Friday 6 June 2014

عدم كفاية الأدلة يا غازي

عدم كفاية الأدلة يا غازي

هذا تعبير قانوني معروف، به يطلق سراح المتهم الذي هو برئ حتى تثبت إدانته من جهة أخرى أو بأدلة أخرى، (ما تخرش المية كما يقول المصريون). وبناءً على هذه العبارة تمّ (التستر) على بعض الموقعين على مذكرة ال31 التي على رأسها غازي صلاح الدين. عبارة التستر وتطبيق التستر نفسه ثقافة إخوانية ليست جديدة يستخدمونها مع فقه الضرورة متى ماكانت لها حاجة.

أشهر حالات التستر تلك التي عندما ذهب البشير للقصر رئيساً وذهب الترابي للسجن حبيساً. مع أن النكتة لم تنطل على الكثيرين ولكنها كانت فاتحة (خير) لربع قرن من الزمان من التستر في كثير من أمور الوطن والمواطن. والأيام حبالى يلدن كل عجيب في دهر البشير ومتستريه. لو اردنا إيراد حالات التستر التي تمت لاحتجنا لكل الباندويدث للشيخ قوقل.

قال الدكتور عبد الله البشير: أنهم بنوا العمارات في كافوري من دخل دكان حلاقة ونصيب 30% من بقالة في ضاحية الرياض بالخرطوم. أليس هذا تستر يستوجب مواجهة كل أصحاب دكاكين الحلاقة في السودان وملاحقتهم بالضرائب الكافية لأنهم مكاسبهم كبيرة ولكنهم لا يبدونها في إقراراتهم الضريبية في نهاية العام الضريبي. أمام مصلحة الضرائب مهمة عسيرة ولكنها مفيدة. عليها باستجواب عبد الله البشير بناءً على ماقال ومطالبته بالضرائب على السنين التي لم يدفع فيها ما كان يجب عليه دفعه. وإلا سيكون عبد الله البشير هو كبير المتسترين وبالأحرى المتهربين من دفع الضرائب ويطال الأمر منسوبي الضرائب المسؤولين عن دكاكين الحلاقة والبقالات.

من ناحية أخرى يجب مساءلة عبد الله البشير عن كيفية حصوله على تلك القطع من الأراضي لأولاده وبناته بمعدل 3 و4 قطع للبنت والولد على التوالي؟ هل إشتراها من دخل دكان الحلاقة والبقالة أم مُنحت لهم لأنهم أقرباء الريس؟ القانون الحزبي مفصّل لمحاسبة من لا ظهر لهم مثلك يا دكتور غازي! وأفهمها بأه.. فصلك من الحزب دون جريمة غير اختلاف الرأي ألا يعادل حصول نسيب الرئيس نور الدائم إبراهيم على  42 قطعة أرض بولاية الخرطوم؟ إن جريمة نور الدائم إبراهيم زوج شقيقة الرئيس تعادل الطرد من الدنيا بأمر الله وليس الطرد من الحزب فقط. لكن العنده ضهر مابضربش في بطنه. وأنت لا ظهر لك فارعى بقيدك.

سمعنا وليس من سمع كمن رأى، ولكن في النهاية رأينا، عمارات كافوري تقوم في زمن وجيز وبأبهة لا تتناسب ومداخيل مالكيها، سمعنا أن هنالك قرض من دولة أجنبية بقيمة 5 ملايين دولار لقيام مجمع النور في مدينة الخرطوم بحري، وأن الضمان لسداد القرض مقدّم من بنك السودان المركزي ووزارة المالية السودانية. ولا أظن أنني أحتاج لأشرح كيف بنيت الفيلات الفارهة في كافوري أو حوش بانقا كما أطلق عليها الظرفاء؟!

الأسماء التي وردت في مذكرة ال31 من ضمنها العميد محمد إبراهيم، ذلك الرجل الذي أعلن هو ومؤيدوه على رؤوس الأشهاد أنهم سيعملون على اسقاط النظام عنوة وهلم جرا! الغريب أنه لم يعامل كمعاملة دكتور غازي صلاح الدين. ولا أظنك إلا عارفاً للسبب بكل تفاصيله! كل من وقّع على المذكرة يتساوى والآخرون في الجرم، فليس هنالك توقيع درجة أولى وتوقيع درجة تانية على حسب رأي البانكرس. ولكنهم وبناء على سياسة التستر والغتغتة فصلوا الموقعين لعدة أجزاء، هنالك المغضوب عليهم وبلا حماية من أمثال غازي صلاح الدين. وهنالك من دفنوه معهم سوا كما يقول ابناء النيل من أمثال صلاح كرار. وثالثة الأثافي أمثال العميد محمد إبراهيم الذي ينطبق عليه القول الدارجي: (أبو القدح بيعرف محل يعضي أخاه). وكلهم ينطبق عليهم القول: (دا في الدبة ودا بدبّى). فيا دكتور غازي عليك بتطبيق المثل المصري الشعبي القائل: (الريح إن كان عالي وطيلو وعدِّي) ولا تنسى مضارفة المؤمن على نفسه حسنة. وتذكّر قول الرئيس عن فاروق أبو عيسى واللبيب بالإشارة يفهم. (العوج راي والعديل راي).

كباشي الصافي
قناتي في اليوتيوب

No comments:

Post a Comment