعي الخرطوم

نُوّام مجلس تشريعي الخرطوم

من قبل سمعنا أن والي الخرطوم الخضر قال ذات يوم أن على الجميع الرجوع إلى من حيث أتوا بدلاً عن الاستقرار بالخرطوم. وبما أن الشينة منكورة فقد أنكر الوالي الخضر الكلام جملة وتفصيلا. وعلى هذا المنوال نورد القصة التالية والتي حدثت في منتصف ثمانيات القرن الماضي عندما ضرب الجفاف والتصحُّر البلاد وخاصة إقليم كردفان والجزء الشمالي منه بالذات. لقلة المياة وانعدام المرعى ماتت جل الحيوانات في شمال كردفان. إضطر سكان تلك المناطق النزوح إلى جهات أفضل من ديارهم. فمنهم من نزح تجاه جنوب الاقليم حيث الحال افضل قليلاً من مناطقهم ومنهم من وجًه صوب النيل.. ألم يقل الشاعر: يكفي النيل أبونا والجنس سوداني؟

سكنت مجموعة من قبيلة دار حامد من منطقة بارا بشمال كردفان غرب أم درمان ومناطق الجموعية. كانت بهايم القوم تعتدي على مزارع المنطقة. إشتكى المواطنون للضابط التنفيذي لمجلس شعبي أمبده – كما كانوا يسمونه آنذاك-. طلب الضابط التنفيذي من مجموعة دار حامد الإتيان بشيخهم لحل المشكلة. وصل الشيخ من بارا واجتمع مع الضابط التنفيذي. طلب الضابط من الشيخ أن يرحل بأهله إلى بلدهم! استغرب الشيخ السؤال! فما معنى بلادهم وكل الناس سودانيين؟ ردّ الضابط بأن المقصود ببلدهم مكان جدّهم. وجدها شيخ دار حامد فرصة وسال الضابط إن كان يعرف اسمه بالكامل؟ فرد الضابط بأنه لا يعرف. قال له الشيخ: اسمي العبيد تمساح امبده. وأمبده التي تجلس فيها الآن هي أرض جدي. أطلب منك أن تطرد سكانها ليذهبوا من حيث أتوا. عندها سأسكن أولادي في ارض جدهم ولن يعتدوا على أحد إن شاء الله. واسقط في يد الضابط ولكن تمّ حل المشكلة حسب الأعراف بين الجموعية ودار حامد.

هذا تفكير ضابط يجهل ابجديات الثقافة الإثنية عن التركيبة السودانية. فالسودان للجميع تسكن حيث ما تجد راحتك دون أن تسبب الأذى والضرر للآخرين. ولكننا عشنا لنشهد متغيرات كثيرة ينطبق عليها القول المأثور: (جدادة الخلاء الطردت جدادة البيت). فعندما كان فرسان المهدية يقتحمون اسوار قصر غردون باشا كان هنالك من يحاول التخابر مع مخابرات العدو وطعن جنود الوطن من الخلف بخنجر العمالة والاسترزاق. ولكن انتصرت الثورة المهدية وقامت الدولة السودانية.

كثيرون يعيشون في أم درمان عاصمة السودان ويجهلون من أين اتت أسماء أحيائها ويعتبرون أنفسهم من أولاد أم درمان مثل حسين خوجلي الذي أتي أم درمان وعمره 12 عاماً. ووصلت الصفاقة بعديمي الذوق مثل والي الخرطوم و(نُوّام) مجلسه التشريعي أن يطالبوا ساكني الخرطوم الرجوع من حيث أتوا أو وقف الهجرة إلى العاصمة القومية؟ لم يسأل هؤلاء الميتة قلوبهم لماذا ترك السكان الاقاليم وازدحموا في العاصمة؟ ماهو الشئ الذي توفره العاصمة وتفتقده الأقاليم؟ كثير، بل لا توفر الاقاليم أبجديات السكن فيها كالماء والعلاج والتعليم ولهذا فضّل المواطنون الهروب إلى العاصمة رغم معايبها الكثيرة.

نسأل نُوّام المجلس التشريعي أيهما أكثر أهمية: مناقشة أضرار السيول والفياضانات التي طالت العاصمة من كل أطرافها والعمل على تدارك المسألة قبل أن تستفحل وتصير وباء سنوي يضرب المساكين تحت الحزام ولا راع لهم غير ربِّهم؟ أم مناقشة أمر تفريغ العاصمة من النازحين الذين هم مكرهون لا أبطال؟ ألم يكن أجدى أن يناقش (نُوّام) تشريعي الخرطوم موجة الغلاء التي ضربت أسواق العاصمة بلا هوادة وكيف يعيش ناخبيهم أم الالتفات لمشكلة لن يقدروا على حلِّها حتى ولو كان لديهم مشروع مارشال جديد! هؤلاء النُوّام هم الذين قال عنهم المثل الدارفوري الشهير: (مرمي الله ولا ترفعي.. كان درتِ ترفعي تسوي ليك خصامة مع ربّك). وهؤلاء هم مرمي الله الذين يأخذون الإتاوات من صبية الدرداقات ولا يعطونهم مقابل ذلك فرطاقة!
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها



لماذا نحارب للآخرين حربهم؟

لماذا نحارب للآخرين حربهم؟

عندما فكّر الإمام المهدي في مقاومة الأتراك جاب السودان طولاً وعرضاً بحثاً عن التربة المناسبة وخصبة لتنمو فيها بذرة الثورة الإسلامية الوطنية التي أراد تفجيرها. تفهم وضع كل منطقة وساكنيها ومدى قبولهم لثورته والمشاركة معه في طرد الأتراك. أخيراً استقر رأيه على منطقة جنوب كردفان لعدة أسباب ولكن أهم سببين هما بعدها عن المركز وشراسة رجالها وتوقهم للدواس مع الكفرة. أدخل الإمام المهدي فكرة فوائد حرب الكفرة. وبسّط للمواطنين في تلك المناطق سهولة الثورة وأن الإنتصار سيكون حليفهم ويكسبون من الغنائم ما يعينهم على أمورهم المعيشية. ومن يسقط شهيداً في المعارك ضد الكفرة فسوف يدخل الجنة ويشفع لسبعين من أقربائه. وهكذا التف السودانيون كلهم خلف الفكرة وسقطت دولة الترك وقامت دولة المهدية.

ما نقصده من هذا المقال ليس عنصرية ولكن قد تكون جهوية. لماذا لم يذهب الإمام المهدي لعقر داره وأهله وعصبته ليحتمي بهم ويحارب الترك؟ الإجابة بسيطة ولا تحتاج لشرح. وعندما قامت قوة دفاع السودان التي تحولت للجيش السوداني والتي صارت القوات المسلحة نجد أن جل الجند من مناطق غرب السودان ولكن ليست نفس النسبة محفوظة بالنسبة لطبقة الضباط في القوات المسلحة. وكل من سمحت له الظروف وحصل على فرصة لدخول الكلية الحربية صار من المبرزين من الضباط الذين يشار إليهم بالبنان. الأمثلة كثيرة ولا تحصى.

قامت الإنقاذ وقد درست تاريخ الشعوب السودانية ووجدت أنها لو استندت على القاعدة الكبيرة المحاربة من غرب السودان لحكمت السودان لفترة طويلة وما عليهم إلا تشجيع سياسة المستعمر المعروفة بفرِّق تسد. استفادت الإنقاذ من بعض شذاذ الآفاق من قبائل غرب السودان وضمتهم إليها ومنحتهم من التسهيلات والإمتيازات ما لا يحلمون به في ظروف حكم عادية. حتى لا يتشتت حديثنا سنحصره في قبائل البقارة. قبائل البقارة هي: سليم وأولاد حميد – الحوازمة – المسيرية حُمُر وزُرُق – رزيقات – بني هلبة- هبانية – تعايشة. بدأت الإنقاذ بضرب القبيلة الكبيرة وليست الاكبر من قبائل البقارة وهي قبيلة المسيرية. شتت شمل القبيلة بتعيين أكثر من عشرين أميراً لقبيلة كانت تحت ناظرين أداراها بحكمة وحنكة ودراية بشؤون إدارة القبائل الرعوية الشرسة.

حاولت الإنقاذ محاولات يائسة مع قبيلة الرزيقات ولكنها فشلت لتمسك أبناء ورجال الرزيقات بوحدة القبيلة. ولم يطمع الرزيقات في مناصب يعرفون أنها صورية فقط لا حول لها ولا قوة. وكان لهم ما أرادوا. عمدوا لقبائل البقارة الأخرى وسحبوا كل القبائل التي كانت معهم في إدارة قبلية واحدة ومنحوها إمارة منفصلة إمعاناً في تفرقة القبائل ليتمكنوا من السيطرة عليها بسهولة. بل وصلت بهم الحماقة بمنح قبيلة معروفة في الغرب أمارة وهي لا تملك حاكورة خاصة بها. عندما تحقق لهم فرز الكيمان صاروا يضربون هذه بتلك.

من العدم خلقوا مشكلة دار فور بين العرب والزرقة وهم قوم متعايشون من مئات السنين. وهكذا ذهبت دار فور ولن تعود سيرتها الأولى إلا بمعجزة في زمن انتهت فيه المعجزات. دخلوا على المسيرية والرزيقات وأشعلوا بين القبيلتين حرباً لن تخمد نارها أبداً لمعرفتنا بشراسة القبيلتين. وأتمُّوا الخياطة بالحرير بأن دقوا مسماراً في خلافات داخلية بين بطون المسيرية لا نعلم متى يخمد الله نارها؟ ومن أين أتوا بقوات حميدتي التي تحاصر العاصمة في انتظار الإشارة للقضاء على أخضر ويابس من يحاول الإعتداء على حكم الإنقاذ. حميدتي وقواته كلها من غرب السودان ولكن لها قائد من منطقة غير الغرب.. هم الملوك ونحن الرعية. لماذا يحارب حميدتي ومجموعته نيابة عن حكومة عوده فيها عود مرا كما نقول؟ ولماذا حارب موسى هلال نيابة عن الحكومة في سنين خلت؟ وماهي المصلحة التي جذبها لقبيلته من جراء انسياقه خلف الحكومة ووعودها الزائفة؟ وأين يقف هو مما هو حادث في الساحة؟

وثالثة الأثافي يستعين ياسر عرمان بأنباء قبائل جبال النوبة في حربه ضد الحكومة والنوبة لا مطلب لهم غير السلام والأمان ولكن لكي يحصل ياسر عرمان وزمرته على ما يريدون من الإنقاذ عليهم أن يحرقوا النوبة وجبالهم. فلماذا يحارب النوبة نيابة عن ياسر عرمان وشلته من جلابة الحركة الذين يتحكمون في الحركة ومن يتبعهم من قبائل النوبة بلا فائدة عائدة على النوبة بل محرقة تقتل أهلهم في كراكيرهم وأهل ياسر عرمان وشلته في أمن وأمن؟ متى تفهمون يا غرّابة أنكم Tools في حروب لا ناقة لكم فيها ولا جمل.
(العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

Tuesday 26 August 2014

"إنعل" أبو المؤتمر الوطني

"إنعل" أبو المؤتمر الوطني

غريب أمر المنتسبين للإتجاه الإسلامي السوداني. الفرد منهم يكون في قمة التنظيم يمدحه وكأن أصحابه هم أصحاب عمر. تتركه الوظيفة يقول في التنظيم وأعضاءه ما لم يقله الطيب مصطفى في باقان وعرمان. هل كل أعضاء التنظيم ميكافيليين؟ إن كانوا كذلك فهذه مصيبة. تبرز إحدى حيزبونات التنظيم وتقول بالفم المليان:"ثلاثة أرباع السودانيين حرامية"! كيف ومن أين أتت بهذه النسبة الكبيرة؟ وبما أنها لا تعرف كل الشعب السوداني لتحكم عليه هذا الحكم الجائر فإننا نقول أن حديثها صحيح لأنها تعرف أعضاء تنظيمها الحرامية وهم الغالبية العظمي أو كلهم. ومع علمها أن عضوية المؤتمر الوطني والملحقين به لا تعادل ثلاثة أرباع الشعب السوداني فأكملت النسبة بدعوى أن هنالك حرامية من الجهات الأخرى. نحن نتفق معها أن كل أعضاء المؤتمر الوطني حرامية إلا الأغبياء منهم. وأن هنالك بعض الحرامية منتسبين لجهات أخرى فليس كل من هو ليس بمؤتمر وطني موسى فهنالك فراعين كتار أيضاً.

الخبير الاقتصادي عبد الرحيم حمدي لمن لا يعرفونه هو أوّل المتنصلين من تنظيم جبهة الميثاق الإسلامي في ستينيات القرن الماضي. وقد هرب بجلده من جبهة الميثاق الإسلامي عندما حصلت عليه ضائقة سياسية لم يتمكن من الفكاك منها إلا بالتبرؤ من جبهة الميثاق الإسلامي. تخرج حمدي في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم ولكنه لم يدرس الاقتصاد ولا المحاسبة ولا إدارة الأعمال. فهو خريج قسم الأنثربولوجي (علم الإجتماع). لا علاقة لعلم الإجتماع بعلم الاقتصاد إلا من الناحية العامة. عمله ببنك فيصل الإسلامي السوداني والتحاقه ببنك البركة في بريطانيا هو الذي جعله خبيراً في الاقتصاد. أتت به الإنقاذ في بدايتها لتستفيد من خبرته البريطانية والتي هي بعيدة كل البعد عن مجال الاقتصاد السوداني الوعر.

الرجل لا خبرة له في اقتصاد السودان. لا علاقة له بالزراعة ولا الصناعة على قلتها ولا الثروات السودانية الاخرى ليعمل على دفعها لتصب في خانة الصالح العام للاقتصاد السوداني. بدأ الرجل تجاربه مطبقاً القول المشهور: (تعلّم الحجامة في رؤوس اليتامى). والذين هم الشعب السوداني. بدأ حمدي بتطبيق نظام الضرائب البريطاني ولكن طبقه بمبدأ بتر الآية الكريمة التي قال تعالى فيها: (لا تقربوا الصلاة). فقد عمل حمدي بهذا الجزء وترك التكملة الضرورية حتى تفهم الآية الكريمة صحيحة في سياقها. نسي وتناسى :(وأنتم سكارى).

النظام البريطاني يعتمد إعتماداً كلياً على جمع الضرائب بصورة لا يتضرر منها مواطن ولا شركة. وتُصرف هذه الضرائب في مصارفها الصحيحة والتي هي أقرب لمصارف الزكاة عند المسلمين. ولكن لم يكمل حمدي الآية بالطريقة المرجوه. جُمعت الضرائب والزكاة ولكن صرفت في مصارف لا تربطها بمصارفها صلة. أتفق مع حمدي أن السياسة الاقتصادية للدولة تضعها مجموعة وليس فرد مهما كان مركزه. لكن مهمته كوزير مالية عليه تطبيق تلك السياسة فإن راى أن تنفيذ هذه السياسات سيتسبب في ضرر المواطن فعليه تنبيه الآخرين ليعملوا على وقف الضرر ولكن حمدي حفاظاً على وظيفته المرموقة لم يخاطر بتنبيه من معه من واضعي السياسة الاقتصادية تجنباً للمشاكل، والنتائج التي ستحل على الشعب ليست ذات أهمية طالما أسياده ومن أتوا به راضون عنه.

تمّ بيع وتفكيك جلّ المؤسسات الحكومية في عهد حمدي إلا القليل منها ولم نسمع له بدور في إيقاف عمليات البيع والتفكيك تلك ولم يورد ما يدافع به عن بقاء تلك المؤسسات. ربما لجهله بدورها في دورة الاقتصاد السوداني وهذا ليس بعذر فقد شرحت النقابات باسهاب هذا الدور وإما – وهو الراجح- خوفه على منصبه لو عارض بيع أو تفكيك تلك المؤسسات التي بناها الشعب السوداني بعرقه ودمه منذ عهود خلت. ختاماً الوزير الهمام وخريج قسم علم الاجتماع لا يعرف الفرق بين الكلمة العامية "إنعل" والكلمة العربية الفصحى "إلعن". فالأولى من الإنتعال وهو لبس الحذاء والثانية من اللعنة التي لعنك لها الشعب السوداني الذي تسببت في ضرره مما جميعه.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها


Monday 25 August 2014

من المسؤول عن الفيضانات والسيول؟


من المسؤول عن الفيضانات والسيول؟

أي خطأ يرتكبه عامل، موظف، مهني، فني أو إداري كبير يجب أن يكون قابل للمحاسبة والمراجعة والتحقيق والتدقيق فيه حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى وتفادياً للمشاكل التي تسبب فيها ذلك الخطأ. هذا هو الشئ الطبيعي في العمل الإداري سواء كان خاصاً أم عاماً لكننا في زمن لا مكان فيه للمحاسبة ولا معاقبة لمن يرتكب خطأ حتى ولو كان بإهمال واضح وشبه تعمُّد مقصود! هنالك فرق بين القضاء والقدر والإهمال وبينهما خيط رفيع حيث يستغل مرتكبو الخطأ ومشايعوهم ليخلطوا الكيمان ليخرجوا من المشكلة وينجوا من العقاب كما تخرج الشعرة من العجين.

المحيِّر أنه في زمن الإنقاذ هذا عشنا وشفنا الكثير من الأخطاء القاتلة والمميتة ولكن لم نسمع أو نقرأ عن عقوبة وُقِّعت أو وقعت على مرتكب خطأ ما! وحتى لا نشتت الكرة فلنحصر أنفسنا في مسألة السيول والأمطار. المعروف أن الأمطار في السودان عامة وفي الخرطوم خاصة لها موعد محدد لا تخلفه سنوياً. الكل يعلم أن الأمطار ستهطل ولكن كثيرة أم قليلة لا يمكن تحديد ذلك إلا بعد هطولها. المطلوب من الجهات المسؤولة عن تصريف المياه أن تستعد قبل وقت كاف لهطول الأمطار بتجهيز كل ما هو مفيد لدرء آثار الأمطار وبالتالي تابعها من سيول.

إن العمليات المطلوبة لدرء آثار الأمطار والسيول ليست عمليات جراحة مخ ولكنها عمليات سهلة وميسور تنفيذها لمن أراد. فبداية بحفر المجاري وفتح ما هو موجود ولكن أُغلق بفعل فاعل. ردم المناطق المنخفضة والتي تصبح بركاً تغلق الشوارع والطرقات أمام المارة وتصبح مصدراً للبعوض والناموس وبقية الحشرات التي يتوفر لها الجو المناسب لتبيض وتفرخ بحرية. المجاري نفسها معروفة أماكنها سواء كانت مجاري دائمة أو مجاري موسمية تصب في المجاري الدائمة. لا يمكن أن يفكِّر ذو عقل سوي عن نقص السيولة أو عدم توفُّر التمويل اللازم لحفر المجاري لتصريف مياه الخريف.

في طول الخرطوم وعرضها يدفع المواطن العوائد التي هي ضريبة على المنزل الذي يقيم فيه المواطن. فإذا علمنا أن المواطن يدفع رسوم النفايات لشركات الإختصاص وكذلك تكلفة المياه والكهرباء فهذا يعني بالضرورة ذهاب مال العوائد لما هو عائد على المنزل من خدمات. أوّل تلك الخدمات هو حفر المجاري ومكافحة الحشرات والآفات التي تضايق المواطن في عيشه. لقد رفع مواطن في روما قضية على بلدية روما لأنه عثر على باعوضة في منزله، مع العلم أن بعوض روما لا ينقل الملاريا، وهو مواطن صالح دفع كل الضرائب المستحقة عليه للبلدية. كسب القضية ضد البلدية ومعها تعويض ضخم! لا نريد مثل هذه الخدمة البرستيدج ولكن أقلها نريد أن تقوم المحلية بواجبها كاملاً، فبمثل الحماس الذي يطارد به الجباة المواطن على المحلية أن تكون خفيفة الحركة عندما يحتاج المواطن لخدماتها التي هي واجب عليها تجاه المواطن.

لا يمكن قبول أيّ عذر عن الأضرار التي أصابت المواطنين من جراء فيضان خور أبو عنجة وخور الصالحة. هذه مجاري مياه معروفة منذ أكثر من 100 عام! فكيف لا تضع المحليات الخطة الدائمة لمكافحة فيضانها وتضرر المواطن منها؟ وفي المقام الأول كيف تُمسح الأراضي الملاصقة للخورين وتمنح كقطع سكنية للمواطنين دون تجهيز الجسور اللازمة لدرء آثار السيول التي يجلبها الخوران من شمال كردفان؟ لماذا لا تترك السلطات مساحة معقولة بين الخور والمنازل ك Buffer Zone يكون كحماية طبيعية إضافة للسد الدائم بين الخور والمساكن؟ هل هو جهل بأبجديات الحماية من السيول أم تعمُّد مقصود من القائمين على الأمر لأنهم يعلمون أن تحقيقاً أوعقاباً لن يطالانهما طالما كل امرئ يحتل غير مكانه في سودان الإنقاذ!!
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Sunday 24 August 2014

اِتقِ الله يا سمية أبو كشوه!

اِتقِ الله يا سمية أبو كشوه!

لو لم تكوني من الجبال الشرقية ولو لم تكوني ممن يعرفون دروبها وكراكيرها ماذا كنت ستفعلين بطلاب الشهادة الثانوية المتقدمين لدخول الجامعات؟ ماذا كنت ستفعلين لو كنت من بنات نمرة 2 أو الملازمين .. أظنك كنت ستصدرين قراراً بحرمان بنات كلوقي وتلودي وأم طرقاً عراض من التقديم للجامعات لانهم ما شكل جامعات ولا كيف رأيك؟

هشاشة دخولك لتنظيم الإتجاه الإسلامي منذ الجامعة جعلك ال Soft Target أو بمعنى آخر شماعة جديدة تعلِّق عليها الإنقاذ كل خطاياها وخطل تفكيرها وتكفيرها للواقع المعاش. السودان به مناطق لم تسمع بالإنترنت ولم تدخلهم بعد. وطلاب كثيرون لا يعرفون استخدام النت في أمور كثيرة ناهيك عن استخدامها في مشروع حساس كالتقديم للجامعات. غلطة واحدة وتضع الطالب في موقف لا يحسد عليه وقد تفقده الفرصة لدخول الكلية التي يريدها وهو مؤهل لدخولها. الكمبيوتر لا يفهم إلا ما غُزِي به من معلومات ولايتصرف كالعقل البشري. أم تسمعي قصيدة عمر محمود خالد الشهيرة وأنت برلم في العام 1971 بكلية العلوم؟ أم يقل: غلطات كتيرة الكمبيوتر بعملا.. إمكن سهى وإمكن نسى وجاط النمر من أولا...

هل فكرت سيادتك واركانحربك ولا أقول عصابة وزارتك في أمر الطلاب الذين لا يجدون مراكز بها خدمات انترنت ليتقدموا منها؟ ألم تفكروا أن مقدرة الطلاب على استخدام الانترنت في موضوع مهم غاية الأهمية وفيه تقرير مصير للطالب المتقدم قد تحول دون تقديمه بالطريقة المطلوبة للكمبيوتر وبالتالي يفقد الطالب فرصته في القبول في الكلية التي يريدها أو هو مؤهل للدراسة بها؟ مالكم كيف تحكمون؟ لماذا تنسلخون من جلدتكم بمجرد دخولكم المكاتب المكندشة وتنسون ربعكم ومراتع صباكم والتي لولاها لما وصلتم لما أنتم فيه من خير! إستبشرت خيراً عندما علمت بتعيينك في هذا المنصب المنصب الحساس وقلت قد تفيدين فيه من واقع خبرتك بالمناطق المهمشة والمهشمة. ولكن البصل كله ريحته واحدة. فقد انسلخت من واقعك الجميل وماضيك التليد وأصبحت من بنات الخرتوم ولم تلق بالاً لمشاكل بنات الأقاليم التي رفّعتك لهذه المكانة العلية.

يقولون في كرة القدم أن الضرب هو سلاح العاجز. تأكد لي صدق هذه المقولة بعد متابعة دقيقة للدوري الإنجليزي. ومنها نجرت العبارة التالية: (إلقاء التُّهم جزافاً هو سلاح الحكومات الديكتاتورية الضعيفة). لم يطرف لك جفن وأنت تقولين أن جهات سياسية قطعت كيبل الإنترنت في غرب دار فور لمآرب أخرى! كلام عجيب ومنطق عاجز عن تفسير عجز من أتوا به. فشلكم في توفير الخدمة التي صارت مثل الماء والكهرباء في الدول المتقدمة وحتى النامية وليست النايمة، جعلك تقولين دون حياء ما قلتين. ولكن لا ألومك فإذا فشلت حكومتك في توفير الماء لسكان الخرطوم التي تحتضن نهرين ونيل فلا عجب إن عجزت عن توفير (تنكلوجيا) لا أقول تكنولوجيا لأن التكنولوجيا بعيدة عن أشناب من لهم شنبات في حكومتك السنية.

أظنك يا أخت سمية تعرفين أن كذبة المنبر بلقاء مشهورة. فأرجوك ألا تكذبي لأنك ست فقد فقدنا المصداقية في حديث رجال حكومتك بلا فرز. ولو حاولنا أن نحصي كذباتهم البلقاء المشهورة لاحتجنا لسيرفر عمنا قوقل بكامله. وما زال أملنا في ستات الحكومة أن يكُنَّ أكثر مصداقية من رجال حكومتهن فلا تضيعي الفرصة التي جاءتك مقشرة. قولي الحقيقة وأعط الطلاب حقّهم في التقديم مثنى وثلاث ورباع حتى لا يفقد أبناء الهامش فرصتهم في الدخول للجامعات وتكونين أنت السبب وربما يدعو عليك مظلوم فتصيبك بأذي لست المتسببة فيه ولكنك من رفعت رايته وشهرت به فأصابك بسبب ذلك رشاش من دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

Saturday 23 August 2014

الحبيب الإمام والطريق الصحيح

الحبيب الإمام والطريق الصحيح

كثيرون لا يقدرون ظروف غيرهم ولا يرون أبعد من أرنبة أنفهم ولهذا تجدهم يصبُّون اللوم شمالاً ويميناً ويصوبون سهاماً طائشة كثيراً ما تخطئ الهدف وتصيب الصديق وتصبح نيران صديقة مضرِّة ولا فائدة منها. لا يمكن لزعيم بحجم الحبيب الإمام بكل ما يتبعه من مؤيدين وأحباب أن يتصرف تصرفات عشوائية همجية لا لشئ إلا لتحقيق رغبات بعض المتنطعين من ساسة وأشباههم. الرجل يفهم في السياسة أكثر من كل من هم في الساحة السودانية، يحسب كلامه وحركته بالمليمتر لأن أي خطأ غير محسوب قد تكون نتائجه كارثية على عدة أطراف.

كثيرون حتى من أحبابنا الأنصار لهم رأي في المصالحة التي تمّت مع نظام النميري لسبب بسيط وهو أنهم لم يدركوا التفاصيل الدقيقة لأسباب المصالحة. والحمد لله كنت من المطلعين على تفاصيل أسباب المصالحة وأيّدت كل خطوة فيها لأنني كنت قد عرفت كم هو الضرر الذي أصاب الجميع ولماذا صارت المصالحة ضرورية. وقد صبر الحبيب الإمام على سهام كثيرة طائشة كان مُطلِقوها لا يعرفون الأسباب الرئيسية للمصالحة مع النميري.

قامت الإنقاذ ونهبت السلطة الشعبية المنتخبة بليل وذلك بقيادة من كان يجب أن يحافظوا على الديمقراطية التي وهبتهم أكثر مما يستحقون نتيجة لأخطاء فات زمن المحاسبة عليها ولكنها ستُراعى في مقبل الأيام. حاول الحبيب الإمام معارضة النظام بالطريقة الحضارية التي تربّى عليها ولكن طلاب السلطة ومستجدي النعمة لم يتركوا له مساحة يتحرك فيها خاصة بعد أن كشف الشعب أمرهم.

جرّب الحبيب الإمام المعارضة الخارجية السلمية منها والعسكرية ولكن هدته بصيرته أن كل شئ بحسابه. فمن يمنحك أرضاً ويقدم لك دعماً لوجستياً يوما ما لابد أن يأت اليوم الذي سيطلب فيه حقه أو مقابل ما قدمه فلا توجد وجبة مجانية في هذا الزمن الغابر. فضّل الحبيب الرجوع للسودان والنضال من الداخل وتحريك الجماهير الشعبية لاسقاط النظام بطريقة أكتوبر وأبريل. لكن حُسن نية الإمام ونقاء سريرته أنسته أنه يتعامل مع ذئاب وليس بشر. فكانت مواجهة الجماهير بالرصاص في مظاهرات سلمية. وكذلك تمّت مواجهة الطلاب العُزّل بالرصاص وهم داخل الحرم الجامعي.

حاول كثيرون ممن ينطبق عليهم القول المشهور وهو الإناء الفارغ يحدث جلبة أكثر من الملئ. حاولوا جرجرته لمواجهة الحكومة بالأنصار ولكنه يعرف شراسة الحكومة في مواجهة معارضيها ففضّل أن يرسم خط سيره بنفسه لا بيد من يريدون له والأنصار التهلكة. ولهذا وضع كل الاوراق امامه وقلبها وعجنها وخبزها كما يقول المصاروة ووجد أن جمع المعارضة القوية تحت راية واحدة هو المصدر الوحيد الذي سيفل حديد الحكومة. وذلك بعد أن علم أن الحكومة تسعى لكسب الوقت حتى موعد قيام الإنتخابات التي لا مستعد لها غير المؤتمر الوطني. ترك للحكومة معارضة الداخل لتصل معها لشئ ذا فائدة للوطن والمواطن وسيتحرك هو مع المعارضة الخارجية بالطريقة التي يعرفها ليغيِّر النظام الحاكم بأقل خسائر ممكنة على الوطن والشعب. فلا نريد مزيداً من الدماء.

يعرف الحبيب الإمام رعونة الحكومة وكيف ستتصرف فله من الخبرات المتراكمة ما يجعله يقرأ تصرفات الحكومة المستقبلية وكأنه يقرأ من سفر امامه. لهذا ارسل د.مريم ليستبطن رأي الحكومة وردّة فعلها. وقد بلعت الحكومة الطُعم فقبضوا على د. مريم وهذا ما كان يريد معرفته!  فهلا صبر المرجفون المشككون في خطوة إعلان باريس حتى تُؤتي أُكلها لنرى مَن مِنّا له بخور سينشم؟ وبعدها لكل مقام مقال.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

الحبيب الإمام والإساءة الشخصية

الحبيب الإمام والإساءة الشخصية

نكتب عن الحبيب الإمام وندافع عنه ما وسعنا وعلى الذين لا يطيقونه ولا يحبون سياسته أن يتذكروا المثل العامي القائل: (كل زول بعجبو الصارّو). والمثل المطابق له: (لالوبنا ولا تمر الناس). هنالك من يطلقون التهم جزافاً والنعوت كما يحلو لهم. هنالك من يجزم أن الحبيب الإمام هو أكبر أخ مسلم بعد الترابي، لم أفهم لماذا لا يكون قبل الترابي؟ سيدي ما بجي التاني دايماً الأول. نرحب ترحيباً حارّاً بنقد سياسة حزب الامة وكذلك أفكار رئيس الحزب. فهو بشر وحديثه وأفعاله عرضة للخطأ والصواب فهو مجتهد ولابد من الأخطاء طالما الإنسان يعمل. هذا حق لكل من دخل معترك السياسة وحق على كل من شارك في العمل العام. ولكن هذا النقد والإعتراض ومخالفة الرأي يجب أن يكون بأسلوب حضاري ومنهجية فكرية.

لا يكفي أن تذهب للقاضي وتقول له هذا الرجل سارق فعليك بقبضه وسجنه. لن يستمع لك القاضي ما لم تأت بالأدلة التي تثبت بها دعواك. ولهذا نرجو ممن ينقضون آراء الحبيب الإمام أن يأتونا بالدليل الساطع. فإن كان ماقاله خطأ أو ما فعله جانبه الصواب فسيتنازل عنه ويعتذر لكل من تضرر من ذلك الحديث أو التصرف. وهي الديمقراطية الرأي والرأي الآخر والقبول به. فالإمام الشافعي قال: (رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب. ومن أتانا بأفضل منه اتبعناه). الحق أبلج والباطل لجلج. وعلى من يريد نقد الغير أن يتمثل بقول الإمام علي: (ليس بالرجال تعرف الحق.. أعرف الحق تعرف أهله).

هنالك كثيرون لا نجد لهم وصفاً سوياً سوى أن نقول أنهم يجهلون ما يتحدثون عنه. الحديث عن الحبيب الإمام يقود البعض تلقائياً للحديث عن الإمام المهدي محرر السودان. ويكيل البعض الكثير من الإساءة والتجني الشخصي لشخص الإمام المهدي. نعم الإمام المهدي هو جد الحبيب الإمام ولكنه غير مسؤول عن تصرفاته وما يرتكبه من أخطاء حسب راي بعض المعارضين للحبيب الإمام. فدور الإمام المهدي لا ينكره إلا مكابر أو جاهل بتاريخ السودان. ولولا الثورة المهدية لما كانت حدود سودان اليوم هي نفس الحدود التي يتمطى فيها الذين يتحدثون عن الإمام المهدي بجهالة عمياء.

الذين يتحدثون عن السودان القديم هو سودان النيل وليس سودان اليوم. ولمعرفة صواب هذا القول من عدمه فعلى من يريد أن يستزيد من المعرفة قراءة كتاب طبقات ود ضيف الله ليعرف عن أي سودان يتحدث. وهل يعلم الذين يتحدثون عن انفصال الجنوب أن حكومة الإمام المهدي ومن بعده حكومة خليفة المهدي هي التي ضمت الجنوب الذي تتباكون على فصله ضمته للسودان القديم ليصير السودان بمساحة مليون ميل مربع؟ ولا يطرف لكثيرين جفن وهم يسيئون للإمام عبد الرحمن المهدي الذي قاد جحافل الأنصار نحو إستقلال السودان إستقلالاً تاماً عن بريطانيا وبدون تبعية لمصر. رفع شعار السودان للسودان وتبعه البقية. إن مقولة (سودانكو ليكو) لا ينكرها إلا مكابر، ولا يعرف قدر مساهمتها في استقلال السودان إلا الدارس الحصيف لتفاصيل الإستقلال عن حكومة التاج البريطاني وعرش فاروق ملك مصر والسودان.

إن الإساءة للإمام الأكبر محمد أحمد المهدي والإمام الكبير عبد الرحمن المهدي لا يجدي فتيلاً ولا يكون مصدر دخل سياسي للذين يعارضون سياسة الحبيب الإمام لأن كثيراً من المهاجمين والمتجنين على الأئمة الكرام يجهلون أبجديات التاريخ ومفاصل السياسة السودانية ولهذا تجدهم كالثور في مستودع الخزف لا يلوون على شئ حتى ولو يهدموا المعبد على رؤوسهم عملاً بقصة العجوز المعروفة: (عجبني ليك يا المرقوت). فلتحقيق الفائدة من نقد ساسة السودان نرجو منهم التركيز على أخطاء الإمام من وجهة نظرهم ولنتحاور فيما يوردون فإن كانواعلى صواب قبلنا رأيهم وإن فنّدنا حججهم ودحضناها فليقبلوا برأينا ولنسيرجميعنا في جادة الصواب لما فيه خير الوطن والمواطن.

لكن إساءة بدون رأي محدد أوقول فصل في أمر سياسي فنعتبرها هطرقة سياسية وجهل مدقع من الذين لا يعرفون الفرق بين الألف من كوز الذرة في السياسة السودانية. أما أصحاب الغرض الذين يودون استفزاز جماهير الانصار والحبيب الإمام لتتقدم الصفوف لاسقاط حكومة الإنقاذ فنقول لهم فلتتمايز الصفوف أولاً وليعرف كل حجمه الحقيقي وبعدها لكل مقام مقال. لكن البراميل الفارغة التي تتحدث دوياً وصوتاً عالياً أعلى من أصوات غيرها لا لسبب إلا لأنها فارغة فلن نسمح لها أن تتقدم الصفوف وتقودنا. والحشاش يملأ شبكته. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Wednesday 20 August 2014

أين النّخوة والشّهامة السُّودانية؟

أين النّخوة والشّهامة السُّودانية؟

عندما اجتاحت سيول 1948 المعروفة أطراف النيل وهددت سكان الضفاف بالغرق، والتي هي التاريخ لفيضان النيل، تحركت جموع الشباب والكهول لحماية الارض من الغرق والعرض من ان ينكشف. تبارت الشاعرات والشعراء في وصف الحالة ومن الأحداث ولدت أغنية حمد الريح المشهورة في فرسان توتي الذين صدُّوا البحر ترسوه. لم يخيب الشباب أمل ذويهم وأهلهم ويحملونهم بالبابور إلى الضفاف الآمنة في بحري وأم درمان ولكن صدُّوا المياه عن توتي وظل السكان في مكانهم.

هل شباب اليوم هو من أصلاب وأرحام فرسان الماضي القريب وحكامات الزمن الجميل، أم هم شيئاً كُتُر؟ هل رجال اليوم مثال رجال الماضي التليد؟ هل ما زال هنالك مقنِّع الكاشفات .. هل مازال بيننا من شباب اليوم المأمون على بنوت الفريق؟ أم الحكاية (جاطت) واختلط حابل الثقافة بنابل السقوط وتلخبطت الكيمان لدرجة يصعب فرز الغث من الثمين أو الضعيف أخلاقياً من السمين كرامة؟

أين شباب اليوم من رجال الامس الذين كانوا يتفقدون جيرانهم صباح مساء ليتأكدوا أن ليس هنالك جار جائع.. وأنّ ليس هنالك قريب مريض ولا يجد الدواء. لم يكن السوداني يعرف السؤال مطبِّقاً قوله صلى الله عليه وسلم: سأل الناس اعطوه او منعوه.. وكان حتى وقت قريب أن كل المتسولين من دول الجوار. ماذا أصاب الوطن والمواطن وصار جل السائلين في الشارع العام من صميم السودانيين الذين كانوا يتأففون عن السؤال؟ هل تغيّر الحال لدرجة من السوء جعلت الجميع يفعل كل ما يجده أمامه ليسد رمقه أو يقضي وطره حتى ولو بإراقة ماء وجهه؟

السبب الرئيس والجوهري هو سياسة الحكومة التي لم ترع إلّا ولا ذمّة في المواطن. سياسات الحكومة كلها خرقاء وحتى لا تتشتت جهودنا فلنحصر حديثنا عن الجانب الاقتصادي لأنّ فساد الاقتصاد ودماره هو أُسُّ البلاء. ولم تقف الحكومة عند تدمير الاقتصاد الوطني عن قصد أو جهل بل تمددت يد فسادها فدمرت التعليم. ألغت نهجاً تعليمياً كان مفخرة للسودان وكان جل العرب يطلبون العلم في السودان لجودة التعليم ورقيه وعلو مستواه. بدأ النميري التدمير وأكملت الإنقاذ ما تبقى وبالتالي زاد الفاقد التربوي وهو أحد وأهم مكونات الدمار الاقتصادي.

الحرب أو الحروب في أركان السودان الثلاث .. الجنوب سابقاً.. النيل الازرق وجنوب كردفان  أي الجنوب الجديد.. وشرق البلاد وحرب دارفور هي الاخرى تمّت الخياطة بالحرير لتزيد الأزمة تفاقماً. تولى من لا حراية ولا دراية زمام الأمور الاقتصادية والتعليمية والمرتبطة بالحرب. فتم تدمير الاقتصاد تدميراً لا يقارن إلا بتدمير الحرب العالمية الثانية لاقتصاد ألمانيا. و صار التعليم الفاشل والتربية الفاسدة هما أس البلاء في تخريج أميين لا يعرفون فك الخط ناهيك عن فك مسمار في عجل ركشة. وثالثة الأثافي الحرب اللعينة ساهمت في زرع أحقاد يستحيل جبر كسرها إلا بمعجزة إلاهية. والنظر للمشكل السوداني بعين التفاؤل الوردية لن يغيِّر من الواقع في شئ.

القصة الفكاهية التي انتشرت في الوسائط خلال أيام السيول والأمطار بين الشاب الذي يسكن في منزل انهار كُلُّه أو جُلّه.. مع صديقته التي تسكن في فيلا .. تكشف لنا بوضوح حالنا وما نعيشه من وضع صعب إصلاحه إلا بإصلاح النفوس.. فالقارئ للحوار بين الشابين يكتشف أنهما يعيشان معاً بجسديهما كأصدقاء أو زملاء دراسة ولكن البنت لا تشعر بمأساة الولد وهنا تكمن الأزمة السودانية حيث صار السوداني لا ينظر لمصيبة آخر والكل مشغول بما هو فيه ولا وقت له لغيره. والله أعلم كيف نحل هذه المعضلة المعقّدة والمركّبة؟
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

إلى عبد الرحمن وبشرى الصادق


إلى عبد الرحمن وبشرى الصادق

لقد تحيرت ووقف حمار شيخي في العقبة ولم أفهم الحاصل بالضبط في أسرتكم الكريمة! جاءتنا الأخبار أن مريم الصادق قد أُلقى القبض عليها حال رجوعها من الخارج بعد أن شاركت كمستمعة في إعلان باريس. لولا معرفتي الشخصية بكم كأسرة منذ نعومة أظفاري التي هي بالطبع قبل نعومة أظفاركم لما كتبت هذه الكلمات. لأنني أعرف لمن أكتب ومع من أتحدث ارسلت لكم هذه الرسالة. مالم أقدر على تفسيره هو كيف تسمحون لحكومة أنتم جزء منها أن تلقي القبض على شقيقتكم دون ذنب أو جريرة سوى حضورها لاجتماع لم تكن هي الرأس فيه؟

نعم هي نائب رئيس حزب الأمة المعارض للنظام ولكن هل سجن النظام كل منسوبي حزب الامة داخل السودان حتى ينتظر القادمين من الخارج ليقبض عليهم وعلى رأسهم السيدة مريم الصادق؟ إقتنعنا أنكما تركتما حزب الأمة وهذا خياركم إخترتموه بكل ديمقراطية وبعد أن عرفتم أين يجب أن تكونا ولكن لا أظن لهذا القرار علاقة بأنكم جزء من أسرة الإمام الصادق. فلو إنضممتم لحزب العمال البريطاني فهذا لا ينفي ولا يقطع علاقة الدم بينكم وبين أبناء الحبيب الإمام، فالدم عمره لا يصير ماءً. لو كنتما محتاجين للوظيفة من أجل كسب العيش لما عارضت إنضمامكما للحكومة ولكن أعرف أن عينكم ملانة والحمد لله. ولكن المثل يقول: (كل زولا على طلبا). ويبدو أن طلبكم هو مسايرة الانقاذ ومشايعتها لأمر تعرفونه ولا ندركه نحن عامة الشعب الأنصاري.

الأخ عبد الرحمن أكرر لك للمرة الثانية أن الفرصة ما زالت امامك فاهتبلها حتى لا تضيع. الحظ لا يطرق الباب مرتين. جاءت الفرصة مقشرة عندما سُجِن والدك ولكن ضيعت الكرة المعكوسة داخل خط ستة.. قلنا زحمة اللاعبين حالت دونك وتسجيل هدف البطولة. ولكن عاد الحكم الجاهل بقوانين اللعبة ومنحك ضربة جزاء وقنطرها لك زملاءك فنرجو أن تحرز الهدف حتى نفرح معك ولك .. وتقد عين الشيطان بمخرز الرجالة والرجولة يا من حارب جدك الترك بسيف العشر. نرجو ألا تقع و(تهندس) البنلتي ولن تأتيك الفرصة الثالثة لأن الزمن الرسمي والإضافي لللعبة سينتهي وبذلك تفقد الفرصة لتكون بطل تاريخي في نظر بقية الشعب السوداني الفضل.

ما عليك إلا أن تذهب غداً وليس بعد غدِ لمكتب الرئيس عمر البشير ورسالة تقديم استقالتك في جيبك. تجلس أمامه وتضعه بين خيارين لا ثالث لهما: إما إطلاق مريم الصادق الآن أو هذه استقالتي. وتُفهمه بالواضح أنك لن تعود لمكتبك إلا إذا دخلت عليك الدكتورة مريم الصادق منزلك وهي حرة طليقة، والخيار الثالث الذي عليك طرحه للرئيس هو أن يلقي عليك القبض معها لتكونا في مكان واحد وهو أكرم لك مما أنت فيه. شقيقتك في الحبس ووالدك لن يعود للسودان إلا إذا تحققت معجزة وإلا فسيكون مصيره السجن وقد جربوا سجنه ولم تحرك أنت ساكناً ولا شقيقك بشرى الذي هو ضابط أمن في نظام يكرهه كل الشعب!

إذا فشلت أن تخلق لنفسك موقف بطولي رجولي يتذكره لك الناس يوم تتمايز الصفوف فلن تجد من يستمع لك ذات يوم وأنت تبرر إنضمامك لنظام الإنقاذ. والآن لن يرجو منك سوداني أو أنصاري على وجه الخصوص خيراً، لأنك فشلت في إطلاق سراح والدك بما لديك من سلطة وفشلت ثانية في إطلاق سراح أختك أو حمايتها من من هم أقل منك مرتبة في النظام.. والعرب قالت: (الما كسى أمه ما بكسي خالتو). فإن عجزت عن مساعدة والدك وشقيقتك فلا أظن أن هنالك من يتوقع منك خيراً وسيرمون طوبتك ولن يجدي الندم والتبرير الغير مقنع ذات يوم. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Tuesday 19 August 2014

المؤتمر الشعبي الهروب إلى الأمام


المؤتمر الشعبي الهروب إلى الأمام!

أصدر من يُسمون أنفسهم  لجنة المؤتمر الشعبى بدول المهجر والداخل! بقيادة أمين اللجنة الإعلامية الدومة إدريس حنظل\أميركا بياناً شديد اللهجة نددوا فيه بإنقلاب الإنقاذ الذي قامت به فئة المؤتمر الوطني وغسل الاستاذ الدومة يديه بدم النكران والهروب من الدماء التي سالت في 28 رمضان من ذلك العام. وبجرة قلم أراد الأستاذ الحصيف الدومة أن يشطب 10 سنين من عمر الإنقاذ والتي تعتبر أسوأ 10 سنين مرّت على تاريخ السودان الحديث. نسي الدومة وزمرته العبارة التي صارت أكلشيه في السياسة السودانية: (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً). لا أظن أن فرداً من الشعب السوداني الفضل سمع هذه العبارة سينساها إلا أمثال الدومة حنظل وزمرته.

المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وجهان لعملة واحدة. فلا فرق بين كمال عبد اللطيف الوزير الباكي ولا كمال عمر الفطيس الناعق. فكلاهما بومة في خراب المؤتمرين. ولن يستقيم عود الإنقاذ ولن تصرف عملتها مالم تضيف المؤتمر الاول على المؤتمر الثاني لتخرج بالمسخ المشوّه الذي أودى بدولة كانت اسمها السودان. وترك جزءً يقال له السودان الفضل. وعليه حتى لا نظلم كمال عمر والدومة حنظل سنقسم نحن الشعب الفضل فترة الإنقاذ لجزءين. الجزء الاول من العام 1989 وحتى عام المفاصلة 1999 سنحاسب عليه المؤتمر الشعبي لانه ترك السلطة مطروداً وليس مستقيلاً. أي بيد عمرو لا بيده. وهنا سنترك المؤتمر الوطني للفترة الثانية. سيطالب أولياء الدم الاقتصاص من زمرة المؤتمر الشعبي القصاص من من قتل ال28 ضابطاً. والمقتص منهم يجب أن يكونوا من كبار قائمة المنتسبين للمؤتمر الشعبي. ونضيف عليهم الذين قتلوا فرادى مثل الدكتور علي فضل والتاية وكل الذي قتلوا ظلماً وجوراً من قبل العصابة المجتمعة آنذاك ولكن يتحمل المؤتمر الشعبي الوزر بكامله لوجود شيخهم الذي علمهم السحر على قمة السلطة. وسيكون العقاب من جنس العمل. من قتل نفساً يقتل بدلاً عنها كحكم القصاص. وكلهم متساوون في المسؤولية والعين بالعين والسن بالسن. ولهذا فالمطلوب تجهيز قوائم الذين قتلتهم الإنقاذ في سنينها العشر الأوائل ليقتص منهم أولياء الدم.

الفترة الثانية لحكم الإنقاذ تمتد من العام 1990 وحتى تاريخ سقوط الحكم. وكما حدث في محاكمات الفترة الاولى تتواصل نفس العقوبات بذات الجريمة فالعقاب المتساوي للجرائم المتساوية، وذلك عملاً بالمبدأ العمالي المعروف: (الأجر المتساو للعمل المتساو). فكل من قُتل بواسطة الإنقاذ خلال فترة حكمها الثانية مسؤول عنها المؤتمر الوطني وهنا نطلب شهادة من تبقى على قيد الحياة ولم تطاله يد القصاص من عضوية المؤتمر الشعبي ليكون شاهد ملك على إخوته الأعداء. وستشمل قائمة الذين قتلتهم الإنقاذ كل الذين ماتوا تعذيباً في السجون وبيوت الأشباح والذين قتلوا في الحرب الجهادية في الجنوب. والتي انتهت إلى اللاشئ وانفصل الجنوب. فكل من له قريب قُتل في الجنوب فله الحق في الاقتصاص من عصابة المؤتمر الوطني الحاكمة بأمر الله منفردة منذ العام 1990 وحتى تاريخ سقوطها.

كما على سكان دار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق إحصاء قتلاهم الذين قتلوا في الفترة من العام 2003 بالنسبة لدافور وحسب بدايات الحرب في جبال النوبة في العام 2011 وحتى سقوط حكم المؤتمر الوطني. وسنطالب نحن الشعب الفضل أن يقتل إنقاذي مقابل كل نفس زكية أزهقت في الحرب الغير متكافئة بين الدولة وبين سكان مدنيين عُزّل ماتوا سمبلة في قراهم وفرقانهم. ومنهم من مات بسم الأفاعي والعقارب في الكراكير وجوعاً لمنع الإغاثة من أن تصلهم. ولهذا ننصح أمثال الدومة حنظل أن يظل في أميركا حتى اشعار آخر. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Monday 18 August 2014

الحبيب الإمام والإساءة الشخصية

الحبيب الإمام والإساءة الشخصية

نكتب عن الحبيب الإمام وندافع عنه ما وسعنا وعلى الذين لا يطيقونه ولا يحبون سياسته أن يتذكروا المثل العامي القائل: (كل زول بعجبو الصارّو). والمثل المطابق له: (لالوبنا ولا تمر الناس). هنالك من يطلقون التهم جزافاً والنعوت كما يحلو لهم. هنالك من يجزم أن الحبيب الإمام هو أكبر أخ مسلم بعد الترابي، لم أفهم لماذا لا يكون قبل الترابي؟ سيدي ما بجي التاني دايماً الأول. نرحب ترحيباً حارّاً بنقد سياسة حزب الامة وكذلك أفكار رئيس الحزب. فهو بشر وحديثه وأفعاله عرضة للخطأ والصواب فهو مجتهد ولابد من الأخطاء طالما الإنسان يعمل. هذا حق لكل من دخل معترك السياسة وحق على كل من شارك في العمل العام. ولكن هذا النقد والإعتراض ومخالفة الرأي يجب أن يكون بأسلوب حضاري ومنهجية فكرية.

لا يكفي أن تذهب للقاضي وتقول له هذا الرجل سارق فعليك بقبضه وسجنه. لن يستمع لك القاضي ما لم تأت بالأدلة التي تثبت بها دعواك. ولهذا نرجو ممن ينقضون آراء الحبيب الإمام أن يأتونا بالدليل الساطع. فإن كان ماقاله خطأ أو ما فعله جانبه الصواب فسيتنازل عنه ويعتذر لكل من تضرر من ذلك الحديث أو التصرف. وهي الديمقراطية الرأي والرأي الآخر والقبول به. فالإمام الشافعي قال: (رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب. ومن أتانا بأفضل منه اتبعناه). الحق أبلج والباطل لجلج. وعلى من يريد نقد الغير أن يتمثل بقول الإمام علي: (ليس بالرجال تعرف الحق.. أعرف الحق تعرف أهله).

هنالك كثيرون لا نجد لهم وصفاً سوياً سوى أن نقول أنهم يجهلون ما يتحدثون عنه. الحديث عن الحبيب الإمام يقود البعض تلقائياً للحديث عن الإمام المهدي محرر السودان. ويكيل البعض الكثير من الإساءة والتجني الشخصي لشخص الإمام المهدي. نعم الإمام المهدي هو جد الحبيب الإمام ولكنه غير مسؤول عن تصرفاته وما يرتكبه من أخطاء حسب راي بعض المعارضين للحبيب الإمام. فدور الإمام المهدي لا ينكره إلا مكابر أو جاهل بتاريخ السودان. ولولا الثورة المهدية لما كانت حدود سودان اليوم هي نفس الحدود التي يتمطى فيها الذين يتحدثون عن الإمام المهدي بجهالة عمياء.

الذين يتحدثون عن السودان القديم هو سودان النيل وليس سودان اليوم. ولمعرفة صواب هذا القول من عدمه فعلى من يريد أن يستزيد من المعرفة قراءة كتاب طبقات ود ضيف الله ليعرف عن أي سودان يتحدث. وهل يعلم الذين يتحدثون عن انفصال الجنوب أن حكومة الإمام المهدي ومن بعده حكومة خليفة المهدي هي التي ضمت الجنوب الذي تتباكون على فصله ضمته للسودان القديم ليصير السودان بمساحة مليون ميل مربع؟ ولا يطرف لكثيرين جفن وهم يسيئون للإمام عبد الرحمن المهدي الذي قاد جحافل الأنصار نحو إستقلال السودان إستقلالاً تاماً عن بريطانيا وبدون تبعية لمصر. رفع شعار السودان للسودان وتبعه البقية. إن مقولة (سودانكو ليكو) لا ينكرها إلا مكابر، ولا يعرف قدر مساهمتها في استقلال السودان إلا الدارس الحصيف لتفاصيل الإستقلال عن حكومة التاج البريطاني وعرش فاروق ملك مصر والسودان.

إن الإساءة للإمام الأكبر محمد أحمد المهدي والإمام الكبير عبد الرحمن المهدي لا يجدي فتيلاً ولا يكون مصدر دخل سياسي للذين يعارضون سياسة الحبيب الإمام لأن كثيراً من المهاجمين والمتجنين على الأئمة الكرام يجهلون أبجديات التاريخ ومفاصل السياسة السودانية ولهذا تجدهم كالثور في مستودع الخزف لا يلوون على شئ حتى ولو يهدموا المعبد على رؤوسهم عملاً بقصة العجوز المعروفة: (عجبني ليك يا المرقوت). فلتحقيق الفائدة من نقد ساسة السودان نرجو منهم التركيز على أخطاء الإمام من وجهة نظرهم ولنتحاور فيما يوردون فإن كانواعلى صواب قبلنا رأيهم وإن فنّدنا حججهم ودحضناها فليقبلوا برأينا ولنسيرجميعنا في جادة الصواب لما فيه خير الوطن والمواطن.

لكن إساءة بدون رأي محدد أوقول فصل في أمر سياسي فنعتبرها هطرقة سياسية وجهل مدقع من الذين لا يعرفون الفرق بين الألف من كوز الذرة في السياسة السودانية. أما أصحاب الغرض الذين يودون استفزاز جماهير الانصار والحبيب الإمام لتتقدم الصفوف لاسقاط حكومة الإنقاذ فنقول لهم فلتتمايز الصفوف أولاً وليعرف كل حجمه الحقيقي وبعدها لكل مقام مقال. لكن البراميل الفارغة التي تتحدث دوياً وصوتاً عالياً أعلى من أصوات غيرها لا لسبب إلا لأنها فارغة فلن نسمح لها أن تتقدم الصفوف وتقودنا. والحشاش يملأ شبكته. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

Saturday 16 August 2014

مأمون حميدة .. عنجهية بلا لزوم!

مأمون حميدة .. عنجهية بلا لزوم!

أود أن أعرف من أشخاص قريبين من هذا الطبيب التاجر البزناسي كيف هي أخلاقه عن قرب؟ لا أعني حُسنها من سوئها.. ولكن هل هو رجل متواضع .. شخص عادي أم من النوع المصاب بعقدة مركب النقص والتي لم تزيلها منه كل الأكاديميات التي حصل عليها وكل الأموال التي جمعها والمناصب التي جلس على كراسيها؟ أكثر الناس معرفة بغيرهم هم طلابهم .. خاصة الطلاب الجامعيين على زماننا.. لأنني في السنوات الأخيرة سألت أكثر من طالب عن اسم عميد كليته واسم رئيس الشعبة التي يدرس بها فوجدتهم  لا يعرفونهم. وجدت لهم العذر لكثرة العددية وقلة إهتمام الأساتذة بالطلاب خاصة في النواحي الإجتماعية.

ومأمون حميدة كان أستاذاً جامعياً على زماننا ولكني لم أدرس بكلية الطب لأعرف عنه شيئاً. عرفته بعد ذلك كطبيب يشار إليه بالبنان. ولو سألتني عن أساتذتي على أيامنا في الجامعة لقلت لك أنهم قامات بل إهرامات لا تطالها مناقص ولا شكوك. وكنا نعرفهم ويعرفوننا بالاسم ولم يكونوا لنا معلمين فقط بل كانوا إخوة كبار للشباب منهم وأعمام لكبار السن منهم. على رأسهم وكمثال وقدوة فهم جميعاً العلم الذي على رأسه نار أستاذي البروفيسور مصطفى حسن إسحق .. عميد كلية العلوم ومدير جامعة الخرطوم. وأول بروفيسور في الكيمياء العضوية في أفريقيا من كايرو وحتى كيب تاون العام 1958. أكرر 1958.

ما دعاني للسؤال عن أخلاق البروفيسور مأمون حميدة هو معرفة مصدر العنجهية والتكبُّر الذي يطلق به التصريحات وكأنه كسرى أنو شروان! كلمات بعضها جارح لمن تخصه وبعضها محيِّر لمن يستمع إليها ولا يجد له تبريراً واحداً لإطلاق مثل تلك الكلمات الجارحة لمشاعر الكثيرين والمصيبة برشاشها للبعض أيضاً. وكمثال عندما تحدث عن ما أصاب مستشفى إبراهيم مالك ومعداته .. ترك قلب السؤال وتحدّث عن حدوث الكوارث والسيول في كل دول العالم وأن الخريف يهطل كل عام. هذه معلومات يعرفها إبن عمي راعي الضان في أم طرقاً عراض ولكن السائل يريد معرفة أسباب ماحدث في مستشفى إبراهيم مالك خاصة سقف المعمل الذي انهار تحت ضغط الأمطار الهاطلة بغزارة؟

أعمال الصيانة والإهمال المتعمّد من جانب منسوبيه المختصين بها هي سبب ما اصاب معامل مستشفى إبراهيم مالك. لكن الرجل ينكر الشمس في رابعة النهار ويحاول (أن يكب الزوغة) – كما يقول الشباب- هارباً من تحمُّل المسؤولية التي تدينه ومنسوبيه. البروفيسور مأمون حميدة يعلم علم اليقين أن ما حدث في مستشفى إبراهيم مالك لوحدث في إحدى دول الإستكبار لاستقال وزير الصحة دون أن يطرف له جفن. وقد حدث أن عاصرت استقالة وزير الصحة في بريطانيا لأن ممرضة في مستشفى حكومي أخطأت وحقنت مريضاً بدواء ليس له. وقد أثبتت لجان التحقيق أن الدواء لم يضر المريض ولم ينفعه ورغم ذلك استقال الوزير الهمام!! فأين أنت من ذلك يا دكتور مأمون حميدة؟

وحتى نكون حقانيين لن نطالب الحكومة بالتحقيق في الحادث ولا في السيول ولا في الأمطار ولا الكباري التي انهارت ولا ولا ولا.. لأن الخسارة ستكون مضاعفة وذلك بأن يحصل أعضاء اللجان على نثريات وقيمة فول سوداني وتمر دون الوصول لنتيجة ذات شأن. وعليه بدلاً أن تكون ميتة وخراب ديار على المواطن المسحوق المطحون فنخليها على الله ونقضي السنة خنق ونرجى الله للعام القادم.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها