Monday 25 April 2016

فلنترك حرب حلايب ونجرِّب غيرها

فلنترك حرب حلايب ونجرِّب غيرها

بلغ السيل الزُّبي كما يقول المثل المعروف ولهذا تجد الآن الكثير من السودانيين يقولون: (فلنحارب مصر من أجل حلايب وأخواتها). ولكننا نقول لهم مثلاً آخر يقول: (حلّاً باليد ولا حلّاً بالسنون). فلنجرِّب الأسلوب المعروف بالسهل الممتنع ونرى النتائج ونقيِّمها وبعدها لكل مقام مقال. لماذا لا نجرِّب الآتي:
1-    إيقاف تصدير اللحوم حية ومذبوحة. ويمكننا فتح أسواق كثيرة جديدة لتغطِّي ذلك الصادر.
2-    إيقاف تصدير السمسم والكركدي إلا عبر خطابات إعتماد معززة من بنك درجة أولى.
3-    وقف إستيراد السلع الهامشية من مصر كالحلاوة والبسكويت وأوراق التواليت.
4-    إلغاء إتفاقية الحريات الأربعة الموقعة مع مصر من جانب السودان فقط.
5-    منع المصريين من العمل بالسودان.
6-    المطالبة باسترجاع مساحة 150 الف كلم مربع صارت من ضمن بحيرة السد العالي.
7-    مطالبة مصر بتعويض لاستخدام البحيرة أعلاه لمدة ال45 سنة الماضية.
8-    إستغلال كمية ال10 مليار متر مكعب ماء من حصتنا والتي تذهب سنوياً لمصر.
9-    مطالبة مصر بالتعويض عن ال570 مليار متر مكعب ماء ذهبت لمصر من حصتنا في مياه النيل خلال الفترة من 1959 وحتى اليوم.
10-                        بعدم مقدرة مصر على التعويض لما ورد في (9) أعلاه يتم خصم 10 مليار متر مكعب ماء من حصة مصر سنويا لمدة 57 سنة قادمة لتستنفع بها الأجيال السودانية القادمة.
11-                        البدء في إقامة سدود وخزانات تستوعب كميات المياه السودانية لاستخدامها في الأغراض المعروفة.
12-                        البدء في توصيل المياه للشرق والغرب غرب أنابيب مياه لتسقي المناطق العطشى هناك.
13-                        التوقيع على إتفاقية عنتيبي لتقسيم المياه والتي ستحفظ للسودان حقه للأجيال القادمة في ظل زيادة السكان المتوقعة.
14-                        تأييد إثيوبيا لإقامة سد النهضة وأيّ سد  جديد ترى  أنها ستكون في مصلحتها الاقتصادية على أن يكون للسودان نصيب معلوم في المياه المخزنة في السدود التي تقيمها إثيوبيا.
قد يقول البعض وماذا عن مصالح السودانيين المقيمين أو العابرين أو المسافرين لمصر؟ وأنهم سوف يتضررون من مثل هذه المعاملة وربما تعاملهم مصر بنفس الصورة. يقول المثل: (كان ما بطّلت غرض ما بتقضي غرض). والغرض الذي نود قضاءه هو مصلحة الوطن وجلّ سكانه والذين في مصر أقلية يمكنهم تدبير أمرهم كما فعلوا في مصر.

ومن معلوماتنا عن السودانيين في مصر فهم ليسوا في حاجة لمصر وربما العكس فمدخرات السودانيين بمصر تُحسب بمليارات الدولارات وعدد الشقق المملوكة لسودانيين في مصر تُحسب بعشرات الآلاف ولا تجرؤ مصر على معاقبة السودانيين المقيمين فيها جراء تصرُّف حكومة السودان وإلا لأنهارت أسعار العقارات في مصر لو قرر السودانيون بيع ممتلكاتهم ومغادرة مصر لأي جهة كانت. ولو سحب كل السودانيون مدخراتهم من البنوك المصرية لأنهار الجنيه المصري أكثر مما هو منهار الآن، فليطمئن الذين يحسبون حساباً للسودانيين المرتبطين عضوياً بمصر.

فلنجرِّب فربما تكون في صالحنا ولنقم بالفعل ولا ننتظر ردّ الفعل كل مرة. (العوج راي والعديل راي).

Sunday 24 April 2016

فلنترك حلايب لمصر ولكن ..

فلنترك حلايب لمصر ولكن ..

عندما حرّك عبد الله خليل جيوش السودان لاسترداد حلايب في العام 1958 كان يحكم مصر حاكم عاقل من وجهة نظرنا ولكنه مجنون من وجهة نظر بريطانيا واميركا. إنّه جمال عبد الناصر. كان الرجل مكروهاً من قبل الغرب لما فعله بهم من مكايد وهلمجرا. وكان الرجل ذو بصيرة نافذة ويعلم أن أي خطوة ضد السودان في ذلك الوقت ستضر بمصر. ولهذا سحب جنده وترك حلايب مشكلة معلقة. كان وضع السودان آنذاك وضعاً محترماً بين دول العالم التالت وله إحترام كبير من قبل الدول الكبرى ساعتها.

اليوم اِنعكس الوضع 180 درجة وصار السودان هو (القندول الشنقل الريكة) وهو مكروه من كل دول العالم الاول بلا استثناء. وعليه إن دخل في حرب فلن يجد نصيراً وقد خسر إيران بجرة قلم. وليس له من القوة العسكرية ما يضاهي قوة مصر العسكرية خاصة وأنه يخوض حرباً في ثلاث مواقع داخل الوطن. ولن تجد الحكومة تأييداً شعبياً عملاً بنظرية (ليس حُبّاً في علي ولكن بُغضاً لمعاوية).

لا يختلف إثنان أن مصر تحتاج السودان 100 مرة أكثر مما يحتاج السودان مصر الآن. ولمصر أطماع كبيرة في السودان خاصة من ناحية الماء والغذاء. ويعتبر المصريون أن السودان هو صمام الأمان لأمنهم الغذائي. وعليه يمكننا أن نعتبر أنفسنا أننا نمسك مصر من (يدها البتوجعها).

فلنترك حلايب وشلاتين و أبو رماد لمصر مقابل أن تبتعد مصر عن أي فكرة استثمار زراعي في السودان وألا يأتوا طالبين أراض زراعية ليزرعوها مهما كانت إغراءاتهم ونقول لهم اذهبوا وازرعوا حلايب وشلاتين وأبو رماد. نوقف استيراد البضائع الهامشية التي تأتينا من مصر وتميل بالميزان التجاري لصالح مصر وهي سلع لا يستخدمها 90% من سكان السودان.

وفي الجانب الآخر نقف مع إثيوبيا بصراحة ووضوح في مشكلة سد النهضة نكاية في مصر ولتتعامل مصر مع إثيوبيا مباشرة لحل مشكلتها بخصوص قيام سد النهضة. نحاول جهدنا أن نزرع أكبر مساحة ممكنة مروية للإستفادة من نصيبنا من مياه النيل ونزيد عليه (شوية) لإزعاج مصر وتحقيق بعض أهدافنا الزراعية لتأمين الغذاء لمواطنينا وللتصدير إن أمكن. ونترك الكرة في ملعب المصريين فماذا يختارون؟ (العوج راي والعديل راي). نواصل ...

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Saturday 23 April 2016

جامعة الدول العربية وندى القلعة

جامعة الدول العربية وندى القلعة

العنوان غريب أليس كذلك؟ وما هو أغرب أن ندى القلعة لا تعرف ماهي الكليات بجامعة الدول العربية ولا المواد التي تدرّس بها وهل بها كلية طب أم لا! ولا اسم مدير الجامعة ولا عمداء الكليات. وبهذه المناسبة أنا ذاتي ما عارف الكليات التي بجامعة الدول العربية.. اللهم إلا كليتي الشجب والإدانة لأنهما أبرز كليتين بالجامعة منذ زمن الشقيري.

شاهدت الفيديو التشادي الذي يُظهر الحفاوة والاستقبال للفنانة الشابة ندى القلعة من الجمهور الذّوّاق من الإخوة الأشقاء التشاديين. ومن قبلها كلنا يعرف حرارة استقبال كل من عبد القادر سالم ومحمد وردي في غرب أفريقيا وشرقها بالذات. فالذين زاروا أديس أبابا وإثيوبيا عموماً يقولون أنه يندر أن تمر على مقهى فيها ولا تجد أغنية للفنان محمد وردي تذاع حينها.

وفي زيارة للكاميرون للفنان محمد وردي جاء رجل غني ومشهور في دوالا باسرته وجلس أمام الهوتيل حيث ينزل الفنان محمد وردي واقسم ألا يغادر مكانه مالم يذهب معه الفنان وردي لمنزله ويتناول معه وجبة الغداء .. ولشهرة الرجل وصيته وافق الفنان وردي وجماعة البروتوكول على طلب الرجل.

سقت هذه الأمثلة البسيطة لأدلل على أننا نسلك الطريق الخطأ في متابعتنا للدول العربية والجري خلفها بدون طائل. فهم لا يعطوننا حقنا بل ينقصون كيلنا بما يزيد عن كيل بعير وهو كيل يسير. قالت فنانة لبنانية نسيت اسمها عندما طُلب منها التحكيم في مهرجان غنائي يشارك فيهو سودانيون، قالت: أنا ما بفهم في اللغة السودانية وهذه ببساطة تعني أن السودانيون يتكلمون لغة أخرى غير اللغة العربية. أو أن الفنانة الحصيفة لا تعرف الفرق بين اللهجة واللغة وهنا المصيبة أعظم.

سكان غرب افريقيا وشرقها يفوق تعداد سكان الدول العربية مجتمعة بملايين النسمات بما فيهم مصر. ويؤسفني أن أقول أننا نعلم بالقول الشائع: (.....  بريد خانقه) وإلا قولوا لي بالله ماذا نريد من هذه الدول التي لا تتفق على رأي واحد في أي قضية. وقد اِنطبق عليهم قول سيدنا عثمان: (والله لو قتلوني لما اجتمعت لهم كلمة حتى قيام الساعة). ومانراه الآن هو تطبيق عملي لدعوة سيدنا عثمان أو مقولته الشهيرة عندما همت تلك المجموعة بقتله.

إنني ارى أن الإندغام مع أفريقيا والتماهي في العلاقة مع شعوبها ستكون ذات فائدة لنا أكثر مما نجده من علاقتنا مع العرب. يجب ألا ينظر الفرد منا لمال الدول العربية فكل ما يعطوننا له يخلصونه (تالت ومتلت) ونحن لسنا في حاجة لأموالهم لو استغلينا مواردنا بالطريقة الصحيحة وهذا موضوع يطول، فهلا ريحتمونا من هذه الدويلات التي صارت دولاً بمقدار ما تملك من دولارات؟ (العوج راي والعديل راي)

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Thursday 21 April 2016

أين أنت يا غندور الخارجية؟

أين أنت يا غندور الخارجية؟

نقلاً عن الأسافير قال عادل الجبير وزير خارجية السعودية: (السعودية ستساعد مصر في ترسيم حدودها الجنوبية بما يحفظ حقوقها الجنوبية في حلايب وشلاتين).

قال سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة: (أن منطقتي حلايب وشلاتين مصرية كانتا تحت الادارة السودانية ) ..... !!! أه.

سؤال (1) لوزير خارجية السعودية: لماذا تحكم من كلام المصريين فقط وتقول بأن لمصر حقوقاً في حلايب وشلاتين؟ ألم تسمع قول الرسول (ص): (إذا جاءك أحدهم وقد فُقأت عينه فلا تحكم له فلربما فقأ هو عيني صاحبه؟). هل سألت السودان عن (إدعائه) بأن حلايب وشلاتين وأبو رماد كلها سودانية وليس كما تزعم مصر؟

سؤال (2) لسعادة سفير المملكة في مصر: أين درست وعلمت من تاريخ وجغرافية السودان ومصر أن منطقة حلايب وشلاتين مصرية كانت تحت الإدارة السودانية؟ هل منذ أن عرفت الدبلوماسية زرت جامعة درهام ببريطانيا واطلعت على خرط السودان الإنجليزي المصري لتعرف مدى صحة قولك من خطله؟ أم أنكم ترمون الحديث على عواهنه إرضاءً لمصر أم الدنيا التي تطلبون ودّها؟

سؤال (3) لوزير خارجية السودان: لماذا لم تستدع سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم وتطلب منه توضيح موقف بلاده تجاه تصريحات هؤلاء المسؤولين وتدخلهم في شأن دولتين لا علاقة لهما به؟ هل ينطبق عليكم القول: (دابي في خشمو جراداية ولا بعضي) ولا كيف؟

سؤال (4) للسيد عمر البشير رئيس الجمهورية: أما آن الأوان أن نبحث لنا عن طريق غير ما يسمى الجامعة العربية؟ هل كل ما قمت به تجاه السعودية من قطع للعلاقات الدبلوماسية مع إيران وإرسال الجنود السودانيين إلى اليمن عاصفة الحزم والإشتراك في (مصيبة) الشمال في سوريا ألا يكفي هذا كله مع زياراتك المتكررة للمملكة طالباً ودّها أن تضع لنا المملكة العربية السعودية قيمة وتحفظ لك ماء وجهك؟

بفقدنا الإنضمام لدول الكومونويلث البريطانية وانضمامنا إلى الجامعة العربية خسرنا الدنيا والآخرة في السياسة. فالجامعة العربية لا تقدِّم ولا تُؤخِّر ولا تساعد ولو بالقليل سوى بيانات الشجب والإدانة. فهزيمة كل دول العرب أمام دولة إسرائيل بملايينها الثلاث سبباً كافياً يوضح أن العرب لا فائدة ترجي منهم في المنظور القريب.
علينا الإنكفاء على أنفسنا لنكفي أنفسنا شر المذلّة الواضحة من الجميع (القدرنا) والأقلّ منا قدراً وقيمة. ولا نهتم بما يجري حولنا طالما كان خارج بلدنا ونعمل يداً واحدة لتطوير البلاد وتحقيق رفاهية شعبنا وهي تكمن في الداخل وليس من (عطية المزيِّن) التي تأتينا من العرب وكأننا نتسولهم وقد نسوا كل ما قدمناه لهم ذات يوم. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي من فضلك واشترك فيها
http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk




Wednesday 20 April 2016

بين البترول والزراعة

بين البترول والزراعة

حاجات الناس كثيرة كل حسب ما يُسِّر له. ولكن تتفاوت الإحتياجات أو الحاجة لشئ بصورة أكبر من الحوجة لشئ آخر. وسؤالنا هل نحتاج كبشر أكثر للزراعة أم البترول؟ كلاهما مهمان في حياتنا ولكن هنالك الأهم فالمهم. البترول أصبح ضرورة لابد منها لكل البشر ولكن بدرجات متفاوتة ولا ننسى قصة المرحوم الملك فيصل مع كيسنجر عندما أجلسه على الأرض وقدم له ماء في كوز من زير ومعه بضع تمرات. وقال له: (عشت جل عمري على حياة كهذه فهل تقدرون كأميركان الاستغناء عن بترولنا اليوم ولكننا قادرون على التخلي عن كل التكنولوجيا الأميركية). أه

سياسة حكومتنا السودانية شبيه بسياسة البصيرة أم حمد وتطبِّق نظرية رزق اليوم باليوم الشهيرة. كما أن نظرة الحكومة قصيرة للغاية وهي تكتيكية مثل مباريات كرة القدم وليست استراتيجية بعيدة النظر وواسعة الأفق. حتى حساباتهم تتم بالنظرة المطلقة وليست النسبية. ومقارناتهم تتم بضيق أفق وقلة علم ولا يقارنون المتشابهات ولكنهم يعملون بالقول البليد: (أحلى السكر أم أسرع السيارة؟) ولهذا جاءنا البترول وخرج دون أن نعلم عنه شيئاً.

قد يقول قائل أن أعضاء الحكومة و أعضاء التنظيم الحكومي استغلوا البترول لمآربهم الشخصية وحولوا عائداته للتنظيم. نوافقهم مما نرى أمام أعيننا ولكن نقول لو اُستغِلّ الباقي من العائدات لصالح الوطن لكانت الحالة الاقتصادية للبلاد تختلف عما هي عليه اليوم. لدينا كل الإمكانات الزراعية والثروة الحيوانية المطلوبة. ولنقارن بين عائدات المنتجات الزراعية ومنتجات الثروة الحيوانية مع البترول ونحكِّم عقلنا ونرى كيف خسرنا البترول وعائداته والعائدات من المنتجات الزراعية والحيوانية في آن واحد.

صادرتنا تشمل السمسم وسعر الطن في حدود 1,200 دولار. الصمغ العربي وسعر الطن 2,500 دولار. الفول السوداني وسعر الطن يتجاوز الألف دولار. سعر طن صادر اللحوم 5,000 دولار. الشمار ويبلغ سعر الطن 2,000 دولار. ويبلغ سعر طن البترول في أحسن حالاته 700 دولار وليس كما الآن في حدود 204 دولار ونعني خام برنت وليس خام السودان الذي سيكون سعر الطن منه في حدود 150 دولار.
هل من عاقل يفضِّل صادر البترول على صادرات زراعية تكلفتها أقرب إلى الصفر مع إرتفاع تكلفة البترول ومضارة البيئية المعروفة؟ اخترت السلع الخمس أعلاه لتدني تكلفة إنتاجها وكثرة الطلب العالمي عليها. ما زالت الكرة في ملعبنا ونمسك بكل مفاتيح اللعبة لو فكّر ولاة أمرنا بعقلانية وبُعد نظر لمصلحة الوطن والمواطن وليس مصلحتهم وتنظيمهم الحاكم فقط. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Tuesday 19 April 2016

أمنيات البشير والواقع!

أمنيات البشير والواقع!

في حديث جماهيري محضور وفي لقاء تلفزيوني مصوّر ومشاهد في العام 2012 قال الرئيس البشير أن هنالك خطة ألا يحتاج السودان لدولار السوق الأسود وسيكون سعر الدولار بنهاية العام 2013 ثلاث جنيهات فقط. لم أعرف على أيّ أساس بنى الرئيس توقعاته أو أمانيه؟ هل هنالك خطة مدروسة وواقعية قابلة للتطبيق لخفض سعر الدولار وتعافي الجنيه السوداني أم أن الحديث كله تخدير في تخدير؟

الواقع بعد ذلك كذّب أحلام الرئيس وتمنياته. فقد ارتفع سعر الدولار بصورة جنونية حتى بلغ 14.88 جنيهاً في منتصف أبريل 2016. ولا أحد يتوقع  إنخفاض السعر لأنه لا توجد خطة أو مصدر دخل للعملات الحرّة حتى تنخفض قيمتها! لا يتناطح عنزان في (أم طرقاً عُراض) أن حل أزمة العملات الحرّة وبالتالي حل كل أزمات 
السودان الاقتصادية يكمن بلا شك في الزراعة والإهتمام بها وتطويرها وفق أسس علمية ومنطقية.

عندما نتحدث عن الزراعة لا نقول كلاماً مطلقاً ولكن نحدد ماذا نريد وكيفية تنفيذه. ما يريده المزارع العادي أو التقليدي جدُّ بسيط ولكن عائده يفوق التصورات والتوقعات. في بلد به ملايين الهكتارات الصالحة للزراعة مع توفر الأمطار لمدة تتجاوز الست أشهر لا ينبغي للحكومة التفكير أبعد من الزراعة المطرية وتوفير التقاوى المحسنة للمزارع ومكافحة الآفات إن وُجِدت.

المزارع التقليدي ينتج السمسم والفول السوداني والصمغ العربي والكركدي والذرة والبقوليات وغيرها. إنتاج هذه المحاصيل سهل التنفيذ قليل التكاليف ولكنه كبير العائد على المزارع وعلى الدولة في حالة التصدير الصحيح عبر القنوات الصحيحة التي تورِّد عائد الصادر لخزينة بنك السودان لا تهريب السلع بطريقة قانونية وعدم إرجاع حصيلة الصادر للبنك المركزي.

بتوفير المطلوب للمزارع التقليدي كما أوردنا أعلاه وضبط تحصيل حصيلة الصادر من المصدرين ستعود للجنيه عافيته وهنا لا نحتاج لمستثمرين من الخارج عرباً كانوا أم أجانب لأن تكلفة الزراعة تكون قليلة ومقدور عليها بجهد بسيط وبالتالي تحقيق الهدف المراد من توفير العملات الحرة والذي يتبعه انخفاض الأسعار. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Monday 18 April 2016

حوار الحمقى

حوار الحمقى

يقولون: لا تجادل أحمقاً فيخلط الناس بينكما. وليس أسوأ من الأحمق إلا الأحمق مدعي المعرفة وهو أجهل من أبي جهل بسنن الصلاة. ولكن هذا الأحمق الجهلول هو المعني في الحديث الشريف: نافخ الكير. ولكن تكون المصيبة أكبر عندما يتناطح أحمقان. كلاهما يدعي علم ابن خلدون وفلسفة سقراط وهما لا يعلمان أبعد من أرنبة أنفيهما.
لا يقاس الرجل بماله ولا بجماله ولكن بعقله وفهمه وطرق معاملته للناس. فليس كل غني فاهم ومثقف وليس كل جميل شكل بعارف بفنون التعامل مع الناس.. وتكون المصيبة أكبر لو كان ذلك الجهلول المدعي يتطاول على من هم أكبر منه سناً وأعلم منه علماً ويبزونه في كل مناحي الحياة وهو في بعض الحالات لا يعرف الفرق بين الألف وكوز الذرة.

لو أضاف ذلك الجاهل صفة الحسد وهي تكون متأصلة متجذرة فيه إلى صفاته الذميمة فتجده عادة ما يخلط الكيمان بطريقة بليدة تجعله مضحكة للناس دون عناء. ففي محاولته لنشر السئ عن من يحاول التطاول عليهم يهزم نفسه بنفسه لأنه يسئ لنفسه بغث القول وتافه الحديث ويوجهه لنفسه دون أن يدري وذلك لحماقته وجهله.

فإياكم وجدال الحمقى لتكونوا أنتم الخاسرون في نهاية الأمر. فلو لم يصبك برشاش سوئه لظن المستمع أنك ربما الأحمق.. وعليه البعد عن الحمقى أفضل بكثير من التقرّب منهم. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Sunday 17 April 2016

مدثر عبد الحكم علي

مدثر عبد الحكم علي

أتحداكم .. من يذكر هذا الاسم اليوم وقد ورد في الاسافير بالأمس! إنه من نوابغ السودان الذين لهم ربُّ يحميهم .. إنّه أوّل شهادة مرحلة الأساس بولاية شمال دار فور. أن يكون الأول فمثله كثيرون خاصة تلك البنت من كسلا.. ولكنه يتفوّق على غيره أنّه يسكن ويدرس في معسكر للنازحين قهرته وأهله الحرب العبثية في دار فور. حرب جنى من ورائها أحد قادتها مبلغ 11 مليون جنيه إسترليني.. (الجنيه الإسترليني يعادل 1.45 دولار أميركي) وقد ندم من شاهد شيك الدفع على أنّه لم يصوِّره ولكن الصورة موجودة في الحفظ والصون. ونال كذلك منزلاً بكذا مليون جنيه في السودان في ضاحية راقية.. وهذه هي ثمرة النضال المدفوع القيمة لمن باعوا دماء أهلهم رخيصة.
بعد 13 عاماً من الحرب العبثية في دار فور ماذا جنت دار فور وإنسان دار فور؟ ماذا كان الهدف من حرب دار فور؟ والآن بعد كل هذه السنين من الفوضى هل وصلت دار فور وإنسانها إلى المبتغى؟ وهل دار فور اليوم أفضل من دار فور قبل 13 عاماً شوماً؟

لا أظن ذلك فأقلها لم يعد إنسان دار فور آمن في داره ولا في ماله ولا عياله. وحوادث النهب المسلّح التي كانت تطال المسافرين في الفيافي وصلت لمباني البنوك التجارية في قلب سوق مدينة نيالا تاني مدن السودان وأكبر مدينة بدارفور الكبرى! صارت النّهّابون المسلّحون ينهبون بالقرب من منزل معتمد نيالا ويخرجون المتهمين من المحكمة عنوة واقتداراً إلى حيث يريدون.

كم مات من سكان دار فور وكم هجرها ممن هم غير مجبورين عليها ولهم سماوات آمنة لاذوا لها وتركوا المغلوبين على أمرهم من أهل دار فور يعانون الأمرّين. فهل اهتدى المحاربون المغفلون غير النافعين إلى سواء السبيل وجعلوا المواطن الدار فوري المسكين يعيش حياته الطبيعية أم ماذا يريدون بالضبط مما هو حادث في دار فور. أفيدونا أفادكم الله فقد عجزنا عن فهم مقصدكم. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Saturday 16 April 2016

أين الدبلوماسية السودانية؟

أين الدبلوماسية السودانية؟

(‏صرح السفير السعودي بجمهورية مصر احمد قطان .... خلال استضافته في احدي القنوات الفضائية المصرية .....ان منطقتي حلايب وشلاتين مصرية كانت تحت الادارة السودانية )..... !!! أه.

التصريح أعلاه نقلاً من الأسافير ولا غضاضة في ذلك. ولكن لدينا ملاحظات عامة وخاصة. في البداية في مسألة السياسة الخارجية يجب أن يتحدث آل سعود فقط لأنهم أسياد البلد. أمثال قطّان والذي يدل اسمه دلالة كاملة أنه ليس بسعودي كامل الدسم ولكن (مسعود) كنا نرجو منه أن يُسكِّر فمه وألّا يتدخل فيما لا يعنيه. فمسألة حلايب وشلاتين قضية تخص مصر والسودان فما دخله هو كسفير للمملكة العربية السعودية في الأمر؟

ولكنه غير مُلام لأن وزير خارجية السعودية عادل الجبير قال ما معناه أنهم سيدعمون مصر في مسألة حلايب وشلاتين. والشئ بالشئ يُذكر فربما كانت كانت أسرة قطّان لم تحصل على التابعية السعودية بعد عندما طرد عبد الله خليل المصريين من حلايب. وكذلك ما زال أهل الجبير بدو يتنقلون في فيافي المملكة الفقيرة آنذاك ولا يعرف شيئاً عن حدود الدول المستقلة حينها.

لكن ليس هذا هو المهم فالأهمّ منه هو صمت القبور الذي انتهجته الدبلوماسية السودانية حيال تصريحات وزير الخارجية السعودي وسفير المملكة في القاهرة. أبسط قواعد العمل الدبلوماسي تفترض إستدعاء السفير السعودي لدى السودان واستفساره عن تصريحات الرجلين مع توجيه تحذير له ليوصله إلى المملكة بالا تتدخل في شأن لا يخصها.

ولكن أعلاه لن يحدث فنحن تحكمنا حكومة إمعات تتبع ما تقوله حكومة المملكة العربية السعودية وقع الحافر على الحافر وخير مثال قطع علاقتنا الدبلوماسية مع إيران قبل أن يجف مداد خبر قطع علاقات المملكة لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران، مع تحفظ وامتناع كل دول الخليج عدا البحرين على قرار المملكة السعودية ولم تقم بقطع علاقاتها بإيران.

تبع ذلك مشاركتنا في حرب اليمن التي رفضت مصر حتى التدخل فيها سياسياً وللمصريين خبرة في حرب اليمن لن يكرروها فالعاقل من اتعظ بغيره ولكننا لسنا عقلاء وقد اِنغمسنا في مستنقع اليمن وعدنا منها بخفي حنين. وشاركنا في حرب سوريا بصورة غير مباشرة وكانت محصلتنا صفر على اليسار. والسيدة مصر لم تشارك في شئ ولزمت الصمت فزارها الملك السعودي وقدّم لها ما يعرفه الجميع.

إن شاء الله حكومتنا دي تتقّل شوية وتعمل ليها شخصية عسى ولعل أن تأتي لنا ولهم بفائدة والله أعلم. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

Wednesday 13 April 2016

جامعة الخرطوم .. الصنم المعبود

جامعة الخرطوم .. الصنم المعبود

العنوان منقول من ما كتبه أحد الفاشلين من عبدة النظام. في البداية أرجو من كل القراء الكرام الذين لم يدرسوا بالجامعة ولكنهم يكنون لها كل التقدير لما قدمته للوطن نقول لهم: أنتم لستم معنيين بهذا المنشور. ولا نقصد أن نسئ للمنشآت والمعاهد التي درسوا بها سواء كانت داخل أو خارج السودان .. فنحن نعلم ظروف الجميع من جميع النواحي.

نعني في المبتدأ والمنتهى أمثال الفاشل أكاديمياً وساقط أخلاقياً وحاجات تانية حامياني المدعو حسين خوجلي. نقول له: فاقد الشئ لا يعطيه. فأنت وأمثالك من ناكري الجميل مستحدثي النعمة لا يعرفون فضل الجامعة لأنهم لم يعتبوا بوابتها الMain ولا يعرفون الفرق بين بوابة العلوم وبوابة البلوم. حاقدون موتورون فاشلون  ولكن جاءت ظروف غير منتظرة وهبت رياح فساد من اللاشئ وجعلت أمثال حسين خوجلي يتحدثون عن جامعة الخرطوم الصنم المعبود.

نحن لا نعبد غير الله. فإن كانت لبعض الفاشلين أصنام يعبدونها فنحن لسنا منهم. وإن كان ممن دُفِع لهم ليكتبوا غثاء الكلمات وذم الجامعة ومن يدافع عنها فلا نلومهم فمن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل. وهم حكامات والحكامات يشكرن الفارس والذي هنا هو من يدفع أكثر وليس من يصطاد الفيل أو الأسد. فهنيئاً للحكامات من أمثال حسين خوجلي ما يصلهم من أرباب نعمتهم التي تمرغوا فيها نتيجة غلطة من غلطات التاريخ.

لو يذكر الجميع سقوط بنك الاعتماد والتجارة الدولي! كان البنك المنهار هو بنك باركليز الشهير.. ولكن لأنه بنك رمز في بريطانيا العظمى مثل قصر باكنجهام وجامعتي أوكسفورد وكامبردج فقد ضحوا ببنك العرب العاربة لينقذوا سمعة حكومة صاحبة الجلالة.. ولكن لأن كل شئ عندنا بالمقلوب فإننا نضحي بصرح كجامعة الخرطوم من أجل حفنة دولارات وليذهب الوطن ورموزه إلى الجحيم.

لم أعرف السبب الذي تباع من أجله الجامعة وهل كما يقال ما حدث هو زوبعة في فنجان تغطية لإستفتاء دار فور لأنه أكبر وأهم ويريدون شغل الناس بالمهم  تاركين الأهم (ليبرطعوا) كما شاء لهم ولنا عودة لموضوع إستفتاء دار فور بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها
http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk


بيع الجامعة ومرتزقة المعارضة

بيع الجامعة ومرتزقة المعارضة

صدر القرار ببيع جزء من الجامعة سواء كان ذلك الجزء مجمع الطب أو سنتر الجامعة فقد صدر القرار. وحصل جس نبض لمعرفة قوة معارضة القرار. ولم نجد أو نسمع أن هنالك معارضة من كل قوى المعارضة السياسية.
لم نسمع أو نقرأ بيانات صادرة من أحزاب الأمة القومي .. الحزب الشيوعي السوداني .. حزب البعث العربي الإشتراكي.. حزب المؤتمر السوداني.. حركات دار فور والحركة الشعبية وما يسمى بالجبهة الثورية. وكما يقول المثل عندنا: (البكاء بحرروه أهله). قام الطلاب المساكين في سنتر الجامعة بما يقدرون وهو قذف الشرطة بالطوب والحجارة وبينهن فتيات يافعات .. اعتبرهن أرجل من كل رجال المعارض مجتمعين.. فالرجالة ليست عمم وجلابيب وشالات وعصى يهز بها مع التكبير.. فتاة غضة بكر تحمل حجراً وتقذفه في وجه شرطي يحمل كلاشينيكوف .. واقل ما تتوقعه هو رصاصة في صدرها أو رأسها!

لكن أشباه الرجال ولا رجال يجلسون القرفصاء في فنادق الخمس نجوم أو في شققهم العامرة بما لذّ وطاب من مأكل ومشرب. معارضة الفنادق التي عملت وتعمل وستعمل على إطالة عمر النظام والسبب جد بسيط. كلهم بلا إستثناء يقبضون من النظام من تحت الطاولة وإلا قولوا لي من أين يتعيشون ويقتاتون ويعلمون أولادهم؟
قد يقول قائل أنهم يتلقون الإعانات من الدول الغربية مثل كندا وبريطانيا. ونقول لهم خاب فألكم فقد عرفنا الدول الغربية قبلهم بعقود ونعلم أن ما تدفعه هيئات الضمان الإجتماعي لا تتعدى المأكل والمشرب والملبس والعلاج ولن يتجاوز ذلك إلى تكلفة السفر عبر القارات بالجامبو والايربص.

يا مدعيّ المعارضة من حركات دار فور المهجّنة لقد ضربت الحكومة أهلكم في الجنينة وانتم سكون وها هي تطبق عليهم في فاشر السلطان مكان عزّتكم الفارغة التي تدعون لأنكم بعيدين كل البعد عن صاحب وسلطان فاشر السلطان .. السلطان علي دينار.. فهو نار وأنتم هباء النار ورمادها ألم يقولوا (أنّ النار تلد الرماد).

احترم كل حركات دارفور التي قبلت بالأمر الواقع وعملت تحت المؤتمر الوطني وقبضت بالواضح من رأسهم التجاني السيسي الذي خذلني و(ختّ ايدي في التراب) وكل من معه من مرتزقة المعارضة الدارفورية.

أما أمثال مني أركو مناوي وعبد الواحد النور وجبريل ابراهيم فهؤلاء أقزام يحاولون التطاول على من يدفع لهم لتبقى الحال على ما هو عليه كما يقول التعبير القضائي المصري الشهير. فهم في راحة تامة في عواصم الغرب ولتذهب دار فور ومن بعدها أو قبلها السودان برمته إلى الجحيم.

أفيقوا يا مرتزقة المعارضة وأدفعوا بجنودكم لحماية ظهر الطلاب وإلا فاعلموا أن التاريخ لن يرحمكم وستنكشف سوءتكم ذات يوم ولن ينفع الندم. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk