Monday 30 June 2014

قوش قال لي: تعال قودنا

قوش قال لي: تعال قودنا
الثلاث جمل أو إفادات أدناه وردت على لسان الإمام الصادق المهدي في صحيفة السوداني الصادرة بتاريخ 3 ديسمبر 2012.
·       وكشف المهدي عن زيارة  قوش له في منزله في ذات اليوم الذي تم إعفاؤه من مستشارية الأمن وأضاف (قوش قال لي: النظام بلا رأس تعال قودنا). لم أفهم يعنيه قوش! هل يعني أنه هو أُس ورأس النظام وعندما تغدّى به البشير أو النظام صار النظام بلا رأس. إنه التفكير المصلحي البحت حيث لا يرى الإنسان أبعد من أرنبة مصالحه الضيقة والخاصة جدّاً.
·       وحمل الحبيب الإمام مدير جهاز الأمن السابق  صلاح قوش السبب في خروجه من البلاد في عملية ( تهتدون) المعروفة.
·       ولكنه أشار إلى حدوث تحولات كبيرة في مواقف قوش من بينها "إيمانه القاطع بضرورة إحداث تغيير جذري في بنية النظام". لم أفهم كيف عرف الإمام الحبيب أن مواقف قوش قد تغيرت؟ وكيف تتغيّر مواقف الرجل بين عشية وضحاها لا لسبب إلا لإنه أُخرج من جهاز الأمن والمخابرات كما أخرج هو سلفه بالمؤامرات والدسائس والحفر لبعضهم البعض وهم عيال كار واحد ودافننو سوا!!
السيد الصادق من أكثر الناس فهماً للفلكلور الشعبي والأمثال الشعبية السوداني منها والمصري. وأظنه سمع بالمثل المصري القائل: (ديل الكلب عمره ما يتعدلش). وهذه النقطة لا تحتاج لشرح فاللبيب بالإشارة يفهم. هل سأل السيد الصادق نفسه سؤالاً لماذا لم يتصل به صلاح قوش ويقول له ما قاله طالباً منه قيادتهم خلال تواجده على هرم جهاز الأمن والمخابرات؟ هل هو حب لعلي أم بغض لمعاوية؟ وكيف يكون النظام برأس اليوم ويصبح غداً بلا رأس لا لسبب جوهر كموت أو خلافه إلا لأن صلاح قوش تمّ إعفاءه؟ الم يسمع السيد الإمام بالقول المأثور: ( من أعان ظالماً سلّطه الله عليه). لقد أراد صلاح قوش أن يتعشى بالبشير وزمرته ولكنهم عاجلوه بضربة قاضية وتغدوا به قبل أن يتعشى بهم.
لماذا يكيل السيد الإمام بأكثر من مكيال لأناس حتى الكيل بالقسط لايستحقونه لأنهم من القاسطين. كيف يترك البلاد لقوش أو بسبب تصرفات قوش في تهتدون، ويأتي ويحدثنا عن إيمان قوش بضرورة التغيير؟ نكرر لماذا لم يفكر قوش في التغيير عندما كان الأمن تحت إبطه؟ وسؤالنا للسيد الصادق هل يعلم كيف وصل صلاح قوش لقمة جهاز الأمن؟ عليك يا سيدي الإمام أن تستفسر خلاياك الواسعة التي أعرف، عن كيفية وصول قوش لقمة جهاز الأمن! وكيف خطط ودبّر حتى تمكن بعبقريته الفذّة في التآمر من إزاحة رئيس الجهاز في ذلك الوقت واحتل مكانه بكل بساطة؟ بعدها ستعرف أخي الحبيب كيف أنك (إنخميت) في قوش (إنخمامة) رجل واحد!
يقول المثل العامي: (البصل كله ريحته واحدة)، أي لا فرق بين بصل كليفورنيا وبصل شندي، إذن فقوش والزبير وغندور وحسبو والجاز وهلم جرا كلهم من طينة واحدة. قوش إسلامي منظّم منذ دخوله الثانوية وكانت له شنة ورنة في الجامعة وصار ما صار وتدرج في التنظيم حتى وصلت به عبقريته التنظيمية إلى قمة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، لكنه لا يفرق عن إخوته في الله بسنتميتر واحد (فالمدردم كله ليمون).
 من معرفتي بأخلاقيات سيدي الإمام فأفضل له وأكرم واسلم له أن يتعامل مع غندور بدلاً من التعاون والتعامل مع قوش. كما يقول الإنجليز:  Gosch is smart. He wants to take you for a ride. وبالعربي الفصيح سوف يستغلك وعندها سيتغدى بك قبل أن تحاول أن تتعشى به. وقديماً قيل: (من جرّب المجرّب حاقت به الندامة). ولا نريد أن تلحقك ندامة الكسعي. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا


Sunday 29 June 2014

المخدرات ..


المخدرات ..

عندما يتحدث الناس عن المخدرات فأول ما يخطر على البال هو حشيشة البنقو. الحشيشة التي لم تعد تدخل ضمن تعريف المخدرات كما في أميركا وهولندا. فالبنقو يعامل معاملة الماريجوانا وليس بدرجة المخدرات المعروفة وارد المثلث الذهبي أو جمهوريات الموز في أميركا اللاتينية. فالمخدارت المعروفة هي الكوكايين والهيرويين. وظهرت الحبوب المخدرة المصنّعة. وكمثال لها ما قُبِض عليه في ميناء بورتسودان خلال الأسابيع الماضية. ولكن إختفت معالم الجريمة ولم نسمع لها صوتاً أو نرى أثراً للتحقيقات.

لمكافحة المخدرات ينبغي في البداية معرفة أسباب ومسببات إنتشارها. المعروف أن المخدرات في أبسط أنواعها غالية الثمن ولا يستطيع دفع قيمتها إلا الذين يملكون المال. فكيف بها تنتشر في دولة كالسودان يقولون عنه أن 95% من سكانه فقراء؟ وبما أن الإحصائيات علم لا يعرفه السودان حتى تاريخه فلا يوجد رقم يحدد نسبة متعاطي المخدرات من السكان بفئاتهم العمرية المختلفة. يخمِّن المخمنون أن فئة الشباب هي اكثر الفئات إستهلاكاً للمخدرات بانواعها المختلفة. وبما أن الفقر هو السائد في البلاد فمن أين لهؤلاء الشباب قيمة المخدرات؟ ماهي مصادر الدخل التي يمتلكونها لتوفير المال اللازم لشراء المخدرات حتى الرخيصة منها؟

ربما يسوقنا التخمين إلى التجني على أعراض الناس ولكن كيف تحصل شابة وطالبة جامعية على قيمة المخدرات؟ وبنفس المستوى كيف يحصل شاب وطالب جامعي من أسرة عادية بل تُحسب في عداد الفقراء وبالكاد توفِّر قوت يومها على قيمة المخدرات؟ هنا الكل يتهم ولكن بدون إسناد واضح أو دليل قاطع عن مصدر التمويل لشراء المخدرات وتعاطيها.

يمكننا القول أن هنالك قوى خفية لها مصلحة في تغييب الشباب وسلب عقولهم وجعلهم غير مركزين في ما ينفع بل يلهثون وراء غثاء الأشياء ولا يهتمون بما ينفعهم وينفع وطنهم في المستقبل. هذه الجهات ذات المصلحة الحقيقة في تغييب الشباب هي التي توفِّر المخدرات بأسعار معقولة تكون في متناول الشباب ممن هم الهدف المستهدف من قِبل فئة أصحاب المصلحة وبالتالي يصلون لهدفهم بسهولة ويسر. فكمروجين وتجار لا يخسرون من بيع المخدرات بأسعار قليلة. فغالبية المخدرات التي ترد إلى السودان من نوع الدرجة التالتة، ذات القيمة المنخفضة. وفي نفس الوقت يصطادون عصفورين بحجر واحد. لأنهم في الجانب الآخر يكونوا قد غيّبوا عقول الشباب وصرفوهم عن مهمتهم الأساسية وهي العمل النافع.

الحرب لعينة وصعبة وخوض غمارها صعب إلا للمتمرسين والشجعان. ولهذا لاستمرارية الحرب كما يريد لها البعض من المستفيدين من استمراريتها فإنهم على استعداد لمد الجنود المقاتلين بكل حاجاتهم وكفايتهم من حبوب التخدير التي تُشعِر متعاطيها أنه فارس مغوار لا يشق له غبار كما أنه لا يأبه لما يصيب عدو من بنات أفكاره. فالذين يحرقون قرى كاملة في دار فور سواء كانوا من جانب الحكومة أو جانب الحركات – لايهم – لايمكن أن يقوموا بهذه المهمة مالم يكونوا تحت تأثير مخدِّر فعال يجعلهم لا يفرقون بين الصواب والخطأ.
وبما أن الكثير من المحاربين من الجانبين من الفاقد التربوي أو من الذين لم يدخلوا مدرسة في حياتهم فإنهم ينقادون لقادتهم دون عناء كبير لقادتهم ومرؤسيهم.

إن أصحاب الغرض من استمرارية الحروب الدائرة في السودان لا يهمهم من يموت ومن يفقد عقله ولكن تهمهم فائدتهم المادية وبالتالي التغييب الكامل للشباب من المحاربين والعاطلين والطلاب والشباب في الأماكن التي من الممكن أن تكون منتجة ولصالح الوطن هو هدف استراتيجي لفئات تجار المخدرات ومعاونيهم من المستفيدين الفوريين من العوائد المادية الكبيرة. وفي الجانب الآخر فإن العقوبة التي يصدرها القانون لا تعادل الجريمة التي يرتكبها تجار المخدرات والمروجين. فالسجن وحده ليس عقاباً ولكن لو كانت عقوبة المتاجرة في المخدرات هي الإعدام لفكر كثيرون من المروجين مرتين قبل الولوج من هذا الباب الذي يؤدي إلى الموت.. ويا روح ما بعدك روح. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا




Saturday 28 June 2014

التعليم بين النموذجي والعشوائي

التعليم بين النموذجي والعشوائي

لن نتحدث عن التعليم الخاص لان هذا شعر كثير من المواطنين ما عندهم ليهو رقبة. لكن المحيِّر هو وجود وزارة اسمها التربية والتعليم وفي الحقيقة لا توجد تربية ولا يوجد تعليم. قال الفاضل سعيد عليه الرحمة ذات مسرحية: حيجي اليوم المال والجمال يكُنَّ في جهة والقباحة والفقر يصرن في جهة أخرى. وأكاد أرى تحقق مقولته التي قالها في بداية سبعينيات القرن الماضي. لو حورنا هذه المقولة قليلاً وحاولنا  تطبيقها على التعليم لوجدنا أن التعليم والمال صارا في جهة وصار الفقر والجهل في جهة ثانية ويجاورهما المرض بالطبع. وهذا هو الثلاثي المخيف المرعب ولكن لا أحد يهتم به ونخشى أن يظل عدم الإهتمام هو ديدن من بيده الأمر حتى الفأس في الرأس.

المدارس التي تتبع لوزارة (التلتلة والتأليم) كما يسميها (المعلمين الله) والتي في الريف خصوصاً وفي المناطق العشوائية حول المدن الكبرى لا تمت للتربية والتعليم بصلة. لا علاقة لها بالعملية التعليمية من جميع أركانها وزواياها. لا توجد مدارس يقال عليها مدارس. فالمدرسة في المبتدأ مبني يقي الطلاب الحر والبرد والرياح. ولكن كثير من المدارس في ولايات السودان المختلفة عبارة عن ظل شجرة وفي أحسن حالاتها راكوبة مسقوفة بلا جدران حتى ولو من القش الناشف.

المدرسة تعريفاً كتاباً وكراساً وقلماً وتختة يجلس عليها التلميذ ودرجاً يضع داخلة شنطة كتبه وكراساته. وهذه معينات أندر من حليب العصافير في 95% من مدارس الولايات وأطراف المدن الكبيرة بما فيها الخرطوم العاصمة الحضارية! والكل يعلم أن أُس العملية التعليم هو المعلم. فبدون معلِّم مؤهل أكاديمياً ومتدرِّب أو مدرّب تدريباً عالياً وعلمياً فلن تكون له أو منه الفائدة المرجوة منه. وفوق التدريب والتأهيل المطلوبين لتوفير معلِّم مؤهل يجب أن تكون حاجة المعلِّم او حوجته الأساسية متوفرة له وفي متناول يده. ولكن هل يتقاضى المعلمون مرتبات مجزية؟ لا أظن ذلك فمرتب أكبر معلم لا يكفيه لمدة اسبوع واحد. وهنا يحتاج المعلم لمصادر دخل أخرى تعينه فهو رب اسرة وعنده من العيال والمسؤولية مثل غيره.

لا نلوم المعلِّم لو فرّ إلى الدروس الخصوصية أو الدخول في سوق الله أكبر لتوفير ما يحتاجه من مال. وهذا يأتي على حساب دوره في المدرسة حيث يكون بعض إهتمامه موجّه بالضرورة لمشاكله الأخرى وكيفية حلّها حتى يعيش عيشة عادية مثل بقية خلق الله. ظهر الاستثمار في التعليم  وفتحت الروضات والمدارس من مرحلة الأساس وحتى مرحلة التعليم فوق الجامعي للحصول على دبلومات عالية ودرجات ماجستير ودكتوراة وحتى المفترى عليها درجة البروفيسورشب.

صار المعلِّم المؤهل صاحب الخبرة عملة صعبة يتسابق عليها أصحاب ومُلّاك المدارس الخاصة وبهذا فقدت المدارس التي تتبع لوزارة (التلتلة والتأليم) أهم عناصر العملية التعليمية. والتلاميذ الذين ينجحون ويدخلون الجامعات أو المدارس الثانوية من المدارس الحكومية يعتبرون عباقرة بكل المقاييس. فتلميذ لا تتوفر له أبسط المعينات التعليمية وبالرغم من ذلك ينجح وينافس أولاد المصارين البيض؛ كان سيكون فلتة لو وجد ما هو متوفِّر لتلاميذ المدارس النموذجية والخاصة على وجه التحديد.

رفعت الوزارة يدها كلية عن التعليم فلماذا موجودة الوزراة من أصله؟ لماذا لا تُفرّغ الوزارة ممن يملأون مكاتبها في الخرطوم وهم بلا عمل؟ لماذا لا تترك فقط سكرتارية إمتحانات السودان لتقوم بتنظيم إمتحان الشهادة الثانوية لكل السودان ويُسرّح البقية توفيراً للمال والوقت لأنهم بلا عمل. وتحوّل إدارة المناهج لهيئة تقوم بأداء عملها مثل السابق كما في بخت الرضا. وليذهب باقي الوزارة لأنه بلا فائدة ترجى منه للتعليم.

لا نتحدث عن المدارس الخاصة لانها لا تهم إلا شريحة المقتدرين مادياً وهؤلاء يمكنهم حل مشكلتهم بطريقتهم الخاصة طالما يملكون الكاش الذي يقلل النقاش وربما يأتي بالنجاح. وهنالك المدارس النموذجية التي يُقبل فيها المتقوقون ورغم ذلك يدفعون رسوماً في حدود الألف جنيه في العام الدراسي الواحد. لكنها مدارس مكتملة من جميع النواحي فبها مبان كاملة ومتوفر بها الكتب والكراسات والمعينات التعليمية الأخرى وفيها المعلم المؤهل والذي ربما لديه من الحوافز المادية التي تجعله متفرغ لمهمته التعليمية والتدريسية ولا ينشغل بغيرها من سفاسف الأمور الحياتية لأن سبل حياته متوفرة له.

سمعت أن التعليم مجاني وأشك في صحة هذه المقولة ولكنها مقولة للإستهلاك السياسي ويتبعها العلاج المجاني هو المفترى عليه الآخر. وسنتحدث عنه في مقال قادم بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا



Thursday 26 June 2014

هل يريد الشيوعيون سقوط الإنقاذ"؟

هل يريد الشيوعيون سقوط الإنقاذ"؟

تقول الطرفة أن مجموعة من الشيوعيين كانوا يركبون مركباً في عرض البحر وغرقت بهم المركب. نجا ثلاثة منهم ووصلوا إلى جزيرة في وسط المحيط. عند خروجهم على اليابسة سألوا من استقبلهم من أهل الجزيرة هل في جزيرتكم هذه حكومة؟ فأجابوهم بالإيجاب. ردّ الشيوعيون أنهم يعارضون هذه الحكومة التي تدير الجزيرة. تعني الطرفة أن الشيوعيين يعارضون من أجل المعارضة وخبط عشواء. وعندما يعارضهم شخص أو حزب أو كيان يستخدمون الأكلشيه الجاهز وهو إغتيال الشخصية. يحاولون إلصاق تهماً باطلة بمن يريدون نحره سياسياً خاصة إذا كان منافساً قوياً لهم أو يفوقهم قوة في مجال العمل السياسي.

كل من كان عضواً بالحزب الشيوعي السوداني و(تطاول) عليه وخرج عن طاعته بعد أن اكتشف الحقيقة، لم يرع فيه الشيوعيون إلّاً ولا ذمة وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر. نسوا أو تناسوا أن الذين يحاولون إغتياله الآن كان حتى بالأمس القريب جزء لا يتجزأ منهم بكل عيوبه ومناقصه التي كشفوها للعيان! لم يقولوا أنها ظهرت بعد تركه للحزب أو هجمت عليه قبل عودة الوعي له وخروجه على الحزب الذي مكث فيه سنين عددا حتى اكتشف عيوبه ومعايبه التي دعته كإنسان عاقل لترك الحزب الشيوعي.

ولنحصر نضال الحزب الشيوعي السوداني ضد الإنقاذ منذ قيامها. ما هومعلوم أن عدو الجبهة الإسلامية القومية الأول هو الحزب الشيوعي السوداني، ليس لقوة الحزب جماهيرياً ولكن لقوته التنظيمية مع عددية عضويته القليلة التي لم تتعد النائبين في آخر إنتخابات قومية في العام 1986. تعرف حكومة الإنقاذ أنّ الحزب الشيوعي سيسبب لهم صداعاً مزمناً مالم يقضوا على أخضره ويابسة في المبتدأ. وقد طالت يد التطهير والتمكين أعضاء الحزب الشيوعي في الحكومة والوظائف العامة مثلهم مثل غيرهم من منسوبي الأحزاب الأخرى. لكن صوت الشيوعيين العالي أظهر وكأن كل المفصولين للصالح العام من دواوين الحكومة هم من منسوبي الحزب الشيوعي ولكن هنالك أعداد بسيطة او قليلة من منسوبي الأحزاب الأخرى.

هذه فرية واضحة لتكبير كوم الحزب الشيوعي الذي لم يجدوا له سبيلا للتكبير إلا بالقول الذي لا يمكن إثباته ولا يمكن ضحده بالأرقام. فليس هنالك من يعرف كم عدد المطرودين من الخدمة المدنية والعسكرية من كل الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي السوداني. من مفارقات الحزب الشيوعي وعضويته انهم ضد الإمبريالية والاستعمار والكل يعلم ان رأس حية الإستعمار هما اميركا وبريطانيا وتتبعهما كندا واستراليا ودول غرب اروبا. لم يجد الشيوعيون دولاً يهربون إليها من جحيم الإنقاذ إلا الدول الإستعمارية الإمبريالية. وفيها وجدوا الحرية التي حرموا منها شعوب الستار الحديدي منذ عهد لينين وستالين وحتى عميل المخابرات الأميريكية غورباتشوف الذي فرتك الشيوعية ولحقها أمات طه.

استغل الشيوعيون المنابر الغربية الحرة وأظهروا نفسهم كأنهم المعارض الأول والأوحد لنظام الإنقاذ. دخلوا الحركة الشعبية قرنق ووظفوا فيها كوادرهم المؤهلة والتي نعرفها منذ ان كنا طلاباً بالجامعة. ولكن ضربهم سيلفا كير تحت الحزام وفرّ بجنوبه جنوباً وتركهم في النقعة! فالتفوا حول ياسر عرمان وزمرته من الفاشلين سياسياً. عن طريقه وهو الشيوعي القديم المنظّم والذي هرب من السودان وانصم لحركة قرنق ليس حُبّاً في علي ولكن بغضاً لمعاوية. وأدخلوا أهلنا في جبال النوبة في محرقة الله يعلم كيف ومتى يخرجون منها والمتسلِّط على رقابهم ياسر عرمان ومن يلف لفَّه من تابعيه هم من يحركون خيوط اللعبة ويتبعهم منسوبي الحركة من ابناء جبال النوبة تبعية عمياء لا يعرفون منها فكاكاً لقلة حيلتهم، فأهلهم يموتون بطائرات الحكومة ورصاص الحركة وهم مكتوفي الأيدي لتحكُّم ياسر عرمان وزمرته فيهم بلا حق.

يعلم الشيوعيون أن الإنقاذ لم تترك لنفسها حبيب ولا صليح إلا المستفيدين الفوريين منها وأصحاب المصلحة في بقائها. ولهذا يرون أن تخطي عقبة الإنقاذيين باتت ساهلة إن لم يكن قد تخطوها بعد. ولكنهم يعلمون علم اليقين أن شوكة الحوت التي لن تنبلع لهم ولن تفوت هي حزب الأمة القومي بقاعدة الأنصار. وهنا مربط الفرس. يحاولون جهدهم هدم هرم حزب الأمة الجهادي وتفريغ مخزونه السياسي حتى يصفو لهم الجو فيبيضوا ويفرخوا فيه كما يحلو لهم. ولهذا فالمراقب الحصيف والمتابع الدقيق يلحظ الهجمة الشرشة على الحبيب الإمام زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة ليس من منسوبي الحزب المعروفين ولكن من الخلايا النائمة للحزب الشيوعي. ومن المغفلين النافعين الذي يستخدمهم الحزب عند الضرورة. وهؤلاء ال م. ن. إما أن يشوتوا كما يأمرهم الحزب أو يشتتوا الكرة حتى لا يلعب الفريق الآخر حسب خطته.

تارة يقولون أن إعتقال الحبيب الإمام كموفلاش باتفاق مع الحكومة واخرى يقولون أنها حركة من الحكومة لشغل الناس عن قضايا الفساد ولم نعرف لهم إتجاهاً في تخيلاتهم المريضة. ولم نفهم ماذا يقصدون؟ وعندما تمّ إطلاق سراح الحبيب الإمام قالوا أن حزب الأمة القومي قدّم استرحاماً وكأن تقديم الإعتذار أو طلب العفو من رئيس الجمهورية حرام بنص! ولكن نقول لهم بعملكم هذا تساعدون الإنقاذ في البقاء في سدة الحكم لسنين عددا وأنتم ومن يلفون لفّكم لن تقدروا على إزاحتها من مكانها ما لم يكن حزب الأمة القومي بقيادة الحبيب الإمام هو حادي الركب وقائد المسيرة. فهلا قعدتم في مقاعدكم تنتظرون النتيجة مثل غيركم؟ (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا

هل هي معارضة للنظام أم لحزب الأمّة؟

هل هي معارضة للنظام أم لحزب الأمّة؟

بلا هوادة يجتمع المتعوس على خايب الرجاء وينزلوا هجوماً شرساً على حزب الأمّة الوطني وبلا حياء ولا خجل يحملون الحبيب الإمام إخفاقات المعارضة التي ليست بمعارضة ولا هي تشبه المعارضة. بعض المهاجمين ينطلقون من منطلقات أو منصات حزبية تدميراً أو محاولة لتدمير حزب الأمة القومي لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم لن يتخطوا عقبة حزب الأمة القومي في إنتخابات حرّة نزيهة ولهذا يحملون معاول الهدم للقضاء على حزب الأمة القومي وقيادته التاريخية ليخلوا لهم الجو فيبيضوا ويفرِّخوا كما شاء لهم.

بعملهم غير المؤسس هذا من حيث يدرون أو لا يدرون يساعدون حكومة الإنقاذ التي يعملون على إسقاطها على حد زعمهم. إن محاولات شتى جرت وجارية وستجري في مقبل الشهور والأيام من أجل إغتيال شخصية الحبيب الإمام بالحق وبالباطل. ولكن كل ما يقولونه هو باطل مبني على باطل فلن يجديهم فتيلا ولن يؤخر ولن يقدِّم لهم خيراً ينشدوه من ترهات بسابس لا تسمن ولا تغني من جوع.

هنالك جانب آخر لا نهمله وهو الخلايا النائمة لحكومة الإنقاذ والتي تعمل بجد واجتهاد لدق اسفيناً في العلاقة بين المعارضة وبين حزب الأمة. تعلم الإنقاذ وقياداتها أن المعارضة لا قوة لها بدون حزب الأمة وبهذا فإن التفريق بين حزب الأمة والمعارضة يخدم مصالحهم. لذا تجد منسوبي حكومة الإنقاذ ينتحلون صفة المعارضة ولكن بدون توضيح حزبهم أو إتجاههم – أو كما يقول الشباب: شايتين على وين؟ باسم معارضة مجهولة الهوى والهوية يكيلون لسياسة الحبيب الإمام وبالتالي سياسة حزب الأمة بالمكيال الكبير فيساهمون في اتساع الفتق بين حزب الأمة القومي والمعارضة على الراتق. ويكونوا بذلك قد حققوا هدفهم ولو بنسبة ضئيلة. حكمة ورجاحة عقل الحبيب الإمام تجعله لا يلقي بالاً لما يقال عنه وعن الحزب من مجهولي الهوى والهوية.

يعمل الحبيب الإمام بالمثل القائل: (الكلاب تنبح والقافلة تسير). فهو يعلم أن بعض الحمقى سواء كانوا من الخلايا النائمة او منسوبي المعارضة الذين لا يعرفون الفرق بين الألف وكوز الذرة في العمل المعارض يصفونه بصفات لا تطاله لأسباب بدهية ولكن قلة العقل والفهم الناقص والغرض الواضح تجعل الكل يدلي بدلوة في  حجة هو ابعد من فهم دهاليزها وسبر أغوارها ولكنها هي حكمة الله. يتحدث من لا يعرف الفرق بين أيزنهاور وباكنباور عن سياسة حزب الأمة القومي ويصف القيادة التاريخية للحزب بصفات سمعها ونقلها نقل مسطرة وهو لا يعرف معناها لأن الغالبية فاقد تربوي. إن لم يكن فاقد تربوي تعليمي فهو فاقد تربوي سياسي أي من حملة الشهادة في الأمية السياسية.

بالطبع لا نرجو خيراً من الخلايا النائمة للإنقاذ فهؤلاء اصحاب غرض. ولكن كنا نتوقع ممن يصفون انفسهم بالمعارضين للنظام أن يقدموا مقترحات عملية يمكن تنفيذها وإنزالها لأرض الواقع عن كيفية إسقاط نظام الإنقاذ. ليست كل المقترحات مقبولة أو عملياً يمكن تنفيذها. كل من هو جالس خلف كيبورد في سيدني أو سان فرانسسكو أو لندن أو حتى في دول الخليج يطالب الجماهير في النزول إلى الشارع والتظاهر ضد النظام. ويتجاهل هذا المعارض الصنديد شراسة الإنقاذ في مقابلة المتظاهرين العُزّل بالذخيرة  الحية والرصاص المطاطي. وبكل سهولة يطلب من إمام الأنصار أن ينزل الشارع ويقود المتظاهرين حتى سقوط النظام؟؟ 

أما الآن وقد تعقدت الأمور بصورة أكبر وأكثر تعقيداً بعد وصول قوات الدعم السريع كما تسميها الحكومة أو قوات الجنجويد وعسكرت في حزام حول العاصمة تنتظر الأوامر للدخول في معركة مع المتظاهرين الذين يودون اسقاط الحكومة. هؤلاء الجنجويد تاريخهم معروف في دار فور وكردفان وإن فشلوا في جبال النوبة عندما وُجِهوا بالرصاص. وكنا نتوقع أن تعلن قيادات العمل المعارض المسلّح التي أفنت اهلها في دار فور وما يسمى بالجبهة الثورية أن تقول للمعارضين الذين معها في خندق واحد أنتم سيروا المظاهرات السلمية وإن تصدت لها السلطات الحاكمة بالرصاص فستجدوننا جاهزون موية وزيت ومحل الرهيفة التنقد!!! ولكن لم نسمع مثل هذا القول فكيف تُسيِّر الجماهير الشعبية المظاهرات وهي تعلم علم اليقين أن الرصاص ينتظرها؟

أفيقوا أيها الحالمون والذين يتركون الفيل وهو الإنقاذ ويطعنون في الظل ويخلقون معركة في غير معترك مع حزب الأمة القومي وقيادته التاريخية. من له جماهير شعبية فلينزلها إلى الشارع ومن لديه سلاح فليحم جماهيره من نيران قوات حميدتي ومن لفّ لفُّهم من قوات حكومية مختلفة ستكون جاهزة ومتربِّصة لكل من يحاول إسقاط الحكومة بالمظاهرات حتى ولو كانت سلمية. فلو كنتم تريدون مشاركة حزب الأمة القومي في مسعاكم لاسقاط النظام فساعدونا بالصمت أو قول الحق وتقديم النافع من المقترحات التي تصب في ما اتفق عليه الجميع. والله سبحانه وتعالى قال: (تُؤت الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء). (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا

Wednesday 25 June 2014

الحبيب الإمام يلعب بوليتيكا

الحبيب الإمام يلعب بوليتيكا

عندما تضايق الأب فيليب عباس غبوش أيام حكم النميري وكان متهماً بقيادة إنقلاب عنصري وينتظره حكم بالإعدام تقدّم بالتماس للرئيس نميري ليعفوا عنه وقد فعل النميري وعفى عنه. وعندما سألوه عن إعتذاره وطلب العفو من الرئيس قال ما معناه أن نميري أهوج ومن الممكن أن يقتله وهو بفعله هذا يلعب بوليتيكا صاح. وصارت مثلاً. وكما هو معروف للجميع فالسياسة هي فن الممكن. وقد قال ونستون شيرشل أعظم وزراء حكومات صاحبة الجلالة: أنه لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة في السياسة ولكن هنالك مصلحة دائمة.

ما زال كثيرون من الخلايا النائمة والمغفلين النافعين الذين ينفعون الإنقاذ دون أن يدروا يحاولون ترك القضية الأساسية وهي العمل على اسقاط نظام الإنقاذ والبحث والجري خلف ما فعل الحبيب الإمام. بعد أن قالوا أن مسألة سجنه هي مسرحية عبثية وهم لا يعرفون معنى المسرح العبثي، وعندما أطلق سراحه بعد ضغوط خارجية من جهات لا يعرفها هؤلاء المتنطعون لأنها خارج دائرة إمكاناتهم المعرفية في السياسة الدولية، أطقوا إشاعة أن الحبيب الإمام قدّم إلتماساً للرئيس ليطلق سراحه!! وهنا تحضرني عدة أسئلة بالنسبة لي إجاباتها بدهية لي ولكن هؤلاء الخاملون عن المعرفة فاقدي العطاء لا يفكرون حتى في معرفة او فهم تلك الأسئلة.

ما هو الخطأ لو تقدّم الحبيب الإمام أو محامية بطلب لإطلاق سراحه؟ هو يعرف أنه مظلوم ولم يرتكب أمراً إدّاً حتى يقبع في السجن بدون مبرر واضح ومعروف. ولماذا يغيظكم التقدّم بطلب العفو؟ ماذا تريدون؟ نحن نعلم تريدون أن يُحكم على الحبيب الإمام باٌلإعدام. ولكن هذا بُعدكم. لن يقدر عمر البشير ولو أتي بمائة عمر غيره أن يحكم على الحبيب الإمام باٌلإعدام وإعدامه. الكل يعرف هذه الحقيقة البدهية. ولو حدث هذا فتأكدوا من شئ واحد هو أنه لن يبق سودان تتنطعون فيه بعد ذلك اليوم. هذه معلومة وليست تهديداً.

عجزكم جميعاً واعني ال83 حزباً ومعهم الحزب الشيوعي وحزب البعث عن تحريك شعرة من نظام الإنقاذ ورجاءكم أن يتقدّم الأنصار الصفوف لاقتلاع النظام نيابة عنكم جعلكم تلجأون لاستفزاز الأنصار ومنسوبي حزب الأمة. بل بلغت بكم البلهنية أن تحرضوا منسوبي الحزب والأنصار على الحبيب الإمام وقيادات الحزب الأخرى. وخاب فألكم وطاش سهمكم الطائش من أصله.

إن كان هؤلاء الذين يهاجمون حزب الأمة وقيادته التاريخية من حيث لا يدرون يساعدون الإنقاذ ويقفون معها في خندق واحد فننصحهم بقراءة وضعهم مثنى وثلاث حتى يعرفوا أين يقفون وماذا يفعلون وأين تصب مياه معارضتهم؟ هل تصب في مجرى اسقاط الإنقاذ أم إطالة عمرها دون أن يدرون عن سيرهم في ركب الإنقاذ وهم مخدرون بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع المعارضة لاسقاط النظام.

حزب الأمة القومي هو أكبر الأحزاب السودانية وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر أو سفسطائي لا يعرف ما يقول ويهرف بما يروق له. ولهذا وكما يقولون الكبير كبير.. فعلى الصغار أن يتبعوا الكبير لا أن يحاولوا قيادته وهم لا يعرفون عن القيادة عشر من يعرف الكبير. لو اجتمعت كل احزاب المعارضة ال83 فلن يأتوا بجماهير تعادل جماهير حزب الأمة القومي والأنصار لا في الكم ولا في الكيف. وعليه فالحبيب الإمام يعرف كيف ينفِّذ خطته لمقارعة النظام ومقاومته واسقاطه. لكنه لا يعمل خبط عشواء كما يطالبه الكثيرون الذين لم يجربوا معارضة الأنظمة الشمولية من قبل.

لا يود الحبيب الإمام أن يزج بجماهير الأنصار وحزب الأمة القومي في أتون معركة ضد نظام باطش، معركة لم يختاروا مكانها ولا زمانها. فالحرب لا  تكسب بالتمنيات إنما بالتخطيط السليم والرأي الحصيف، وهنا يكون الرأي السديد عند الحبيب الإمام فهلا صمت وصبر المناتلون من خلف كيبورد أو من منازلهم وعملوا على قدح زناد عقلهم لتقديم فكرة تنير طريق العمل المعارض لاسقاط النظام. لكن الكلام الأهوج والرأي العوج سيأتي بنتائج سيئة تضر اكثر مما تنفع الوطن والمواطن.

يحاول النظام صرف أنظار معارضيه بعد أن تكشفت سوءته وعورته بكشف مواضيع الفساد الكثيرة في الآونة الأخيرة وشد إنتباه الجميع في اتجاه مغاير عن مشاكله ومضاره ويحاول تفتيت عضد المعارضة بدق اسفين بين بعضها البعض حتى ينال مراده ومبتغاه في الجلوس على كرسي الحكم لأطول فترة ممكنة. وهي سياسة النفس الطويل مع المعارضين وذلك بتخديرهم بمعسول القول كما حدث في الآونة الأخيرة حتى يستجمع أنفاسه للمعركة القادمة مع المعارضة. فهلا فهمتم أيها المعارضون؟ (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا


Tuesday 24 June 2014

دعوة المظلوم تصيب سونا

دعوة المظلوم تصيب سونا

صرح جادين المالك الحصري لوكالة السودان للأنباء المسماه دلعاً (سونا) صرح قائلاً: (غياب الكوادر الفنية تتسبب في تلف اجهزة بــ(سونا) بملايين الدولارات). في المبتدأ نسأل هذا الجادين الذي تملك سونا بوضع اليد؛ يد التمكين، هل يعرف من هي هذه الكوادر الفنية التي يتحدث عنها وكيف غابت عن العمل في سونا؟ هل غُيِّبت أم غابت بضراعها عن العمل في سونا؟ لا أعرف هذا الجادين معرفة شخصية ولكن أعرف بعض منسوبي سونا الذين كانوا سبباً في تشريد الكوادر المؤهلة المتدربة من سونا. بليل وغدر وخسّة تكاتف الخبث مع الفشل وثالث أثافيهما سوء النية والقصد وشُردت كوادر تحمل مؤهلات علمية وفنية لم تتيسّر لكل العاملين في الحقل الإعلامي الفني.

عن  تجربة شخصية ومعايشة يومية سأحكي للعلم فقط كيف تمّ توفير مهندِسين تخرجا في جامعة الخرطوم كلية الهندسة قسم الكهرباء. تخصصا في هندسة الإلكترونيات في هولندا تحت شركة فيليبس المعروفة للجميع. أدارا الجهاز الفني لسونا بمقدرة وحنكة ومعرفة علمية لم تتوفر لغيرهما. قبل دخولهما سونا  العام 1976 كان يحتل قمة الجهاز الفني في سونا فنيون تخرجوا في الكلية المهنية العليا لمن يعرفها. ودخول المهندسين المتخصصين قطع الطريق على غير المؤهلين الذين كانوا يتربعون على قمة الجهاز الفني لسونا.

تخرج المهندسان ياسر عبد القادر حسين وإبراهيم خلف الله إدريس في العام 1976 والتحقا بسونا عندما كانت مبنى صغير في تقاطع شارعي القصر والجمهورية. كان لهما القدح المعلى في تركيب محطة سونا العملاقة بسوبا والتي ربطت السودان بالخارج في عهد النميري. كانا مثالاً للإخلاص ونكران الذات في العمل. كانا أول من يدخل الوكالة وآخر من يغادرها. يكفيهما شهادة وزير في ذلك العهد عندما عرض عليهما قطع أرضي لقيامهما بتركيب كبانية القصر الجمهوري. رفضا بحجة أنهما غير متزوجان وهنالك من يستحق قطع الأرض أكثر منهما. ولم يستلما قطع أراضي إلا من ضمن ما قُدِّم لكل المهندسين. وقد قال بهاء الدين إدريس المعروف للجميع للباشمهندس ياسر عبد القادر حسين: إنت يا ابني نوعك دا انقرض من السودان.

بعد تركيب محطة سوبا والتي عاصرت تركيبها حيث اسكن والباشمهندس ياسر عبد القادر في منزلهم العامر بودنوباوي شارع الهجرة، حيث جئت من الخارج إلى السودان، كان يخرج الساعة السابعة صباحاً ويعود العاشرة مساء ما عدا يوم الجمعة. قلت له مازحاً: يا أخوي أنا سافرت وخليتك مهندس في سونا، فهل تغيّر وضعك الوظيفي وصرت خفير للوكالة؟ أنظروا رد الرجل، قال لي: تقوم شركة أجنبية بتركيب أجهزة معقّدة. ماذا سيحدث وكيف نتصرّف  إذا توقف احد الأجهزة ونحن لا نعرف حتى توصيلاته الكهربائية والأخرى؟ سنستجلب مهندساً من الشركة وسيكلف الوطن الشئ الفلاني وفي نفس الوقت سيقول علينا اننا مهندسون جهلة لا نعرف أبجديات مهنتنا. أنا أجلس امامك هنا وأعرف كل سلك في المبنى من أين يأتي وإلى أين يذهب؟ فإن تعطل أي جهاز فسأعرف من أين وكيف أقوم بصيانته.

عندما تمّ تركيب المحطة كاملة قال كبير المهندسين الهولنديين الذين قاموا بتركيب المحطة للباشمهندس ياسر عبد القادر: (لقد قمنا بتركيب عدة محطات مثل هذه المحطة من الأرجنتين وحتى الفلبين ولم نجد مهندساً مثلك في الإجتهاد والرغبة في التعلُّم. فإذا فقدت وظيفتك فاتصل بنا). فهل  هنالك شهادة أفضل من هذه الشهادة. واصل المهندسان ياسر وإبراهيم العمل في الوكالة حتى قيام الإنقاذ. وعندها وجدها ذلك الشخص الفاقد للأهلية فرصة ذهبية للكيد لهما وإزاحتهما من طريقة ليخلو له الجو فيبيض ويفرِّخ في سونا. وقد كان له ما أراد لما له من علاقة دم مع اثنين من كبار رجالات الإنقاذ الشعوبيين.

فتح الله لكل منهما باب رزق في مكان ما. والله هو القائل: وفي السماء رزقكم وما توعدون. فعليه كم من الكوادر مثلهم قد فقد السودان نتيجة سياسة التمكين التي ابتدعتها الإنقاذ؟ والآن يتباكى جادين المالك الحصري لسونا على غياب الكوادر المؤهلة والذي تسبب في تلف أجهزة بملايين الدولارات! فهل سألت نفسك يا جادين يوماً لماذا وكيف ترك المهندسان إبراهيم خلف الله إدريس وياسر عبد القادر حسين العمل في وكالة السودان للأنباء؟ فإن لم تعرف الإجابة أو تجدها في أضابير الوكالة فسأل المدير الفني للوكالة فعنده ستجد الخبر اليقين. وقد شكيا سونا ومن ظلمهما إلى الله والناس نيام. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك

Sunday 22 June 2014

الأحزاب الكبيرة ومحاولة التغبيش الظلامي

الأحزاب الكبيرة ومحاولة التغبيش الظلامي

كتب أحد الكتاب الذين راح ليهم الدرب في قائلاً: (وكان الإتحاديون يصفون حزب الأمة بتجار الرقيق.. بينما يصف حزب الأمة الإتحاديين بحزب الجلابة الذين يمتصون دماء الجنوبيين). وقال الكاتب ايضاً: ( فالشعوب السودانية ضحية
صراعات ومؤمرات هذه الاحزاب الفاشلة , ولولا هؤلاء لكانت الديمقراطية الان عادة وسلوكا في المجتمع السوداني).
هل انت معي عزيزي القارئ .. كاتب ينتقد سياسة احزاب نشأت عندما كان هو في رحم الغيب ويصف الشعب السوداني بالشعوب السودانية .. ألا ترون معي أنّه التنطع الذي نعنيه؟

لقد أراد هؤلاء الكتاب أو أريد لهم أو بهم أن يهاجموا حزب الأمة القومي والحبيب الإمام على وجه التحديد لأشياء وأغراض في نفوسهم ونفوس من يحركونهم من خلف الكواليس وهم لا ينفعون بآرائهم الفطيرة من يوزّهم ولا يضرون حزب الأمة القومي بترهاتهم البسابس التي لا تسمن ولا تغني من جوع. صمتنا هو صمت الحكيم الذي لا ينتبه لترهات اللئيم ولكنهم فهموا حكمتنا وصمتنا جبناً أو عدم حيلة منا لنقارعهم الحجة بالحجة والرأي بالرأي. ومن هنا وطالع كما يقول اهلنا البسطاء لن نسكت لكل متنطع لا هدف له إلا نشر الغباش الإعلامي على مواقف الرجال الذين اطول منهم قامة وأعلى شأناً.

لماذا يستأسد هؤلاء الكتبة ولا اقول الكُتّاب على إمام الأنصار وجماهير حزبه؟ ما دخلهم في أن يحتفل الأنصار ومنسوبي حزب الأمة بخروج زعيمهم من الحبس الظالم؟ لماذا وكيف يصفون إمام الأنصار وزعيم الغالبية السودانية بأنّه نمر من ورق؟ من أعطاهم هذا الحق حتى يصنفون الناس على مزاجهم العكر؟ فلو كان الحبيب الإمام نمر من ورق مع كل من يقود من الفوارس فماذا يكون زعماء أحزاب الفكة وزعماء الأحزاب التي تتخفى خلف الكلمات الرنانة وطنّانة.. أحزاب تحمل عنتريات عمرها ما قتلت ذبابة! مالكم كيف تحكمون؟

من لا يحمل فكراً معيّناً ومحدداّ يدافع عنه ويعطي الآخرين فرصة الرد عليه بنقد فكره وأفكار حزبه وخططه ليس له الحق في أن يهاجم كل من يريد مهاجمته ولا يرعى إلّاً ولا ذمّة فيمن ينقد. إن الهجوم غير المؤسس لا يجلب منفعة للناقد الغير مؤسس النقد ولا يضر المنقود لانه نقد مبني على غرض والغرض مرض. إذا كان أصحاب الغرض من النقد الهدام والكلام العابث الذي يطلقونه على عواهنه يود استفزاز مشاعر جماهير الأنصار وزعيمهم ليتقدموا الصفوف لمقاتلة النظام الذي فشلوا في اقتلاعه فقد خاب فألهم. الذين ما فتئوا وما زالوا وما انفكوا يثيرون ويذكرون أحداث يوليو 1976 بقيادة الشهيد محمد نور سعد حتى يهب الأنصار ويستشهدوا زرافات ووحدانا حتى يتجدّع هؤلاء الأدعياء على قمة سلطة ذات يوم فقد خاب فألهم وطاش سهمهم.

لن يكون الأنصار وقوداً لثورة أو هبّة خائبة يتولى زعامتها من لا جماهير لهم وإلا عليهم إظهار جماهيرهم وقوتهم الحزبية حتى تنفرز الكيمان ويعرف كل حزب قدره وقدرته، فليس كل من أورد 150 اسماً وسجل حزباً في مسجل الأحزاب يضع كتفه بكتف حزب الأمة القومي. لن نسمح في حزب الأمة القومي لأحزاب الفكة أن تقف معنا في صف واحد وكان عندهم بخور فليشموننا له ولكن طق حنك نعتبره كلام بنات معديات بنات. ولن نسمح ولن نوافق بوقوف حزب حذاءنا إلا الحزب الإتحادي الديمقراطي أما البقية فلتتأخر عنا قليلاً فنحن أصحاب الحق الإنتخابي الأول في العام 1986. وما بعد ذلك لا نعتبره ولا نعيره إهتماماً.

إن أحزاب الشيوعي السوداني والبعث العربي المؤود في بلاده جميعها وحزب المؤتمر السوداني وحزب غازي صلاح الدين وغيرها من الأحزاب المتوالية والمسجلة لم تثبت قدرتها وعضويتها عبر إنتخابات معترف بها ماعدا الحزب الشيوعي السوداني الذي كان نصيبه نائبين والله أعلم. وهذا ما يعادل 2% من حجم حزب الأمة القومي. وبنظرية النسبة والتناسب لو حاز حزب الأمة القومي على 50 منصباً في حكومة قومية أو عريضة وهلم جرا فلا يستحق الحزب الشيوعي أكثر من مقعد! فهل يرضى الحزب الشيوعي بهذه القسمة؟ وهل ما يحدثه الحزب الشيوعي من ضجة آن ومهاجمة بلا هوادة لحزب الأمة وزعامته التاريخية مباشرة عبر منسوبية ومن يعملون لحسابه من تحت الطاولة يعادل حجم الحزب الحقيقي أم ضجة إناء فارغ؟ فهلا رفعتم رجلكم من الأبنص شوية يا جماعة (الحِسِب الشِويعي) لا أساءكم الله. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
          زر قناتي في اليوتيوب من فضلك


قادة الاحزاب الطائفية ..

قادة الاحزاب الطائفية ..

يمسك أحدهم بقلم وورقة أو يجلس أمام كيبورد ويكتب عنواناً كهذا اعلاه. وعندما تضيع وقتاً في قراءة الموضوع أو المقال تجد أن المقصود أولاً وأخيراً في المقال هو الحبيب الإمام الصادق المهدي! كما هو معروف هنالك حزبان طائفيان كما يعرفهما الكتاب السودانيون المتحذلقون. حزب الأمة الذي تسانده طائفة الأنصار كما يحلو لأعدائها تسميتها أو كيان الأنصار كما يناديه منسوبيه. الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي تقف خلفه طائفة الختمية. ولهذا نرى أن العنوان خطأ من أصله. فيجب أن يقول الكاتب الحزبان الطائفيان وهلم جرا. فهما حزبان ولا يمكن إطلاق صفة الجمع عليهما مالم يكن الكاتب مقتنعاً أنهما يمثلان الأغلبية المطلقة في السودان. دليلنا نتائج آخر إنتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة.

فلنواجه الموسيقى كما يقول الإنجليز ويعلن الجميع مجتمعون أو فرادى أنهم فشلوا خلال ربع قرن من الزمان في زحزحة حكومة الإنقاذ عن مكانها لا بالقوة ولا بالإنتخابات المخجوجة كما يصفها معارضوها الذين فشلوا في تحريك شعرة من رأس الإنقاذ. ولكن أذكياء الكيانات الصغيرة الحجم والكبيرة الحلقوم ومثلهم مثل البرميل الفارغ الذي يصدر صوتاً أكثر من الإناء الملئ. إنهم يحركون الجميع من خلف الكواليس لأن صندوقهم فارغ ولن يقبلهم الشعب فهو يعرفهم كما يعرف باطن كفِّه. ولهذا هم يعملون بالنظرية البليدة: إن غلبك سدّها وسِّع قدّها. وهي سياسة العاجز. فبعد أن عجزوا أن يقنعوا الشعب بأنهم الأفضل ولأن الشعب رفض كل ترهاتهم لجأوا لسياسة تشتيت الكرة التي يمارسها الفريق العاجز عن صد هجمات الفريق المنافس والأفضل.

حزب الأمة هو الأقوى وهو الأفضل وصاحب الأغلبية المطلقة مهما قال المنافحون والمنافقون بغير ذلك. لا حكم لنا إلا صناديق الإقتراع والتي هي الماء الذي يكذِّب الغطّاس. هذه الأحزاب الفكة وعلى رأسها الحزب الفاشل دوماً يتوزّع أو يوزِّع أعضاءه النشطين المثابرين على الخراب وتدمير المجتمع بطرق غير مباشرة ليعمل على تشتيت الجهود وتفريق الناس أيدي سبأ حتى لا تجتمع كلمتهم وهم بهذا التصرف الذي نعتبره تصرف المغفل النافع ينفعون الحكومة والإنقاذ من حيث لا يدرون. فبعملهم الدؤوب ضد الحبيب الإمام بطريق غير مباشر أو قل بطريقة لا يعرفها إلا من يعرفهم ويعرف طريقة تفكيرهم وعملهم يقدمون للإنقاذ خدمة لا تحلم الحكومة بالحصول عليها من أخلص منسوبيها.

إجتمع البشير مع 83 حزباً!! ما هي القوة الجماهيرية لكل حزب من هذه الأحزاب الفكة؟ لقد أخطأ الحبيب الإمام بجلوسه مع هذه الأحزاب على مائدة الحوار مع حزب المؤتمر الوطني. وكان ينبغي أن يجلس حزب الأمة القومي جلوس الند للند مع المؤتمر الوطني ويحدد شروطه للإتفاق للمؤتمر الوطني ليتم قبولها ليصل إلى بر الأمان أو يرفضها ويذهب للإتفاق مع ال82 حزباً الأخرى ليجد غايته التي ينشدها. وعندها يكون حزب الأمة القومي في حل من أي إتفاق لا دخل له فيه ولم يشارك في صياغته وأجازته، ولنرى ماذا ستقدِّم هذه الأحزاب مجتمعة للمواطن السوداني؟ فإن نجحت في خلق شربات من فسيخ الإنقاذ كان لها أجر واحد وإن فشلت وهو المتوقع فعلى نفسها تكون قد جنت هي على نفسها وجنت براغش المؤتمر الوطني على نفسها.

ماذا يريد هؤلاء الكتاب المتحذلقون من الإمام الحبيب؟ قولوا ماذا تريدون ولكن التنشين على الهدف الفالصو لن يفيدكم. إن كنتم تريدون من الحبيب أن يقود جحافل الأنصار لخلع حكومة الإنقاذ وتأتوا أنتم أحزاب الفكة وتطالبون بنصيب من الكيكة يعني تلقوها باردة ومشرّحة هذه نسميها أحلام زلُّوط. أتركوا الإمام يعمل بطريقته وينفذ تخطيطه كما يرى فلا أنتم مسؤولون عن إخفاقاته إن حدثت ولا نصيب لكم من نجاحاته إن أصاب. لكن الضرب على الحبيب الإمام ومحاولة هدم بنيان حزب الأمة القومي لن يفيدكم في مخططكم لإسقاط حكومة الإنقاذ. لايهم كاتب كائناً من كان أن يتحدث عن من جلس على كرسي في حزب الأمة القومي. فطالما أنت لست بعضو في حزب الأمة القومي فنرجو الأ يهمك ولا تشتغل به حتى لو أتى الحزب بحسن الترابي أميناً عاماً. (دي برمتنا وبنعرف فورتا برانا).

فيا أيها المهاجمون للحبيب الإمام والمتشيعين معهم وأشباههم وأذنابهم والمغفلين النافعين التابعنهم على غير هدى.. ويا من تمّ إستئجارهم ليكتبوا ضد الحبيب الإمام وحزب الأمة نقول لكم لقد خاب فألكم وطاش سهمكم ولن تجنوا من الشوك العنب. وسيظل الحبيب الإمام هو قائدنا ولكم قائدكم ومن تحبون، فاتركونا الله يرحمكم. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك

Saturday 21 June 2014

ولاية قدير مطلب الجماهير

ولاية قدير مطلب الجماهير

بعض الأحداث يكون لا علاقة لك بها ولكنها تؤثر في كثير من مجريات حياتك. تتدخل الأقدار وتفرض عليك ما ليس صالحك وليس امامك إلا الإذعان خاصة إذا كنت الطرف الضعيف. لا ننكر أن كل الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد ديمقراطية كانت أو عسكرية شمولية لم تقم بواجبها كما ينبغي أو يجب. ولكن نسبياً كانت هنالك حكومات أفضل من غيرها عندما تقارنها ببعضها البعض. لكن لو حاولت مقارنة الناتج من كل حكومات السودان مجتمعة خلال ست عقود من الزمن مع ناتج حكومات أفريقية نالت إستقلالها بعدنا بعقد من الزمان لرجحت كفة الحكومات الأفريقية مع فقر تلك الدول وغنى السودان.

كان السودان القديم مقسّم إلى 9 مديريات يدير كل منها مدير مديرية ومعه مفتشي حكومات محلية في كل مجلس ريفي أو بلدي. وفي كل مركز من مراكز المديرية يكون هنالك قاضي وبعدمه يكون المفتش هو القاضي. يعون المفتش مجموعة لا تتعدى اصابع اليد الواحدة في كل مجلس ريفي من الضباط الإداريين المقتدرين. وتحت الضباط الإداريين كانت تقوم السلطات العشائرية أي ما يعرف بالإدارة الأهلية.

جاء نميري ببدعة الحكم المحلي والتي إبتدعها المرحوم جعفر بخيت. أطلقوا فرية تطهير الإدارة الأهلية دون دراسة وتمحيص وخسرت الدول قبل المواطن والنظار والعُمد من تطهير الإدارة الأهلية. إنفرط حبل الأمن وضعفت الموارد المالية للمجالس حيث تهرّب المواطنون من دفع الضرائب لعدم معرفة الضباط الإداريين بالناس ومناطق سكناهم وترحالهم بالنسبة للعرب الرُّحّل.

لم تحرِّك الحكومة الديمقراطية ساكناً مما فعله النميري. فقد ركّز الكل على إلغاء قوانين الشريعة المسماه بقوانين سبتمبر و تناسوا قانون الحكم المحلي الذي كان اثر أضراره أكثر من ضرر قوانين سبتمبر. وجاءت الإنقاذ لتتم الناقصة. وجدت الحكم المحلي كما المثل عايرة .. والإنقاذ أعطتها سوط.. فجفلت زيادة. بدلاً عن 9 اقاليم بالجنوب بالطبع صارت ولايات عددها 16 بدون الجنوب. وكل ولاية لها حكومة كاملة الدسم. فصار البند الأول في ميزانية أي ولاية هو قاصمة الظهر. إنحسرت أو تلاشت ما تسمى بالخدمات والتنمية وهي البند الثاني في ميزانية الولاية أو الدولة. ضعفت ميزانية التعليم والصحة حتى صارت قريبة من نسبة الصفر بالمائة.

سعى الجنوب للإنفصال بالحرب غض النظر عما يقوله فلاسفة الحركة الشعبية وأذنابهم من المطبلين وحارقي البخور. ومديرية دار فور سعت بالحرب لتقسيم نفسها لخمس ولايات بدلاً عن مديرية واحدة يحكمها مدير واحد.. وذهبت الميزانيات ادراج الرياح كما أوردنا. وكذلك نالت مديرية النيل الأزرق بالسلم ما نالته دار فور بالحرب. حيث تمّ تقسيم مديرية النيل الأزرق والتي كان يحكمها المرحوم كرار أحمد كرار أقدر إداريي زمانه من مدني بعدد محدود من الضباط التنفيذيين والمفتشين. وصارت أربع ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق.

عنوان المقال يقول ولاية قدير مطلب الجماهير... الكل يعرف قدير وهي المركز الذي انطلق منه الإمام المهدي بثورته التي حررت السودان من الاستعمار. وتقع قدير الجبل والغار في الجبال الشرقية من ولاية جنوب كردفان. وتتبع الجبال الشرقية لكادقلي التي تبعد كثيراً عن المدن الرئيسية بالولاية كمدن العباسية تقلي ورشاد وأبو جبيهة وابو كرشولا وكلوقي والليري والترتر. منطقة جبال النوبة الغربية منطقة حرب منذ قبل إتفاقية نيفاشا سيئة الذكر ولم يكن للجبال الشرقية ناقة ولا جمل في حرب لم يستشاروا فيها ولم يتدخلوا بين طرفيها. نعمت الولاية أو الجبال الغربية بالسلام حتى يوم 06.06.2011 حيث قامت الكتمة المعروفة. أدت تلك القيامة لحرب حتى اليوم وقودها إنسان الجبال الغربية الذي لا ناقة له ولا جمل.

توقفت عجلة الإنتاج في منطقة زراعية مساحة المشاريع الزراعية فيها تعادل إن لم تتفوق على مساحة المشاريع في القضارف. مع خصوبة الأرض مقارنة بأرض القضارف التي تُزرع من اربعينيات القرن الماضي. صارت الجبال الشرقية هي البقرة الحلوب لولاية جنوب كردفان. كل دخل الولاية صار يأتي من الجبال الشرقية. ومع ذلك لا توجد أي نوع من الخدمات. وقد قام الوالي السابق أحمد هارون بتركيز كل الخدمات خاصة الطرق الزراعية في المنطقة الغربية للولاية منطقة المتمردين وخرجت المنطقة الشرقية من مولد مولانا أحمد هارون بلا حُمُّص.

ولاية قدير صدّق بها المرحوم المشير الزبير محمد صالح في زيارته للجبال الشرقية وقد أعلنها أمام الملأ في مدينة أبو جبيهة. واصدر امره بذلك ولكن توفاه الله في وقت قصير من زيارته تلك للمنطقة. ومات قرار قيام ولاية قدير بموت المرحوم الزبير. وكما هو معروف عن أبو جبيهة هي مركز الفواكه في السودان خاصة فاكهة المانجو. وعندما علم المرحوم الزبير بالكميات المنتجة بالمنطقة أصدر أمره بإقامة مطار في مدينة أبو جبيهة ليتم تصدير المانجو مباشرة منها إلى دول التصدير. وقد قامت سلطات الطيران المدني بدراسة حركة الرياح وجمعت كل المعلومات اللازمة لقيام المطار. ولكن قام اصحاب المصالح الخاصة بتصدير المانجو بتعطيل القرار بعد استشهاد الزبير. وقام أحد الوزراء من أبناء الجبال الغربية بتحويل ميزانية المطار لبناء مطار كادقلي الذي لا يستخدم تجارياً بل استفادت منه طائرة الأمم المتحدة.

الآن علمنا أن أهلنا في المحليات الثمانية التي زارها السيد حسبو نائب رئيس الجمهورية طالبت بقيام ولاية قدير. ونحن من هنا نضم صوتنا لصوتهم ونطالب الأخ حسبو أن يكمل ما بدأه النائب السابق لرئيس الجمهورية ويصدر قراراً بإقامة الولاية فوراً. فقد فترنا من إعاشة غيرنا وخيلنا تقلب والشكر لحمّاد ولا نعرف ما دخل حمّاد في أمرنا. فكما قسمت دار فور خاصة ولاية جنوب دار فور إلى 3 وايات فلتقسم ولاية جنوب كردفان إلى ولايتين، ليقوم أهل كل ولاية بشأن ولايتهم. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
قناتي في اليوتيوب

الحبيب الإمام وبيضة أم كتيتي

الحبيب الإمام وبيضة أم كتيتي

لا أعرف لماذا لا يحب السودانيون الراي الآخر؟ لماذا يحاولون إجبار غيرهم ليتبعوهم وإلا فغيرهم مخطئ وهم صواب؟ هذه خصلة قد يجتمع عليها وفيها جل السودانيين. كثيرون يعملون بالمبدأ الأعرج: (غرّة يا تشربي يا اكسر قرنك). أظن أن الغالبية لم تسمع بقول الإمام الشافعي المعروف: (رأينا صواب يحتمل الخطأ. ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب. ومن أتانا بأحسن منه إتبعناه). هذه قمة الديمقراطية وقبول الرأي الآخر. لا أقول بقبول الرأي الأعوج. قلت الأعوج وانا أقول العوج راي. بخصوص هذا الأكلشيه اتصل بي كثيرون يقولون لي أنني غيرت المثل وابدلت كلمة الأعوج بكلمة العوج. وهؤلاء لا فضت أفواههم لا يلمون بثقافات كل الوطن. فنحن في مناطقنا نقول العوج ولا نقول الأعوج إلا في حالات الجماد او الملموسات مثل العود والدرب ولكن الرأي نقول عليه عوج، فما الخطأ في قولنا ولماذا يصر علينا البعض ان نتبع ثقافتهم المخلوطة بثقافة التركمانيين والعصمانيين الذين يقولون للنعال الجزمة.

كما قال ذلك الأنصاري رحمه الله عن نفسه عندما قالوا له: أنت تلوثت بمايو وصرت من السدنة ولهذا حزب الأمة لن يقبل بك. ردّ الرجل ببساطة شديدة قائلاً: (أنا أنصاري وما في زول بقدر يطردني من الأنصارية. وهيا أنصاري ببقى حزب أمة.. وأنا حزب أمة). كثيرون يقولون لنا أنتم متعلمون ومثقفون وهلم جرا فكيف تتبعون ولد المهدي ويكيلون لولد المهدي بالمد الكبير. ردّنا بسيط لأننا متعلمون ومثقفون صرنا حزب أمة لأننا ولدنا أنصاراً ورضعنا الأنصارية مع الحليب. ونحن نستغرب مثل استغراب هؤلاء أنه كيف يكون الزول مثقف ومتعلم وما يتبع ولد المهدي ويبقى حزب أمة وبلاش حكاية أنصاري لأن الأنصاري يولد انصاري ولا يكتسبها بالممارسة أو التجنيد. فنحن لا نجند الناس ليكونوا أنصاراً ولكن ندعوهم ليكونوا حزب أمة تحت قيادة ولد المهدي فما هو الخطأ في ذلك؟ فكل يغني على ليلاه. وكما يقول أهلنا: (كل زول بعجبوا الصّارو). و(لالوبنا ولا تمر النّاس).

نأتي لعنوان المقال، خرج السيد الإمام في تهتدون، قالوا الصادق شرد وخلى الشعب للإنقاذ. راى الإمام بعقل ثاقب أن الحل يكمن في السلم. رجع السودان وتفاهم مع الحكومة ولم يدخلها؛ قالوا الصادق خان المعارضة ووضع يده مع الحكومة. قدّم كثيراً من المذكرات والمقترحات للحكومة والمعارضة لحل مشكل السودان فقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر. قال يجب اسقاط الحكومة بالخيار المدني والجهاد المدني ولا داعي لاستخدام السلاح ففي الوطن ما يكفي من الجراحات ولا نريد ثارات جديدة. قالوا الصادق متأمر مع الحكومة. قال الإمام رأيه بصراحة في قوات حميدتي وتسبب ذلك في حبسه لمدة قاربت الشهر. وبما له من شخصية عالمية فقد تدافع الجميع بالمناكب مطالبين بإطلاق سراحه وتمّ ذلك.. فقالوا: هذه مسرحية وكموفلاش وهلم جرا.

اتفقوا يا جماعة الخير وحددوا لنا ماذا تريدون من الحبيب الإمام بالضبط؟ فالكلام الهلامي والحديث شبه المدفوع الثمن لا يقدِّم ولا يؤخِّر في قضية الوطن. فإذا عجز الجميع عن اسقاط الحكومة ويريدون من الإمام الحبيب أن يقود جحافل الأنصار لإسقاطها فنحن جاهزون ولكن فليأت كل بقدحه للضرا. وأن يقبل الجميع بقيادة الإمام للثورة حتى تسقط حكومة الإنقاذ. أما الذين لا يقبلون بقيادة الإمام فلن نلومهم ولكنّا نطلب منهم أن يتحركوا بطريقتهم لإسقاط نظام الإنقاذ ونحن وهم أمامنا صناديق الإقتراع والحشّاش يملأ شبكته. لكن أن تكونوا يا أنتم تريدونها حمراء وجراية وما بتاكل الشعير فهذه لن تجدوها عندنا دُت. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
قناتي في اليوتيوب

Friday 20 June 2014

خط هيثرو المفترى عليه!

خط هيثرو المفترى عليه!

ورد في الأخبار أن البرلمان يستعجل وزارة العدل لاستعادة خط هيثرو للطيران. قصة هذا الخط غريبة غرابة ما أصاب سودانير من مصائب وليست مصيبة واحدة. فسودانير لعلم الجميع كانت هي شركة الطيران الوحيدة من دول العالم الثالث التي كانت تهبط بمطار هيثرو يومياً بما في ذلك اي انديا والخطوط الجوية الباكستانية. سودانير بموظفيها وفنييها وعمالها هي من ساهمت في إقامة معظم إن لم نقل كل شركات الطيران في العالم العربي ما عدا مصر للطيران والميدل ايست اللبنانية.

ساهم إداريو وفنيو سودانير في تأسيس الخطوط الجوية المالطية اير مالطا.. والتي تهبط يومياً الآن في كل مطار هيثرو ومانشستر بإنجلترا. كذلك كان لسودانير اليد الطولى في إنشاء عالية الخطوط الجوية الملكية الأردنية. ولا ننسى مساهمة منسوبي سودانير في تأسيس كل من طيران الخليج والسعودية والكويتية. ولكن أين سودانير من هذه الشركات الآن؟ لقد أصاب سودانير ما أصاب السودان عامة من دمار شبه مقصود. ولكن ما حاق بسودانير كان الأصعب والأخطر ويُدخِل من قاموا به دائرة الخيانة العظمى.

كانت سودانير تطير إلى كل من لندن هيثرو وفرانكفورت وباريس واثينا وجنيف والقاهرة وامستردام وروما وجدة والرياض وابو ظبي والبحرين وطرابلس وبيروت وأديس ابابا. تذكرة سودانير يتم قبولها من شركات بان  أميركان وTWA عملاقي الطيران الأميركي والعالمي في سبعينيات القرن الماضي. وقد سافرت بتذكرة مستخرجة  من مكتب سودانير بالخرطوم على الخط التالي: الخرطوم القاهرة لندن مونتريال نيويورك لوس انجلوس شيكاغو نيو يورك ميلانو روما القاهرة الخرطوم. وكانت تذكرة سودانير آنذاك تذكرة برلنتي وكذلك سودانير نفسها كشركة. داخل اميركا ركبت شركة طيران دلتا وشركة اخرى نسيت اسمها بنفس التذكرة المستخرجة من الخرطوم.

في الخطوط الداخلية كان سودانير تغطي خطوط الأبيض نيالا الفاشر الجنينة جوبا واو ملكال بورتسودان ودنقلا. وكانت المطارات ترابية في ذلك الوقت. ولكن كان بسودانير عمالة سودانية محترمة وكانت الإدارة تحمل كل معاني الكلمة. شخصيات مدربة ومؤهلة لأداء الدور المناط بها وكانت تعمل على تطوير وتجويد اداء الشركة. لكن عند قيام الإنقاذ تولى امر سودانير من هم بلا خبرة في المجال. ولا هم بذمة يرعون في سودانير الله والوطن. وجدوها فرصة للنهب المصلّح. قضوا على أخضر ويابس سودانير. قصقصوا أجنحتها ففشلت في الطيران. باعوا أهم خط تبحث عنه شركات طيران عالمية بأبخس الأثمان ولو كانوا يعلمون أو يفقهون في علم الطيران لما باعوا خط هيثرو وكانوا أجّروه لمن ترغب من شركات الطيران.

كان من الممكن إيجار خط هيثرو بنفس ثمنه الذي بيع به لنفس الشركة لمدة عام واحد!! وتكون الشركة المستأجرة للخط سعيدة بهذا الحظ الذي نزل عليها من السماء كليلة القدر. ولكن الجهل مصيبة وادعاء العلم بالشي مع الجهل به مصيبة أكبر. فقد قام ذ لك المتنطع الذي كان أمر سودانير بيده ببيع الخط دون أن يطرف له جفن وصار يختال فخوراً يحكي صولة الأسد وهو لا يسوى هرّاً في عالم الطيران والخبرة فيه. إن لم يكن ذلك الدعيُّ  الأجوف قد قبض عمولة محترمة – نسميها عمولة وهي رشوة- من بيع خط هيثرو فما هي الفائدة التي جنتها سودانير من بيع ذلك الخط المهم؟ هل إشترت قيمة الخط طائرة جديدة لسودانير او حتى مستعملة؟ كلا بل دخلت جيوب الكثيرين أموال من السحت والحرام ينتظرهم العقاب عليه يوم لا ظل إلا ظله.

أما نوام الشعب في البرطمان الوطني فمالهم وخط هيثرو؟ هل تعلمون سبب إثارة موضوع خط هيثرو الآن؟ إنهم يودون تكوين لجنة لتذهب إلى لندن للتقدم بشكوى وهلم جرا! لكن المقصود لا خط هيثرو وإرجاع الخط وإلغاء البيع ولكن للحصول على بدل السفرية بالدولار والإسترليني لا أكثر ولا أقل. وإلا قولوا لي يا نوام الشعب ماذا فعلتم في قضايا الفساد التي أزكمت الأنوف؟ أليس بينكم رجل رشيد يهديكم سواء سبيل الفساد الذي عم البدو والحضر؟

لماذا لا تثيرون قضايا الأراضي التي صارت قوائم الملاك تملأ الأسافير والصحف العاليمة؟ هل لأن الأسماء التي وردت كبيرة على المحاسبة أو فوقها؟ وما هي مهمتكم والغلاء والمرض يطحن الأغنياء قبل الفقراء؟ وانهار التعليم من ألفه إلي يائه وأصبح العلاج هو رابع المستحيلات! يعني خلاص بقت على خط هيثرو أم وراء الأكمة ما وراءها. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك


Wednesday 18 June 2014

السودانيون ونقل الملاريا إلى مصر!

السودانيون ونقل الملاريا إلى مصر!

جاء في الأخبار المصرية في كل الميديا من صحف ومحطات فضائية ومحطات التواصل الإجتماعي أن السودانيين ينقلون عدوى الملاريا لمصر. ملاحظة بسيطة الملاريا ليست وباء ينتقل بالعدوى كالأوبئة المعروفة. لكن الجهل مصيبة. إن الجهل المصري جهل مركب وتجاه السودان يمكن أن تقول عليه مكعّب. فكل ما يأتي من السودان معيب حتى ولو ثبت العكس.

هل نلوم المصريين على جهلهم بحالة السودان مما جميعه .. تاريخ جغرافيا حضارة وهلم جرا؟ لا أظن أن لدينا الحق في ذلك. فالقلب وما يهوى فهم يهوون شمالهم الجغرافي لأسباب في نفس يعقوب المصري وهذا حقّهم. لكن نسال أنفسنا لماذا نحن نتبعهم ونسبِّح بحمدهم بكرة وأصيلا؟ لماذا نعطيهم الحق والزائد بدون مبرر واضح؟

مصر وخاصة جنوبها مكان موبوء بالملاريا والبلهارسيا وكل الأمراض والأوبئة المستوطنة وتشمل كل أمراض المناطق الحارّة. ومن أبجديات الصحة والطب التي يعرفها الراعي في أطراف أم طرقاً عراض أن الملاريا تنقل بواسطة الباعوض ولكن ليس كل الباعوض. أنثى الأنوفليس المعروفة. والتي قال عنها أحد اصدقاؤنا الظرفاء عندما زار هولندا وشاهد القنوات المائية الكثيرة، قال: "حقّو الواحد يجيب كم أنثى أنوفليس من السودان ويفكها في أمستردام حسادة ساكت". فبدون أنثى الأنوفليس فلن تنتقل الملاريا.

هذه البعوضة معشعشة وبانية طابقين في جنوب مصر من زمن الفراعنة ولم يتصدر تصديرها لهم من السودان. والمرض نفسه منتشر في مصر مع البلهارسيا ولم يتم إستئصالهما حتى اليوم، فكيف يدعي جهلة المصاروة أن الملاريا ينقل عدواها السودانيون الذين يعملون في التنقيب العشوائي للذهب في قرى مصر الجنوبية؟

البحث عن شماعة لتعليق الأخطاء عليها سياسة استوردناها من مصر مثل ما استوردنا منها كل شئ فاسد وسيئ حتى ورق التواليت. فشلهم في مكافحة الملاريا والبلهارسيا جعلهم يبحثون عن شماعة يعلقوا عليها هذا الإخفاق المذري. دائماً الحيطة القصيرة السودان متوفر تحت اليد وهو لا بواكي له. لو لاحظ الواصلون في مطار القاهرة كيفية معاملة السودانيين لعرفوا كم هي قيمة السوداني عند المصريين من رئيسهم وحتى أصغر باشبوزق يحرس عمارة في عابدين. إنها نظرة دونية لم نجد لها سبب ولا مبرر إلا العقلية الجوفاء وعدم معرفتهم بالسودان والسودانيين طبعاً وطبائع.

زارت فنانة ممثلة مشهورة الخرطوم وشاهدت ملتقى النيلين – المقرن- قالت مندهشة: يا خراشي دا انتو عندكو نيل أكبر من نيل مصر!! هو النيل بجيلكو من مصر مش كدا؟ رد مرافقها ساخراً نعم يأتينا النيل من مصر. فهل يحق لنا أن نغضب على المصريين الذين مثقفهم لا يعلم أن نهر النيل يجري من الجنوب إلى الشمال؟ لا يجوز لنا أن نغضب من المسؤول المصري الذي فشل في أداء مهمته وعلّق إخفاقه على الحيطة القصيرة شماعة السودان.

لقد سئمنا سماع الأسطوانة المشروخة التي يرددها المصريون صباح مساء نحن أخوات وبنشرب من نيل واحد. نقولها لهم نحن لا نشرب من النيل مثلكو.. عندنا حفاير وآبار وعِد زي عِد الفرسان.. ولهذا هذه خرافة أكلتم برأسنا حلاوة كما تقولون.. لن نطالبكم بمعرفة السودان كما نعرف نحن مصر ولكن نطلب منكم أن تحلوا عنا وتتركونا لحالنا ولا تحاولوا جعلنا السبب في كل ما يصيبكم من شر. أما عن السودانيين الذين يموتون في حب مصر ودباديب مصر فلهم نقول بخيتة عليكم مصركم وربنا يهني سعيد بسعيدة. ونحن مع سد النهضة. حلاليب وشلاتين وأبو رمادة كلها سودانية وحلفا القديمة كمان. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
قناتي في اليوتيوب

Tuesday 17 June 2014

بين التحالف المعارض والبشير والترابي

بين التحالف المعارض والبشير والترابي

دعت إذاعة البي بي سي البريطانية الشهيرة لحوار مفتوح مع مستمعيها بالإجابة على 4 أسئلة طرحتها وتريد رأي المستمع الكريم فيها. لم نتمكن من المشاركة في الحوار لظروف البرنامج. ونحاول هنا  عرض وجهة نظرنا المتواضعة حول ما سألت عنه البي بي سي. أما الأسئلة التي طرحتها الإذاعة البريطانية فهي:

1- ما رأيك: هل اصاب التحالف المعارض ام أخطأ برفض الحوار الوطني؟

2- وهل يمكن ان ينزع مثل هذا الحوار فتيل الخلافات السياسية في السودان؟

3- ما هي الخطوات التي تنتظرها من الحكومة السودانية لدعم الحوار الوطني؟

4- وماذا عن التقارب بين البشير والترابي، كيف يؤثر على فرص نجاح الحوار الوطني؟


1-   مع رأينا في التحالف المعارض أنه لن يفعل شيئاً لأنه بناء كرتوني أكثر منه تنظيم صلب، ولكن لخبرتهم وخبرة الجميع في التعامل  البشير وحكومته فقد اجمعوا على رفض الحوار مع المؤتمر الوطني، وهذه حسنة واحدة يمكن أن تحسب لهم، غير تلك الأحزاب الكبيرة التي إندلقت خلف سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. لكن المطلوب ليس رفض الحوار مع الحكومة او قبوله المطلوب معرفة ماهو الخيار البديل للتحالف المعارض؟ ما هي إمكانية التحالف المعارض في اسقاط الحكومة. ما هي الوسائل التي يمتلكها التي تحقق له غرضه باسقاط الحكومة؟
التحالف لا يملك مقومات ولا وسائل عينية لاسقاط النظام. ربما يمتلكون حناجراً يطلقون منها معسول القول الذي لا يقدم ولن يؤخر شيئاً مما تقوم به الحكومة التي هي بالتالي سادرة في غيِّها لا تعبأ بما يفعله التحالف المعارض او يتركه. فهي تعلم علم اليقين ان التحالف المعارض ليس ندّاً كفؤ لها. ولهذا لن تعيره إلتفاتة فهي تعرف خباياه واسراره كما تعرف باطن كفِّها. كما تعرف مكامن ضعفه ومكامن قوته إن كانت له مكامن قوة.

2-   الحكومة أول من يُفشِل هذا الحوار بعدم إلتزامها بتنفيذ النقاط الأربعة التي وردت في خطاب البشير. وقد قدّمت الحكومة ممثلة في جهاز الأمن والمخابرات الوطني خير مثال لنقض العهود. كما أثبت جهاز الأمن أنه دولة داخل الدولة ولا يخضع لأوامر رئيس الجمهورية. وستظهر لنا الأيام القابلة إن كان جهاز الأمن سيصمت تجاه ما يسمونه تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة للصحف! وأتت رياح الأجهزة الأمنية بما لا يشتهيه سفِن الحوار الوطني. أغلقت سلطات الأمن أكثر من صحيفة ليوم أو أكثر وصادرت عدة صحف بعد طباعتها من داخل المطبعة.. فأين هذا التصرف من الحوار الوطني.

3-   ربما يريد الرئيس وبعض خلصائه مخرجاً من عنق الزجاجة الذي ادخلوا نفسهم فيه ولكن جهاز الأمن والمخابرات الوطني لديه سلطات عليا يعرفها الجميع وكلمته هي الكلمة الأخيرة لاسباب لا يجهلها المتابع والمراقب. وعليه ما سيصير هو ما يرضي أجهزة الأمن وغير ذلك لن يكون له نصيب من النجاح مهما كان دوره في تحقيق الحلم. إن المادة 67 التى تبيح للاجهزة الأمنية إعتقال الأفراد لا تزال قائمة وأنّها أساساً مادة غير دستورية وتخالف الدستور الذى وقع عليه رئيس الجمهورية وكل كلمة قالها في لقاء الحوار. فكيف يقوم الحوار وينجح وسيف هذه المادة مسلّط على رقاب من يتخطون الخطوط الحمراء التي يتحدثون عنها! من فضلكم ورونا الخطوط الحمراء بوين عشان نبراها وما نتخطاها.

4-   ببساطة شديدة وسهلة تلتزم الحكومة بتعليمات الرئيس في تحقيق النقاظ الأربعة التي وردت في خطابه. وبعدم تنفيذها حرفياً ولكن اللجوء لكلمة بنص القانون أو حسب القانون فستكون الحكومة قد فقدت مصداقيتها حتى مع من توالون معها. لأن كلمتي (بنص القانون) و(حسب القانون)  يفسرهما جهاز الأمن والمخابرات حسب قانونه الخاص والذي يبيح له أن يفعل ما يريد أن يفعل غير ملتفت لما قاله الرئيس. وها قد حدث ما لم يكن في الحسبان؛ حيث القت السلطات الأمنية القبض على رئيس حزب الأمة بتهم الحكم بالإعدام احد خياراتها ولكن وبدون سبب معقول او قل مقبول فقد تمّ إطلاق سراح رئيس حزب الأمة. ألا ترون تناقضاً في هذه التصرفات مهما كانت الدواعي والدوافع والمسببات؟

5-   هذا التقارب بين الشيخ والرئيس هو كارثة الكوارث بالنسبة للوطن. ففي هذه المرة سيتربصون كل بالآخر الدوائر. وكما نقول بالسوداني كل منهم يفكر بأن يتغدى بالآخر قبل أن يتعشى به ذلك الآخر. وربما يكون التقارب هو القشّة التي ستقصم ظهر بعير الحوار الوطني. وربنا يستر الا تقصم ظهر الوطن الذي لم يبق فيه حيل للشدائد بين الرئيس والشيخ الترابي!

كباشي النور الصافي

قناتي في اليوتيوب