Saturday 7 June 2014

المسكوت عنه في حزب الأمة 5

المسكوت عنه في حزب الأمة 5

في مقال اليوم سوف نتحدث عن جزاء سنمار الذي يطبقه السيد الصادق على رعاياه. يلاحظ القارئ أنني أكتب مرة السيد الصادق ومرة الإمام الصادق، والسبب لأنني أكتب خلال وعن مرحلتين تداخلتا. فقبل توليه الإمامة نكتب عنه باسم السيد الصادق وبعد توليه الإمامة نصفه بالصفة الجديدة التي جميع بينها وبين زعامة الحزب السياسية. هذا الجمع الذي رفضه في ستينيات القرن الماضي  وانكره على الإمام الشهيد الهادي المهدي!!

بصراحة لم أسمع تبريراً مقنعاً من الإمام الصادق أو من الذين حوله كيف يصبح السيد الصادق إماماً للأنصار وفي نفس الوقت رئيساً لحزب الأمة وهو الجمع الذي أنكره على الإمام الهادي عندما أراد الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية في ستينيات القرن الماضي. وفي ذلك الوقت قال من الحديث ما يملأ مجلدات تبريراً لمطلبه بعدم الجمع بين الإمامة ورئاسة الحزب! لقد طبّق السيد الإمام بيت الشعر القائل: حلال على بلابله الدوح حرام على الطير من كل جنس!

كانت مخاوف السيد الصادق من وجود إمام مواز لرئيس الحزب يُدين له الأنصار بالطاعة العمياء يعتبره خصماً عليه  أو ترياقاً لطموحات لا نعرفها. فكما قلت في السابق السيد الإمام لا ينسى بسهولة. فما فعله الإمام الشهيد الهادي المهدي في الإنتخابات الثانية بعد أكتوبر 1964 مازال يعشعش في رأسه. فإنصياع الأنصار لتعليمات الإمام الشهيد وسقوط كل أو جلّ مرشحي حزب الأمة جناح الصادق كانت كالروّاب في عقل السيد الصادق الإمام فيما بعد.

بعد المصالحة مع نظام النميري والتي دخلها السيد الصادق ساعتئذن وله من المبررات المقنعة وحسب إجتهاده ورؤيته ظهرت طبقة من الشباب الأنصار الذين كانوا لحمة وسداة تنظيم الأنصار وحزب الأمة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في جامعة الخرطوم. هؤلاء الشباب شاركوا مشاركة فاعلة في حركتي المقدّم حسن حسين  والعميد محمد نور سعد التي عُرِفت لاحقاً باسم المرتزقة كما أراد لها إعلام النميري. كلهم حملوا السلاح وقاتلوا في الصفوف الأمامية مع جند الأنصار الأشاوش وكتب الله لهم عمراً جديداً.

من  هم هؤلاء الشباب ومن أين أتوا؟ على حد قول الكاتب الأشهر الطيب صالح. هؤلاء الشباب بالاسم كمثال وليس حصراً هم: دكتور الصادق أبو نفيسة، الصادق بله، مولانا حامد محمد حامد، مكي يوسف النصيبة، محمد عوض الكريم، عبد الرسول النور، الدكتور عبد الكريم القوني، عبد اللطيف الجميعابي، منصور الجميعابي، الشهيد محمد عمر، وغيرهم كثيرون، ولكن قلت كمثال. رحم الله الصادق بله والشهيد محمد عمر وأطال الله أعمار الباقين منهم ذخراً لحزب الأمة والأنصار والوطن بالطبع.

هل سمعت قارئي الكريم بأي اسم من هذه الأسماء خلال فترة الديمقراطية الثالثة التي كانت تحت رعاية ورحمة السيد الصادق، ما عدا عبد الرسول النور الذي تقلّد منصب حاكم إقليم كردفان الكبرى وسقطت الحكومة وهو على المنصب؟ كلا لم تسمع بهم والسبب أنهم وضعوا في تلاجة الحزب ولم يُقدَمُوا إلى الأمام وهو الوضع الطبيعي! من هؤلاء الشباب آنذاك فاز كل من الدكتور الصادق أبو نفيسة في دائرة الجزيرة واسقط مرشح الإتحاد الإشتراكي أبو قمزة في كوستي. وفاز كل من محمد عوض الكريم في دائرة سنار وفاز الصادق بله في دائرة تندلتي وفاز مكي يوسف في دائرة جنوب ربك – كنانة- وسط أهليهم الأنصار المتمسكين براية الحزب. ومنهم مكي يوسف الذي فاز في نفس الدائرة في إنتخابات العام 1986 بعد الإنتفاضة!
أما الثلاثي المرح كما نسميهم فقد استأجروا شققاً مفروشة في عمائر سجن كوبر الإتحادي وهم آل الجميعابي وصديقهم الصدوق الشهيد محمد عمر. فكانوا لا يخرجون من السجن إلا ليعودوا له وكان منزلهم الرسمي. كنا نقول لهم أنكم لا يحلوا لكم العيش إلا في شقق كوبر المفروشة!!
نواصل في الحلقة القادمة. (العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي

من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment