Saturday 7 June 2014

المسكوت عنه في حزب الأمة 6

المسكوت عنه في حزب الأمة 6

توقفت في المقال السابق عن مجموعة الشباب التي وُضعت في تلاجة الحزب حتى لا يتقدموا إلى الأمام لأسباب يعلمها السيد الصادق وحده بعد الله بالطبع. ما دور هؤلاء الشباب حتى نقدمهم كمظلومين ولم ينالوا حقّهم كاملاً مثل غيرهم حسب العمل التنظيمي في الأحزاب الديمقراطية في كل أنحاء العالم؟ عندما شارك هؤلاء الشباب في حركة محمد نور سعد كان ينطبق عليهم القول السينمائي المعروف في ستينيات القرن الماضي أيام سرتانا لا يرحم وديجانقو. كان الدخول في حركة محمد نور سعد إما قاتلاً أو مقتولاً. فقد كان النميري شرساً في التعامل مع من يودون الإطاحة به ولنا في معركتي الجزيرة أبا وود نوباوي خير مثال ودليل. ولا ننسى تنمُرِه على الشيوعيين والقضاء عليهم في حركة 19 يوليو 1971. لهذا كان هؤلاء الشباب وغيرهم من جند الأنصار يعلمون أنه بدخولك هذه المعركة فإما قاتل أو مقتول في قضية الوطن التي أنت مؤمن بها ولا تساوم فيها.

لكل منهم أوكلت مهمة منذ قيام المعسكرات الأولية في إثيوبيا وبعدها المعسكرات في ليبيا. كانوا نعم الرجال الأشاوش فقد حملوا الأمانة بشرف ونفذوا التعليمات بصرامة وحملوا رؤوسهم على أكفهم ولكن الأعمار بيد الله. خرجوا من السودان بإشارة من السيد الصادق، حيث كان يطلب من الواحد منهم التبليغ في إثيوبيا لأمر مهم. تركوا وظائفهم وعائلاتهم حتى بدون أن يعرفوا أين هم ذاهبون بعد إثيوبيا ولماذا هم ذاهبون!! إنها التضحية ونكران الذات والإيمان بالقضية والزعامة التي توجههم.

أدى الجميع المهام التي أوكلت لهم بصرامة ودِقّة ونجحت حركة محمد نور سعد في الإستيلاء على السلطة كاملة ولكن الأطماع الشخصية وحب الظهور على أكتاف الغير أدى للفشل النهائي والنتيجة معروفة للجميع ممن عاصروا الأحداث في حينها. سنكتب عن حركة محمد نور سعد وفشلها بالتفصيل في حلقات أخرى لنعطي كل ذي حق حقّه ولا نضيع أجر المحسنين. وبعد فشل حركة محمد نور سعد تفرّقوا أيدي سبأ كل في دار من ديار رب العالمين. وتمّت المصالحة الوطنية مع نظام النميري وكانوا أشرس أعضاء مجلس الشعب الذي إضطر الرئيس نميري لِحلِّه.

شباب متعلِّم وذو خبرة سياسية وعسكرية وولاء مُطلق لزعيم الحزب لم يجد لهم الرئيس مكاناً حتى يستفيد من خبراتهم وحنكتهم السياسية ولكنه أتى بمن لا يعرفون الفرق بين الألف وكوز الذرة في السياسة مطبقاً المثل القائل: ( الطشاش في بلد العِمي شوف). فالكل في الحزب والكيان كانوا عِمي عما كان يدور خلال حقبة النميري ولهذا استبعد السيد الصادق العارفين ببواطين الأمور من أمثال هؤلاء الشباب وأتى بالعمي ليكون هو المطشش الوحيد الذي يرى.

في الحلقة القادمة نكتب عن دور كل منهم بالتفصيل وماذا قالوا وماذا فعلوا مما أزعج أو أغضب السيد الصادق منهم مما جعله يضعهم في تلاجة الحزب ويستغني عن خدماتهم بلا سبب وجيه؟ وسنحكي عن ضابط المخابرات الليبية الذي قال لي في يوم 19 فبراير 1989 أن حكومة السيد الصادق لن تعيش لمدة 6 أشهر من اليوم!!!.
(العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي

من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:


No comments:

Post a Comment