Saturday 7 June 2014

المسكوت عنه في حزب الأمة 11

المسكوت عنه في حزب الأمة 11

قد يظن البعض بعد كل السرد السابق أنني أتحامل على الإمام الحبيب. لا أبداً لا مجال للتحامل أو الحقد على الإمام الصادق. ومن تعامل معه عن قرب مثل ما أتيحت لي الفرصة وعرف الإمام الصادق من جوانب أخرى غير السياسة لا يملك إلا أن يقدره ويحترمه. الرجل يحمل اسمه صفة ملازمة له. قنوع. لا ينظر لمن في يد غيره. يعرف قدر نفسه ولهذا لا يزج بها في أتون معركة خاسرة مع من هم أقل منه مكانة وعلماً وأخلاق وحسب ونسب.

قلت سابقاً عنه أن لا يود الحديث عن الناس في غيابهم. ولو ذكرت سيرة شخص أمامه يطلب من جليسه أن يغير الموضوع لاتجاه آخر حتى لا يخوض الناس في أعراض غيرهم، هذا صفة نادرة لا تتوفر إلا في ذوي الرفعة وعلو الشأن. ينظر للمستقبل بعين فاحصة ويتوقع الأسوأ ويحذِّر منه قبل أن يقع.

جئناه نحن مجموعة من أبناء قبائل التماس ولدينا طلب محدد. قلنا له: نريد أن تختار الحكومة بين أن تحمينا بجيشها من هجمات المتمردين على فرقان العرب الرُّحّل وقراهم أو تعلن فشلها في ذلك وتعطينا السلاح لحماية أنفسنا وأرضنا وعرضنا. كان ردُّه واضحاً ومقنعاً. قال لنا: أن تُوفِر الحكومة الحماية لكل خط التماس بواسطة القوات المسلحة فيه شئ من الإستحالة. ولهذا قال: سأوافق على خياركم الثاني بشرط! وسألناه ما هو الشرط؟ قال: الشرط أن تقدموا لي ضماناً أن قبائل التماس بعد قضائها على التمرد وحسم أمره لن تستعمل السلاح الممنوح لها من الحكومة ضد بعضها البعض. أريد ضماناً أن قبيلة سليم لن تستخدم السلاح ضد قبيلة أولاد حميد.. وأن أولاد حميد لن يستخدموه ضد الحوازمة.. وأن الحوازمة لن يستخدمونه ضد المسيرية .. وأن المسيرية لن يستخدموه ضد الرزيقات .. وهكذا الهبانية والتعايشة والبني هلبة وأن القبائل الأخرى لن تحمل السلاح لتحمي نفسها مما متوقع من قبائل تجاورها وتحمل السلاح. طبعاً لا يمكننا تقديم ضمان بهذه الكيفية. وتجدني ضاحكاً ومستغرباً من الكاذبين الذين يقولون أن السيد الصادق سلّح قبائل التماس لقتل غيرهم خاصة وأن قبائل التماس جميعها تدين بالولاء لحزب الأمة القومي! وأنا من قبائل التماس ولم تستلم قبيلتي بندقية واحدة من حكومة السيد الصادق ولو حدث ذلك لكنت أول من يستلم بندقية أو طلقة  في القبيلة، لكن ذلك لم يحدث البتّة.

قد يقول قائل ممن يتتبعون هفوات الإمام أنه قال في مبارك كلاماً أوردناه في مقال سابق! نعم نقول لهم قد قال في مبارك لأسباب منها الخاص ومنها العام الذي يخص الجمهور. بالنسبة للخاص فقد طبّق الإمام المثل الدارجي الذي يقول: (فلان عصرني علي الما بقدرا). ومبارك لا يجد فرصة إلا ويكيل للسيد الصادق بالمُد الكبير ناسياً أو متناسياً أنه لولا الإمام الصادق لما كان له ذكر في أروقة حزب الأمة. ولهذا أراد الإمام أن يعرف الجميع من هو مبارك من وجهة نظره. والعام من قوله في مبارك أن يعرف الجميع من هو مبارك عبد الله حتى لا ينخدع فيه الناس ويدفقون مويتهم على السراب كما يقول المثل.

الشئ الوحيد الذي لم أجد له تفسير هو كيف وصل كل أصهار الإمام الصادق وبناته وأولاده لعضوية المكتب السياسي وهلم جرا؟ بالطريقة الديمقراطية أشك في ذلك ولكن بطريقة شيلني وأشيلك ممكن. أقول قولي هذا وأنا لا أعرف أزواج بناته كلهم وبالتالي لا أعرف لهم مجاهدات في حزب الأمة تجعلهم يتقدمون مولانا حامد محمد حامد  وأمثاله من رجالات الحزب!! نواصل بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي

من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment