Thursday 5 June 2014

الكودة المنبوذ وحركة المذبوح

الكودة المنبوذ وحركة المذبوح

من مِنّا لا يعرف مبارك الكودة.. المجاهد الذي لا يُشق له غبار.. المتطرِّف الأول من زمرة أصحابه.. أصلب العناصر لأصلب المواقف حتى اشتكت شركات الحديد والصلب من الخدمات البريدية التي تُسلِّم بريدها لمبارك الكودة بدلاً عنهم لأنه أصلب العناصر ولا حتى صلب مثلهم! كان له مكاناً بعد التطرُّف. لا يشق له غبار ولا يستمع للرأي الآخر. لا يعرف مقولة الإمام الشافعي المعروفة: (رأينا خطأ يحتمل الصواب ورأي غيرنا صواب يحتمل الخطأ ومن أتى بأفضل مما قلنا لقبلناه). ولا أظنه سمع بقولنا: (العوج راي والعديل راي). كان رأيه صواباً دوماً. كان حديثه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لهذا عندما إستُعمِد (صار معتمداً) في بدايات الإنقاذ رفضته جماهير الحصاحيصا الأبية لاستبداده وكهنوته وطردته ؛ فاستبدلوا له الحصاحيصا بمحلية القضارف.. وقال له مواطنو القضارف كان أخير ليك الحصاحيصا ورفضوه رفضة رجل واحد وطردوه من قضارفهم كما يطرد البعير الأجرب من المراح السليم.

هل كان أعمى ينفذ سياسة حمقاء أُجبر على تنفيذها؟ هل كانوا يحملون له سوطاً ويأمرونه فيُطيع؟ ألم تكُن له الحرية والخيار أن يغادر هذه المركب التي لا تشبهه؟ إنها تشبهه الخالق الناطق.. وإلا لماذا مكث عقدين من الزمان وسط هذه الزمرة التي يصفها الآن بكل سئ وخبيث؟ عند اختلافه مع كبير المفسدين والي الخرطوم السابق المتعافي هدد وأرغى وأزبد بأنه سيكشف المستور ولكن تمخض فيله فولد فاراً!! ماذا حدث هل كان في فيه ماء فصمت عملاً بالمثل العامي (دابي في خشمو جراداية ولا بعضي). أم هددوه بكشف المستور عنه لو حاول أن يلعب بالنار وستحرقه كأول كرت، فآثر الرجل النجاة وصمت مكرهاً أخوكم لا بطل؟

يقول الكودة في حديثه الأخير لصحيفة سيّارة كلاماً يناقض بعضه البعض من الواقع الماثل أو مثُل أمام ناظرينا. يقول أنه لم يكن يتلقى أي خطة بل كان يعمل بطريقته الخاصة أي كما يقول الإنجليز بمبدأ Trial and Error يعني (يا صابت يا خابت). فكيف تعمل لوحدك وأنت ترس في آلة كبيرة تسمى الحكومة تليها آلة أخرى تسمى الحكومة الولائية؟ ألا تتق الله يا الكودة؟ كيف تعمل مع حكومة لا إستراتيجية لها بل تعمل برزق اليوم باليوم؟ هل كنت تعرف وصمت من أجلك مصلحتك وهذه مصيبة؛ أو لا تعرف وهنا الكارثة لأنك تبؤأت منصباً غير مؤهل له فصرت كالثور في مستودع الخزف تتعلم الحجامة في رؤوس اليتامى!!

متى عرفت يا الكودة أن الإنقاذ باطل بُني على باطل؟ اليوم فقط أم منذ أيامها الأولى؟ خيارك بالعمل معها وأنت جزء منها يؤكد أنك تعلم أنها باطل وبُنيت على باطل ولكنك عملت فيها وتعاونت معها من أجل مصلحتك الشخصية وعندما لفظت الإنقاذ كما تلفظ النواة جئت تتباكى على مجد مفقود عملت على استرداده بشتى السبل ولكنك صرت كرتاً محروقاً لم يأبه بك أحد. كل ما قام في الإنقاذ هو باطل وكنت مشارك فيها بكامل وعيك فلماذا لم تتركها قبل أن تتركك وترمي بك في مزبلتها يا كودة يا متحلل؟ الكلام النظري لا يفيدك الآن فأنت مساءل مساءلة كاملة عما كان وما صار من الإنقاذ في حق الوطن والمواطن. لن تهرب من المركب في اللحظات الأخيرة، فأركز لتحمُّل مسؤوليتك كاملة مثل ما قبضت حقك من الإنقاذ كاملاً غير منقوص.

أكاد أجزم أن مبارك الكودة  فقد عقله السياسي.. فكلامه كلام من لا يعي ما يقول. حديثه عن الإسلام السياسي الذي أتى به ولولا هذا الإسلام السياسي لكان نكرة مثل غيره من النكرات التي يذخر بها الوطن. فكيف تبصق في الإناء الذي أكلت فيه ما يفوق الأربعة عقود من عمرك السياسي الفاشل المديد؟ إنها خسة ودناءة أن يتحوّل الإنسان 180 درجة ولكن الكودة لم يقف عند هذا الحد بل يتعداه ليصف ما كان يؤمن به بأنه فساد وباطل وهلم جرا؟ هذه قشرة الحقيقة ولن تمر على ذي نُهى. فقد كنت من أعمدة الباطل ونلت من الحظوة بسببه الكثير مما لم ينله من يفوقونك مقدرة وعلماً وكفاءة فكيف تتبرأ  منه؟ إنه مصيرك وقدرك المكتوب وستظل تحمل هذا العار مهما تحللت وحججت مرتين في العام.

مبارك الكودة التناقض يسير على قدمين. يتحدث عن إستغلال البسطاء باسم الدين!! كيف ألم تكن ترفع سبابتك وتسب الناس وتداهن باسم الله؟ على من كنت تضحك على نفسك أم على البسطاء؟ الم تكن تعلم أن الله يرى ويسمع؟ أم كنت في سكرة السلطة والجاه الذين أعميانك عن رؤية الحق وانغمست في الباطل حتى أذنيك؟ وماذا تعني بالتحلل؟ كيف تتحلل من شئ كنت تمارسه بوعي كامل وغير مُجبر عليه، وبعد فقدك لجاهه وسلطانه تقول تركت الإسلام السياسي! أنت جزء من الإسلام السياسي بل أنت الإسلام السياسي الإنتهازي فانتظر يومك والصقر إن وقع كتر البتابت عيب. نواصل (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
قناتي في اليوتيوب

No comments:

Post a Comment