Saturday 7 June 2014

المسكوت عنه في حزب الأمة 3

المسكوت عنه في حزب الأمة 3

بطرقه الدبلوماسية الكثيرة وتقدير الكل له فرض السيد الصادق الأمانة الخماسية على عضوية حزب الأمة. يقولون في المثل: (ريسين بغرقوا مركب). فما بالك بخمسة رؤساء لمركب واحد.. دا لو كان تايتانك كان غرقوها. أصبح أعضاء الحزب كيمان.. كوم لبكري عديل وكوم لمادبو وربما يكون كوم واحد منهما الإثنين ومريديهما من أبناء الغرب الكبير وبعض من الجزيرة والشرق والشمالية. كان كثيرون من عضوية الحزب تقف خلف الرجلين. وكان شيخ العرب عمر نور الدائم يحاول جهده لجعل جهود الخمسة تصب في مصلحة الحزب وعضويته. ولكن كان هنالك من يبحث عن تطوير نفسه وتفعيلها على حساب الحزب وحساب العضوية والرموز السياسية التي سندها الجماهير.
ليفض السيد الصادق سامر القيادة الخماسية ويجعلها تلهث خلف سراب قيادة لا بتودي ولا بتجيب قام بتعيين الثلاثة المهمين في وظائف دستورية كوزراء في حكومته. الجمع بين العمل الحزبي والدستوري صعب ويضيع وقت الشخص فلا يؤدي المطلوب منه كوزير ولا كقيادي في الحزب. وهكذا تشتت جهود كل من عمر نور الدائم وبكري عديل وآدم مادبو. أما سارة فكانت هي الدينمو الذي يحرك السيد الصادق وبالتالي الحزب من خلف ستار. وكان نصر الدين الهادي بكل أسف تمومة جرتق بل ورّطوه في مسائل مالية دخلت عليه بالساحق والماحق. وصار الرجل مطالب بتسديد فواتير الحزب من جيبه الذي نعلم أنه ليس بالتقيل مادياً.
شغل السيد الصادق أعضاء الأمانة الخماسية الثلاث الفاعلين بالعمل الوزاري. ولكن وضع في بعض الوزارات المهمة أشخاصاً ليست لديهم المقدرة والكفاءة الإدارية لتسيير مصلحة ناهيك عن وزارة مثل الداخلية والأمن الوطني ورئاسة مجلس الوزراء وغيرها. لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلى تعيين محاسبيه وأقرباءه في وظائف عسكرية تحتاج لكفاءات وليس قرابات. فرئاسة الأركان منحها لقريب له، وأنقلبت له الحكومة وهو لا يعلم شيئاً عن تحركات جنوده من أمثال عمر البشير والزبير وبعض صغار الضباط الذين كانوا اليد اليمنى في إنقلاب الإنقاذ. وحتى مساعدي رئيس الأركان كانوا من نفس طينة رئيسهم فما فعلوا شيئاً وانتظروا مصيرهم مثل غيرهم.
تولّى الأمن الوطني شخصية لا علاقة لها بالأمن من قريب أو بعيد وفيه قيل الكثير المثير للجدل ولكن لو عرف الناس لماذا تمّ تعيينه وكيف تمّ لأعطوا الدنيا عجب! ما علاقة ضابط بحرية سابق لم يعمل بالإستخبارات العسكرية يوماً في حياته العسكرية بل معروف عنه أنه ليس من الضباط النابهين ولكن أقدار السودان أتت به في مكان لا يعرف عنه شيئاً. ولكن تدخُّل عوامل كثيرة في تعيين عبد الرحمن فرح في هذا المكان ساعد على غروب شمس الديمقراطية قبل أوانها.
تعيين صلاح عبد السلام في منصب وزير رئاسة مجلس الوزراء كان وزراً ساعد على الإخفاق، فقد كان صلاح لا يحب الإستماع للرأي الآخر وحتى عندما حاولنا نقل معلومة الإنقلاب رفض الإستماع لرأينا أو قل خبرنا المنقول عن جهات ثقة. ولكن أهلنا قالوا: (المقتولة ما بتسمع الصايحة). وعندها وقعت الفأس في الرأس. وثالثة الأثافي تنقُّل الغالي المُدلل مبارك عبد الله في الوزارات كما يحلو له وللسيد الصادق. ختمها بوزراة الداخلية والتي سقطت له الحكومة في يده وهو في منزل فرح يتابع الحفل والرجال يقيمون الليل لقلب نظام الحكم. كانت مهمة مبارك هو تعكير جو كل من دكتور مادبو وبكري عديل والعمل على وضع العراقيل أمامهم بديلاً عن السيد الصادق ولكن بموافقته ومباركته لكل ما يقوم به مبارك عبد الله ضد كل من بكري عديل وآدم مادبو.
حكى لنا المرحوم عمنا أمين التوم الذي كان عضواً بالمجلس الإستشاري للسيد الصادق أنه كان لا يستشيرهم في أي موضوع. وقد حاول العم أمين التوم ساتي الحضور لمقابلة السيد الصادق للتفاكر معه في موضوع مهم. زاره صباحاً باكراً  قبل خروجه من منزله، ولكن السيد الصادق صرف العم أمين التوم بكل تهذيب ولم يستمع له لأنه كان في عجلة من أمره. ومنذ ذلك التاريخ لم يتدخل أمين  التوم في شؤون الحزب حتى إنتقل إلى الدار الآخرة.
نواصل في الحلقة التالية بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي

من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment