Thursday 5 June 2014

إلى السلطان محمد بشارة دوسة

إلى السلطان محمد بشارة دوسة

سلطان إبن سلطان غصباً عن الذي يقبل والذي يرفض. أتيت للمنصب بكفاءة متدرجاً في سلم النائب العام كما تعلم وأعلم. لست ممن يحتاجون للواسطة لقضاء حوائجهم. كفاءتك وعلمك ونظافتك هي من أتت بك. لا حق لأحد عليك إلا صاحب الحق. واجبك أن تأخذ للضعيف حقه من القوي كما كان يفعل عمر بن الخطاب.

في هذه الآونة ظهر الفساد في البر والبحر. وتكالب المصلحيين للدفاع عن الفساد والمفسدين ديدنهم الدينار ودينهم الدولار، لا يرعون إلّا ولا ذمة في شعب مغلوب على أمره. أُكِل ماله بالباطل من زبانية السلطان وبطانته. قيّضك الله لنصرة الضعيف وإحقاق الحق. والحظ لا يطرق الباب مرتين. جاءتك الفرصة لعندك لتصبح بطلاً في زمن عزّ فيه الأبطال. أرفع سيف الحق والصدق وأضرب به عنق كل منافق آفّاك .. همّاز مشاء بنميم .. معتد أثيم.. لا تهمه إلا مصلحته .. ومن أجل مصلحته مستعد لبيع أمه. هؤلاء لا تستمع لهم ولا لنصائحهم ولا أقوالهم.. إنهم ينطقون عن هوى مصالحهم وفائدتهم القريبة التي هي أقرب من أرنبة أنفهم.

إنهم يسعون لتلويث الآخرين مثل ماتلوثوا هم بإرادتهم وبيدهم لا بيد عمرو. لا يريدون أن يروا أناساً نظيفين في محيطهم. يريدون أن يكون الكل ملطخ بالعار مثلهم. مهزوم بالحق وآكل للسحت والمال الحرام. وليس عندهم حرام وحلال فكله عندهم حلال طالما يزيدهم دماً فاسداً يجرهم نحو نار جهنم بقدرة الله.

إن الذين يتركون وظائفهم المرموقة للوقوف في سوح المحاكم للدفاع عن السارقين والناهبين لأموال الشعب والذين يدخلون لجان التحكيم المضروبة ليبرروا لأولياء نعمتهم أفعالهم القذرة .. هؤلاء وأولئك ليسوا من طينتك ولامن توبك. فتربية السلاطين تختلف جوهراً وشكلاً عن تربية العامة وبكل أسف حضيض العامة. فمن يعمل على سرقة أموال الشعب والدفاع عن سارقي قوت المؤمنين فبلا شك هو من حضيض الأمة وروبيضاتها.. لا تلوث يدك بالتعاون معهم أو حتى الإستماع لهم. إبتعد عنهم ومنهم كإبتعاد السليم من الأجرب. إنهم جُرب بنتانة تصرفاتهم وسرقتهم لأموال المسلمين المساكين والذين لا حامي لهم إلا الله. المظاليم الذين ليس بين دعوتهم والله حجاب.

لا يغرنك معسول قولهم ولباقة لسانهم.. إنهم الفساد يسيرون على قدمين والهلاك منظور بالعين. فلا تلتفت لترهاتهم البسابس.. وأحذر أن يغروك بنعيم دنيا زائل أنت غير محتاج له. قضايا الفساد في السودان ستجعل منك بطلاً لو أردت وسيلهج لسان الشعب بك وبقوتك وحقانيتك إذا وقفت مع الحق وأصحابه وستجد جزاءك في الدنيا شكر ودعوات صالحات من المظلومين الذين نصرتهم بالحق. وعند ربك تجد الثواب الأكبر يوم لا ظل إلا ظلّه.

عليك باتباع مقولة الإمام علي بن أبي طالب: (ليس بالرجال تعرف الحق. أعرف الحق تعرف أهله). ليس مهماً ضد من تقف في قضية تهم المال العام والذي أنت وكيل عنه. فالحق تعرفه بما لك من دراية وخبرة. ومهما كان وزن الذي يقف في الجانب الآخر من ضخامة وكبر حلاقيم فهذا لا يعني أن الحق معه. أضرب بسيف الحق فلا أحد كبير على الحق، فالله هو الحق ولا كبير على الله. أرح ضميرك وحكِّم عقلك ولا تنظر لسعادة الدنيا الزائلة.. فأنت لست محتاج لمال دنيا ولا متاعها. نصرتك للضعيف وإحقاق الحق وإعطاء كل ذي حق حقه.. وتوقيف الظالمين عند حدِّهم وأخذ الحق الذي سلبوه سرقة وعنوة وإختلاساً لهو أجر عظيم يجزيك الله عنه كل خير ويجعله في ميزان حسانتك يوم القيامة. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أضرب بسيف الحق يمنة ويسرة ومن يرفع رأسه ضد الحق فلينقطع رأسه حتى ولو كان رأس أبي جهل إمام الكفر وما أكثر أئمة الباطل في هذا الزمن الأغبر. وندعو لك ونقف معك بلا خوف أو وجل طالما أنت مع الحق. ونقول لمن لا يعجبه حديثنا: (محل الرهيفة التنقد). و(أركبوا أعلى ما في خيلكم). (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:


No comments:

Post a Comment