Thursday 5 June 2014

إثيوبيا أم مصر؟

إثيوبيا أم مصر؟

لقد ذكرت من قبل أن الشعب السوداني وبنسبة كبيرة لا يحب مصر والمصريين. ربما يكون عدم الحب هذا – ولا أقول الكراهية- بدون سبب واضح وربما تكون حالة نفسية يتوارثها السودانيون ويكتسبونها By Induction . والكل متفق أن مصر والمصريين مستفيدون منا أكثر من فائدتنا منهم. وكل السودانيين يتفقون على هذه المقولات دون عناء تفكير أو نقاش لنرى صحتها من عدمه. قد يكون الشعب المصري يكنُّ كل الحب والتقدير للشعب السوداني ولكن ربما ينظر إليه نظرة دونية. فالمعروف عن المصري أنه على صواب حتى ولو كان على خطأ بائن بينونة كبرى.

عملاً بالمثل المصري القائل: (أبعد من الشر وغني له) نُحَوِره ونقول: (أبعد من الشر وما تغني لوش .. إمكن يطرب ويجي لك). فلماذا لا نبتعد عن مصر والمصريين ما أمكننا ذلك لنرى في النهاية من منا سيكون المتضرر الأكبر؟ الإجابة واضحة ولا تحتاج لكبير عناء لمعرفتها.

لننظر لدولة إثيوبيا الجارة الشقيقة .. كان من المفترض أن يقول عنها الكابلي: (إثيوبيا يا أخت بلادي يا شقيقة). لكن الله غالب. الشعب الإثيوبي وحكومته يقدرون الشعب السوداني ويحترمونه وكل من زار إثيوبيا لاحظ ذلك بكل سهولة. أما الحال في مصر فغير. الإثيوبي ينظر إليك ويعرف انك سوداني من أول نظرة. المصري يسألك الأخ من فين؟ ولو رديت بزهج وقلت له: من بوركينا فاسو، يرد عليك قائلاً: (اقدع رقّالة). ربما يكون جهل منهم ولكننا غير مسؤولين عن هذا الجهل المركب.

المصريون يتحدثون لغتهم العربية والإثيوبيون يتحدثون لغاتهم المعروفة.. غنِّي لأيّ مصري أغنية من أغاني محمد وردي ولترى إن كان يتمكن من ترديد كلمتين خلفك. أما الإثيوبي من موسيقى الأغنية يعرف أنها أغنية الفنان فلان السوداني وكلمات الأغنية تقول كذا وكذا مع أنه لا يعرف اللغة العربية. الإحترام الذي يجده السوداني في إثيوبيا الشعبية والرسمية لا يجد عُشرهُ في مصر التي يقول أهلها عنّا: (نحن أخوات ونحن أبناء النيل) وهلم جرا.

لماذا لا نتجه شرقاً ونعزز علاقاتنا الشعبية خاصة بإثيوبيا رسمياً وشعبياً؟ خاصة وسد الألفية سيقوم ومنه ستصلنا كهرباء ربما تكون ذات فائدة ونفع لنا في السودان. لماذا لا نفتح موانينا ومطاراتنا على قلّتها لهم ليستفيدوا منها ويفيدون السودان معهم ولو بفتات الدخل الذي ربما يقيم وأد جهة ما في السودان؟ لماذا نعتبر الإثيوبين أجانب والمصريين ليس كذلك؟ لماذا يطرأ علينا أول ما نتحدث عن الوجود الأجنبي في السودان، الضيف الإثيوبي الذي يقيم بكل أدب واحترام وليس كذلك المصري الذي يعتقد أنه بتركيبه لسيراميك في منزل أو مصنع أنه نصب لنا قاعدة صواريخ كروز!!

فائدتنا الأكبر والأنفع للسودان تكمن في التعاون والتعامل مع إثيوبيا اقتصادياً وإجتماعياً وغيره من الروابط التي لن تجلب للسودان شرّاً وسيستفيد منها السودان الوطن والسوداني الزول بإذن الله. فلنتجه شرقاً ونعزز علاقاتنا بإثيوبيا حتى ولو عملاً بالمنطق الذي يقول: (ليس حُبّاً في علي ولكن بُغضاً لمعاوية). وعندما نغيب عنهم كثيراً ونعاملهم كما يعاملوننا سيعرفون الفرق ويأتون طائعين مكرهين لا أبطال.

في فترة محاولة إغتيال حسني مبارك الغبية.. حاول المصريون منع السودانيين من دخول مصر. لكن الأمن الاقتصادي المصري أفاد الرئاسة أن أرصدة السودانيين في مصر تفوق الثلاثة مليارات دولار. وأن عدد الشقق التي يمتلكها السودانيون تفوق المليون شقة. ففي حالة منع السودانيين من دخول مصر فسوف ينهار الجنيه المصرى على إنهياره لأن السودانيين سوف يسحبون فلوسهم. ويعرضون شققهم للبيع مما يعني إنهيار سوق العقارات وهو ما لا تتحمله مصر في السوقين سوق العملة الحرة وسوق العقارات. ألم أقل لكم أن فائدة مصر من السودانيين أكثر من العكس؟ (العوج راي والعديل راي).



كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment