Friday 6 June 2014

مولانا عبد الحي يوسف والفساد

مولانا عبد الحي يوسف والفساد

الشيخ عبد الحي  يوسف عالم بكتاب الله وسنة رسوله لا يتناطح عنزان في هذه الحقيقة البائنة بينونة كاملة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. أجاب ببساطة شديدة على سؤال عن الفساد في برنامج بقناة الشروق أجاب إجابة صريحة وبسيطة. ساله المذيع عن كيفية التعرف على الفساد والمفسدين ومحاسبتهم؟ رد الشيخ عبد الحي قائلاً: لو فُعِّل القانون الشرعي الذي يقول: (من أين لك هذا؟) لعُرِف الفاسد من غيره.

أكمل مولانا عبد الحي قائلاً: كل من يعمل في العمل العام معروف كم هو دخله. فلنقارن بين دخله وحالة معيشته.. المسكن الذي يسكن فيه، الدابة التي يركبها،هل تتناسب مع دخله. هنالك من يقيمون في مساكن لو حسبنا كل دخولهم منذ ولادتهم لما أمتلكوا منزلاً كهذا. ونحن نعزف على نفس الوتر الذي عزف عليه مولانا الذي لا يخاف في الحق لومة لائم. وتسهيلاً لمهمة إخوتنا في ديوان النائب العام ورئاسة الجمهورية وجماعة أبو قناية التي ذهبت أدراج الرياح، عليهم فقط مساءلة الموظف العام الذي ظنوا أنه يمتلك أكثر من دخله من أين له الفرق؟

فمرتب الموظف في العام في عدد سنين عمله يعطيك دخله كاملاً، فإذا كانت قيمة المنزل الذي يقطنه أكبر بكثير من دخله هنا مربط الفرس! كيف تسنى لهذا الموظف العادي أو الدستوري إمتلاك هذا المنزل، هذا إذا علمنا أن الرجل غير وارث لدخل أتاه من مكان آخر. كيف لنا أن نفهم أن مواطن بدرجة وزير يوما ما مات في مسكن بالإيجار واليوم موظف بدرجة معتمد أو مدير أراضي يمتلك 7 قطع أراضي في مناطق مميزة بالخرطوم؟

نحن في السودان أبناء قرية ونعرف بعضنا بعضاً. فمهما بعدت المسافات بين الناس فإنهم يعرفون بعضهم معرفة تامة. ولهذا يستحيل على أحد أن يخدع الناس بأنه يمتلك ويمتلك منذ زمن أسلافه الذكور فالكل معروف بالتفاصيل المملة لما يملك وما كان يدّخر أجداده وآباؤه. نعم هنالك كثيرون كانوا يمتلكون أموالاً ورثوها أو كونوا ثروة قليلة بدأت تتضخم عندما جلسوا على كرسى الوظيفة التي وفّرت لهم تكاليف الحياة وهذا أدى إلى توقفهم عن العيش على ما كانوا يملكون من ثروة. فمنهم من كان يمتلك قطيعاً من الماشية بأنواعها ويتعيّش منه. ولكن بدخوله الوظيفة صار القطيع توفيراً كاملاً لأنه لم يعد يصرف منه. وكذلك منهم من يمتلك أرضاً زراعية في مكان ما وكان يقوم بزراعتها ويستفيد ويتعيّش من ريع محاصيلها. وبعد الوظيفة صار الدخل من الزراعة وفراّ كاملاً. هؤلاء قِلّة ولا يُعتدُ بعددهم.

هنالك من كان أهله تجاراً وكان هو جزء من تلك التجارة وله فيها نصيب كان يعيش عليه. وبعد الوظيفة صار ما يأتيه من التجارة ربحاً صافياً وتوفيراً من المحتمل أنه وظّفه في عمل آخر بما له من خبرة في مجال التجارة وهذا يُحسب له كدخل حلال. وهنالك فئة المغتربين الذي قضوا سنوات عدداً خارج الوطن. وكان منهم الشُّطّار الذين كانوا يشترون الأراضي عندما كانت رخيصة. عندما ارتفعت الأسعار باعوا تلك الأراضي واستثمروا ريعها في مناطق أعلى قيمة مما رفع مستواهم الاقتصادي وجعلهم من أصحاب الملايين ولكن نرجع ونقول أنه هؤلاء أقلية. وكمثال أعرف شخص عادي كان مقيماً بالمملكة السعودية لمدة 30 عاماً وعندما قرر الرجوع كان لديه 26 قطعة أرض بين جبرة والكلاكلة وأبو آدم. وقد إرتفعت أسعارها بطريقة فلكية مقارنة بما اشتراه بها من قيمة.

أما السارقون لقوت الشعب فمعروفون من سيماهم. منهم من هو من أسرة فقيرة.تخرّج في الجامعة بمؤهل عادي وغادر إلى الخارج مغترباً في وظيفة عادية طبيب أو مهندس أو محاسب. حتى قيام الإنقاذ لم يشتر ذلك المغترب قطعة واحدة في أي موقع في الخرطوم. أسدعته السلطات لأنه من البدريين وتمّ تعيينه في منصب دستوري. على هذا المستوظف الجديد ظهرت علامات الثراء الفاحش. إمتلك الأسهم في الشركات الخاصة. بنى العقار ذي الطوابق. إمتطى هو وذريته الفارهات. أرسل أولاده للدراسة ببريطانيا وهو من كان والده يعمل رزق اليوم باليوم. وكان يحصل على الإعانة الجامعية عندما كان طالباً! فهل يمكنه أن يُبرهِن لمن يسأله: من أين لك هذا، وأنت تاريخك معروف للقاصي والداني؟

هذا هو النوع الذي يجب أن تبحث عنه لجنة: من أين لك هذا؟ وهم كثيرون ومعروفون للشعب في كل مكان. لا نقول أن الكل حرامية وسارقون ولكن حتى يثبت العكس فعلى من يرى نفسه نقياً فليتقدّم الصفوف ويُنظِّف نفسه من تهمة الثراء الحرام حتى لا تطالة ألسنة الناس بالقيل والقال وهو برئ براءة الذئب من دم إبن يعقوب. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
قناتي في اليوتيوب



No comments:

Post a Comment