Friday 6 June 2014

المسكوت عنه في حزب الأمة 2

المسكوت عنه في حزب الأمة 2

بعد قيام الإنتفاضة في أبريل 1985 ونجاحها بمساعدة المشير سوار الذهب تداعى الجميع إلى حزب الأمة الذي كانوا يرون فيه قيادة جماعية ذات خبرة ويقودها رجل مشهود له بالكفاءة والخبرة وكل ما يحتاجه السودان في ذلك الوقت. لم يتذكر أحد قصة الجناحين إلا السيد الصادق المهدي بكل صراحة. فالسيد الصادق من ناحية ينتسب لرعاة الإبل. ذوي البال الطويل ولكن لا ينسون.
لم ينس السيد الصادق المهدي أعداء الأمس الذين كانوا قيادات في حزب الأمة جناح الإمام. كانوا شخصيات قوية لها الخبرة والرأي والسند الجماهيري الكبير.
أول هذه المجموعة بكري أحمد عديل، ومعه كل من الدكتور آدم مادبو وبالطبع محمد داؤد الخليفة. غيرهم كثيرون ولكن سنحصر حديثنا عن هذا الثلاثي لأسباب بدهية. حاول السيد الصادق بجهد خفي إبعاد هؤلاء القيادات من قيادة حزب الأمة. بكل أسف نجح في حالة محمد داؤد الخليفة حيث أتى بالمرحوم صلاح عبدالسلام الخليفة عبد الله – إبن عم محمد داؤود الخليفة وصهره- ليزيح محمد داؤود عن القيادة التي هو جزء منها. فعندما كان محمد داؤود وزيراً للحكومات المحلية كان صلاح عبد السلام ضابطاً في القوات المسلحة. ساعد السيد الصادق زهد عمنا محمد داؤود في العمل السياسي لما رآه سبباً وجيهاً للإبتعاد والنأي بنفسه من معمة هو لا يجيد العمل فيها. ليس خوفاً أو تهرباً ولكن حفظاً لكرامته ومعه فقد الحزب مجموعة كبيرة من أبناء الخليفة على رأسهم البروف مأمون داؤود الخليفة عميد كلية العلوم بجامعة الخرطوم في سبعينيات القرن الماضي.

في حالتي بكري أحمد عديل والدكتور آدم محمود مادبو.. فقد دقش الدرب الماء للسيد الصادق. حاول التخلُّص منهما ولكن لم يجد Clue . وجد السيد الصادق في نصر الدين الإمام الهادي المفتاح المناسب لفك شفرة أخيه ولي الدين. وعندما اكل نصر الدين لحماً رماه عظماً كما يقول المثل. فأصبح نصر الدين مقتول الصفين. خسر أخاه ولم يربح السيد الصادق المهدي وحتى اليوم لا مرسى لنصر الدين في ميناء حزب الأمة.
عندما علم السيد الصادق المهدي أن الكل موافق على رئاسته للحزب بلا منازع على أن يكون الدكتور عمر نور الدائم نائباً للرئيس ويكون السيد بكري عديل أميناً عاماً للحزب والدكتور مادبو أمين المال للحزب وهي المكاتب الثلاثة المهمة، لم يقبل السيد الصادق أن يكون إثنان من أصدقائه اللدودين تحته مباشرة ممسكين بمفاصل الحزب واللذان ربما يسببا له عكننة هو في غنى عنها. لكن كيف يتخلص منهما؟ هو المستحيل بعينه. فكردفان كلها شمالها وجبالها ونحن من الجبال نقف مع بكري عديل لأمانة الحزب ومع الدكتور آدم مادبو لأمانة المال لعلاقة قديمة وثقة غير محدوة فالرجل عينه مليانه. ولكن أن يكون المال بعيداً عن السيد الصادق هو ما لا يرضاه. ولهذا أتي بمبارك عبد الله. صغير السن .. عديم التعليم ... بدون خبرة أو كما قال الشيوعيون: (لا حراية ولا قراية لا تجارب أداهو مكتب في السرايا) ليس إلا ليزيح نصر الدين ويقوم مبارك بدور العكننة -التي يجيدها- على الرجلين بكري ومادبو. مادبو الشجاع الهادئ لم يعر مبارك إهتماماً وكان يقول عنه: هذا لا أسمع منه ولا أُسمِعَه. فعندما كنت وزيراً للدفاع كان هو تلميذاً في المرحلة الثانوية. ولم يكمل تعليمه فقد وقف تعليمه عند إكمال المرحلة الثانوية. ولهذا لا أهتم به ولا بما يعمل.
ولم يقصِّر بكري عديل فقد كان يوقف مبارك في حده.. لكن المؤسف أن الأخ نصر الدين الهادي إنجرف وراء تيار خاله مبارك والسيد الصادق وكان مساعد ياي بدون فائدة فلا وجوده يفيدهم ولا غيابه يؤثر عليهم. لم يكن لمبارك دور أكبر من دور نصر الدين في مراحل العمل السياسي للحزب خلال معارضة حكم النميري. ولكن ميكافيلية مبارك عبد الله هي التي دعت السيد الصادق لاستخدامه والاستفادة من خبرته في العكننة على الغير دون أن يسبب ضرراً كبيراً.
وعندما علم السيد الصادق أن كل الغرب وقف كتلة واحدة لاختيار بكري ومادبو جاء بقصة الأمانة الخماسية. والتي أدخلوا فيها نصر الدين كنوع من الترضية فقط عضواً بدون مهمة أو واجب محدد. وقد علمنا منه أن ما أوكل إليه من عمل أدخله في مشاكل تخص الحزب خاصة مسألة الديون التي تكبدها نصر الدين من جراء تسيير عمل الحزب.
نواصل المسكوت عنه في الحلقة التالية إن شاء الله. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي

من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment