Friday 13 June 2014

الحوار والإعتقالات

الحوار والإعتقالات

تحدث الإمام الصادق المهدي عن قوات الدعم السريع كما تسميها الحكومة والجنجويد كما تسميها الجهات الأخرى بحديث لا أظنه يضر تلك القوات ولا ينفعه هو. ما هو إلا كلام قيل وذهب مع الريح. لكن بما أن المثل يقول: (الحرامي في راسه ريشة) فإن الحكومة اعتقلت الإمام الصادق وزجّت به في السجن. وكان للحكومة العذر غير الشرعي في هذا المسلك النشاز. كانت متضايقة من أحاديث الفساد التي أزكمت الأنوف وصارت حديث المجالس في صالونات الخرطوم.

سُرَّ كثيرون من إعتقال الإمام الصادق ولكل سببه مع إختلاف أسباب السرور بين الطرفين بنسبة 180 درجة. هنالك المسرورون من صقور المؤتمر الوطني والذين يرون قصر عمرهم في سدة الحكم بدخول لاعبين كبار مثل الإمام الصادق بخيله وخيلائه، وهذا سيفقدهم الكثير مما هم متمتعين به الآن نتيجة إنفراد المؤتمر الوطني بالسلطة مُعاوَناً من أحزاب الفكة التي لا تهش ولا تنش. وهنالك المسرورون من المعارضة الذين يرون أن الإمام الصادق في حالة نجاح الحوار مع الحكومة والوصول لاتفاق معها سيذهب بنصيب الأسد من الكيكة المقررة للمعارضة عند التعيينات.

ثالثة الأثافي هم المعارضون لأي شكل من أشكال التقارب او الحوار مع الحكومة وهؤلاء لا حيلة لهم في وجود الإمام الصادق يقود المعارضة فلن تحسب لهم الحكومة حساباً يعادل وزنهم الذي يتوهمونه بالضجة العالية وإحداث جلبة مثل جلبة البرميل الفارغ. فلهذا فبغياب الإمام الصادق عن ساحة المعارضة وقيادتها يخلو لهم العش ليبيضوا ويفرخوا فيه بمزاجهم ويحاولون محاكاة صولة الأسد دون أن تكون لهم قوة الأسد.

لكن الحكومة التي تعمل بلا إستراتيجية واضحة بل تعمل برزق اليوم باليوم، مثل فريق كرة القدم الذي لايحمل خطة كروية يلعب بها ويعدلها عند الضرورة. فمن دون مقدمات تمّ إعتقال السيد إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني بمدينة النهود بغرب كردفان لنفس أسباب إعتقال الإمام الصادق. نعم حزب المؤتمر السوداني حزب معارض ويقف في الخط المغاير لخط المؤتمر الوطني ولكنه ليس بالحزب الذي يمكن وضعه في مكان مثل مكان حزب الأمة والحزب ما زال وليداً يحبو في دنيا السياسة السودانية.

كل جريمة السيد إبراهيم الشيخ أنه تكلّم كلاماً عن الجنجويد لم يعجب رجال المؤتمر الوطني في النهود فحرضوا عليه الشرطة لتقبض عليه. والنهود هي موطن الرجل؛ فكم تكون الإنقاذ قد فقدت بقبضها على الرجل وكم يكون مكسبها من ناحية الربح التجاري اقصد السياسي؟ كثيرون ممتنون للرجل وأياديه البيضاء على أهله في المنطقة. وكثيرون يشيدون به واريحته وتواضعه الجم وتبسطه مع العامة ولا يتكبّر على أحد، ألم تخسر الحكومة الكثير بالقبض على الرجل في عقر داره؟ لم يحسبوها صاح وهذه هي سياسة رزق اليوم باليوم التي تطبقها الإنقاذ في كل خطواتها منذ ربع قرن.

إذا كانوا لا يسمحون لقادة الأحزاب السياسية التي يودون التحاور معهم بعرض آرائهم وبرامجهمم السياسية على المواطنين فكيف يكون الحوار ولِمَ يكون الحوار؟ ما هو الغرض من الحوار وما هي فائدته لحزب معارض لا يسمح له بعقد الندوات والحديث لمنسوبيه برأيه وشرح وتفنيد أخطاء المؤتمر الوطني حتى ينفض من حوله الناخبون ويذهبون ايدي سبأ ليخسر الإنتخابات القادمة وتتقدم الصفوف أحزاب أخرى ربما تكون أكثر قدرة على قيادة البلاد لبر الأمان بعد أن أوصلها المؤتمر الوطني إلى الدرك الأسفل في كل شئ نتيجة لسياساته الرعناء والتي لا تسر عدو ولا صديق. بل جلبت للوطن عداوات دول كانت من عداد الأصدقاء المقربين والذين يعتمد عليهم السودان عند الملمات.

حتى نخلص من موضوع الحوار على الحكومة القبض على سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وأمين حزب البعث العربي الإشتراكي ومبارك عبد الله وفاروق أبو عيسى، وبهذا يكون قد إنتهى عقد الحوار مع المعارضين ولتتحاور الحكومة مع ال83 حزب المتبقية بالإضافة لأحزاب الفكة المنضوية تحت لواء الحكم الآن ومشاركة فيه بكامل وعيها. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment