Friday 6 June 2014

(صورة) مايو تُراجع ولا تتراجع

(صورة) مايو تُراجع ولا تتراجع

هذا هو شعار (صورة) مايو (الظافرة) (الخالدة بإذن الله) كما كان يناديها جماعة الإتحاد الإشتراكي الذين فرُّوا يوم الزحف. فعلاً كانت مايو تُراجع ولكنها تتراجع عما راجعته .. كلام كدا زي الغلوتية. لكن أهو ساق البلد لمدة 16 عاماً حسوما. أما (سورة) الألغاز هذه كما أسماها الأستاذ محمد حسنين هيكل لا تُراجع ولا تتراجع لا تتقدم ولا تتأخر .. هي بالضبط كجمل العصّارة تدور في حلقة مفرغة. كل مرة تأتي بأمر أكثر إدّاُ من سابقه.

بدأوا بتجفيف داخليات المدارس المتوسطة والثانوية .. ألحقوه بإغلاق مدارس ثانوية عريقة كان لها دور أساسي ومؤسس في تاريخ السودان مما جميعه وأعني مدرستي خور طقت وحنتوب الثانويتين. وتبع ذلك تجفيف كل داخليات المدارس الثانوية والتي لولاها لما تدرّج كثيرون من قادة (سورة) الألغاز في التعليم إلى المراحل التي جعلتهم يتربعون على كرسي الحكم لربع قرن من الأعوام الحسوما!

لولا مجانية التعليم في عهود سابقة لما كان كثيرون يحلمون بأكثر من وظيفة كمساري في بصات الوالي. ولكن ما وفرته الحكومات المتعاقبة على السودان منذ حكم الإستعمار وحتى قيام حكومة الإنقاذ هو ما ساعد على قيام نظام تعليمي تفوّق فيه الكثيرون. لم تقف أعمال حكومة الإنقاذ التخريبية عند هذا الحد. قام بتجفيف داخلية جامعة الخرطوم. وشردت الطلاب والبنات على وجه الخصوص خاصة طالبات الأقاليم اللائي لا أهل لهُنّ في العاصمة. قلّ التحصيل وتبعه ما هو أدهى وأمر ومما يندي له الجبين خجلاً. كل ذلك لأسباب سياسية لا علاقة لها بالعملية التعليمية.

ليزداد الطين بِلة قامت الحكومة الإنقاذية بفتح عدداً ما أنزل الله به من سلطان من الجامعات الإقليمية دون مراعاة لحاجة تلك المناطق لجامعات أم لا! أصدر إبراهيم عمر قرارات إنشاء الجامعات وكأنه يُصدِر قراراً بإنشاء مدرسة متوسطة ريفية. ما تحتاجه الجامعة أكثر وأكبر بكثير مما هو موجود في المباني التي أطلق عليها اسم جامعة أو كلية جامعية. بعد أن ثبت بالدليل المادي فشل التجربة لم تتراجع (سورة الألغاز) ولم تراجع هذا القرار المهبب. وبدأت سيول من الخريجين أشبه بالأميين وأقرب إليهم من خريجي جامعات.

كل العباقرة الذين نفاخر بهم ونرفع راياتهم فخراً وعِزة في كل المجالات تلقوا تعليمياً نظامياً على قرار ما خطّه الإنجليز وهو نظام 4/4/4. وكل المتقعرين الذين يجلسون في وزارة التربية والتعليم الآن – ما عدا قلة- تعلموا على ذلك النظام. لم نسمع أو نقرأ يوماً عن عيب النظام 4/4/4 وما هي منقصته التي بسببها تمً تحويله لنظام 6/3/3 (النميري المحي دين صابري)، تسمية على قرار الوزير الذي أدخل خللاً في نظام التعليم السوداني لن يتعافى منه في القريب العاجل إلا بقرار من رجل يحمل مواصفات لا تتوفر في رجال أيام هذه في التربية والتعليم.

لا إعتراض لدينا على إضافة سنة دراسية للنظام الموجود ولكن كان يجب عمل حساب لأعمار التلاميذ ومحاولة فصل الكبار عن الصغار. فإن كان لابد مما ليس منه بُدُّ فلتضاف السنة التاسعة ولكن تفصل المدرسة لمدرستين أي مرحلتين .. الأولي من السنة الأولى وحتى السنة السادسة. وتمتد الثانية من السنة الأولى متوسطة أو وسطى وحتى الثالثة متوسطة. ونكون قد عدنا لنظام 6/3/3 باقل خسارة ممكنة حتى نتمكن من العودة لنظام 4/4/4 والذي لن يقنعنا كائن من كان أنه نظام بائد .. على حد التعبير السياسي الشائع. وإصدار قرار بإنشاء أو فتح مدرسة أقلّ كثيراً من قرار إنشاء جامعة في مدرسة ثانوية قديمة. فهلا تقدّم أحد صفوف الإنقاذيين التربويين ودقّ صدره وأرجعنا لنظام 6/3/3 وكفى الله المؤمنين القتال والتلاميذ الضياع!

وبصراحة هل يفهم خبراء التربية والتعليم في السودان أكثر من زملائهم في بريطانيا؟ فنظام التعليم الأساسي في بريطانيا يتكون من السنة الأولى وحتى السادسة. تليها مرحلة الثانوية وهي من الصف السابع وحتى الحادي عشر. بعدها ينتقل التلاميذ لمرحلة دراسية جديدة تسمى ال College لمدة 3 أعوام دراسية حيث يجلسون لإمتحان ال A-Level الذي يؤهل لدخول الجامعات. يعني دراسة 12 عاماً دراسياً كاملاً قبل دخول الجامعة. معقول معتصم عبد الرحيم يفهم أكتر من مستر جون ولا السيدة سعاد عبد الرازق تفهم أكتر من مسز جاكسون في أمور التربية والتعليم؟ قولوا عقدة خواجة لكنها أحسن من التّقعُّر والتّنطع وتعلُّم الحجامة في رؤوس اليتامى من تلاميذ السودان. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

                                                                                         

No comments:

Post a Comment