Wednesday 31 December 2014

1/1 عيد ميلاد السودانيين



1/1 عيد ميلاد السودانيين

لو حاولت أن ترسل بطاقة معايدة أو رسالة اسفيرية لكل من تعرف أن عيد ميلاده يوم 1/1 لاحتجت ربما لعشر ملايين بطاقة معايدة. نسمع أن الإنجليز تركوا أفضل نظام للخدمة المدنية في العالم في السودان. ونقر بذلك لما شاهدناه وعشناه من خدمة مدنية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أو حتى قبل ظهور الإنقاذ. ولكن نسأل لماذا لم يترك الإنجليز مسألة إستخراج شهادات الميلاد من ضمن ما تركوا من الخدمة المدنية؟ ربما يقول قائل تركوها ولكن السودانيين أهملوها كما أهملوا السكة الحديد ومشروع الجزيرة وسودانير.
لم يترك الإنجليز إستخراج شهادات الميلاد إلا في المستشفيات الكبيرة والمدن التي بها قابلات قانونيات في تلك المدن. والمعروف أن 90% من سكان السودان كانوا وربما لا زالوا رعاة وسكان ريف وقرى لم تصلها يد الحضارة حتى اليوم. ودليلنا الطرفة المشهورة أيام رئاسة المحجوب للوزراة عندما طالب احد نواب البرلمان بنفاسات لمنطقته.. وكان يعني بالنفاسات القابلات.
في عام دخولنا المدرسة الأولية حاول بعض الأذكياء من سكان المدينة أن لا يسمح لأي طفل لا يحمل شهادة ميلاد أو تسنين من مقابلة لجنة القبول. كان العدد كبيراً تجاوز ال300 طفلاً. والمطلوب قبول 50 تلميذاً فقط. وعندما تمّ حصر حملة شهادات الميلاد والتسنين كان عددهم 150 طفلاً. تقدّم الناظر إبراهيم عباس – طيب الله ثراه- ناظر مدرستنا الأولية حينها وقال للجنة القبول: ما ذنب طفل عمره 7 سنوان يريد التعليم ويُحرم منه لأن والده راعي بقر أو غنم ولم يولد في المدينة أو بواسطة داية قانونية؟ أنتم تعاقبون طفلاً بجريرة الحكومة التي لم توفر القابلات القانونيات اللائي يقمن بتسجيل المواليد.
جعلوا الحكاية بالقرعة وكان الحظ وبعض الفهلوة هي الفيصل. ودخل كثيرون المدرسة وتركوها بعد عام أو عامين على الأكثر لأسباب تختلف بين تلميذ وآخر.
من عدم تسجيل المواليد بالطرق القانونية المعروفة إنبثقت شهادات التسنين. لم نعرف السر في أن كل المتسنين يسننوا أنهم من مواليد 1/1 من السنة المعنية؟ وصارت شهادة التسنين بمثل شهادة الميلاد الأصلية كوثيقة إثبات العمر عند التقدم بطلب توظيف لجهة حكومية وربما شركة خاصة. وحدث تلاعب كثير في شهادات التسنين وتزويرها وذلك تفادياً للمعاش عند بلوغ السن القانونية. فهنالك من زوّر سنين عمره وأنقصها أكثر من عقد من الزمان حتى يتسنى له المكوث في الميري أطول فترة ممكنة.
ومن مفارقات القدر أن كل مجلس قيادة الانقاذ كلهم كانوا من مواليد 1/1 لسنين متفاوتة! ويبدو أنهم جميعاً ريفيون متلي كي. وعنهم قال الهادي الضلالي طرفته المشهورة التي جعلته يزور بيوت الأشباح.وكل عام وكل مواليد 1/1 بخير. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

Tuesday 30 December 2014

الحب والجمارك



الحب والجمارك

رأت الحكومة فيما يرى النائم أن الشعب الفضل شعب حبِّيب جدّاً وهذا يعتبر استهلاك للطاقة الحبية للجماهير الشعبية من الجنسين. وبما أن إهدار الطاقة غير محبب وغير مرغوب فيه وبما أن الحكومة تحاول جهدها توفير الطاقة اللازمة لتطق الناس على رؤوسهم بها فقد قررت أنه لا يحق لأي زول – زول تعني الجنسين- أن يحب من يريد إلا بعد دفع الضرائب وتوابعها.
ستفرض الحكومة جمارك على الحب العابر للولايات.. فلا يحق لإنسان من كردفان أن يحب من كسلا مالم يدفع ضريبة الجمارك لأنه عبر بحبه حدود أكثر من ولاية. وكلما زاد عدد الولايات المعبورة بالحب على المحبين دفع جمارك مثنى وثلاثي ورباع وهلم جرا.
أما إذا كان أحد المحبان من بورتسودان والاخر من نيالا فعلى محب بورتسودان دفع الاتاوات من بورتسودان وحتى الخرطوم. وعلى محب نيالا دفع المستحقات من نيالا وحتى الخرطوم. على أن تُقسّم المبالغ المجموعة حسب تقسيم الثروة في السودان حيث تنال الخرطوم 95% من جملة المبلغ وتنال بورتسودان 3% ونيالا 2%. مساواة في الظلم بين نيالا وبورتسودان.
طبعاً هذا الإجراء يُعتبر حدّاً للتفلتات التي كثرت هذه الأيام وأنداحت واندغمت مع بعضها بما فيها التفلتات الحبية التي استغلها الإنتهازيون المحبون مستغلين انشغال الحكومة بتوفير لقمة الخبز الثمينة وغير سمينة للمواطن الكحيان مادياً وبالتالي جسدياً. وتكملة للإجراء أعلاه فقد صدرت القرارات اللازمة للحد من التفلتات الحبية بشارع النيل خاصة في مواسم الأعياد والأيام المقمِرة حتى لا تنفلت الحكاية بلا ضابط ولا رابط. فضباط المحلية موجودون لجمع الإتاوات والمحصلون جاهزون لتحقيق الربط المقرر من الهجمة على شارع النيل.
وبدون مناسبة نستفسر عن إختلاف أسعار السمسم بين القضارف وكردفان. فقد بلغ سعر قنطار سمسم القضارف 750 جنيهاً بينما بلغ سعر قنطار السمسم في كردفان 350-400 جنيهاً. يمتاز سمسم القضارف على سمسم كردفان القوز بأنه ناصع البياض ولكن هذه الصفة موجودة بسمسم كردفان الطين أو الجبال فلماذا هذا الفرق الكبير؟ ويمتاز سمسم كردفان قوز وطين على سمسم القضارف بنسبة الزيت في السمسم حيث لا تتعدى نسبة الزيت في سمسم القضارف 35% بينما تصل نسبة الزيت في سمسم كردفان جبلي وقوز إلى 42% .. الحكاية شوية صعبة على الفهم! والفاهم يشرح لينا شوية.
إختلاف نسبة الزيت تحدد استخدام السمسم صناعياً. فسمسم القضارف ينفع لصناعة الحلوى الطحنية والطحينة. وينفع سمسم كردفان لإنتاج الزيت. ولزيت السمسم استخدامات كثيرة بعضها طبي. فكيف لا تتدخل الحكومة في مسألة كهذه ربما تؤدي إلى أن ينفر مزارع كردفان من الزراعة ويلجأ للمدن لأداء مهن هامشية لا تساعد على تطوير عجلة اقتصاد الدولة؟
(العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

Monday 29 December 2014

الرجل المِناسب في المكان الغير مُناسب



الرجل المِناسب في المكان الغير مُناسب

لكي يكون كل أمر عديل وفي اتجاهه الصحيح ولكي تدار الامور بشفافية ودراية ومعرفة ينبغي وضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب. كلا الميمين في كلمتي المُناسب بالضم. ولكن لأن الأشياء عندنا مخلوطة ببعضها وفرزها صعب على الفارزين فهم يستخدمون أسوأ الضررين فيختارون خبط عشواء واحتطاب ليل ولهذا يضعون الرجل المِناسب (بكسر الميم) في المكان غير المناسب (بضم الميم) ولهذا تجد أن هنالك كثيرون يحتلون مواقع غير مواقعهم ولو كانت الأمور تسير وفق طبيعتها لما تبوأ كثيرون المناصب التي يحتلونها بقوة السلطة ومساعدة الحديد والنار!
المثل المصري يقول: (اعط الخبز لخبّازه حتى ولو يأكل نصفه). المعني واضح ولا يحتاج لشرح. فبدلاً من أن تفقد كل خبزك عليك القبول بالنصف ونحن نقول (المال تلته ولا كتلته) والمعنين واحد. لكن هل يعمل ولاة الأمر بهذين القولين؟ لا .. لمالكي زمام الأمور رؤى مختلفة وربما يفهمون في هذه الأمور أكثر منا نحن معظم السابلة. لكن الأخطاء المعقدة التي يرتكبها الموالون والمتوالون في مناصبهم تؤكد أنهم غير مؤهلين لحمل الأمانة التي رفضت الجبال والسماء والارض حِملها وحَملها الإنسان.
يقودنا قول الدكتور نافع علي نافع غير المؤسس عندما يحل فمه بأي كلام، فمن قوله لاهل القتيل الذي أُتهم فيه شقيقاه حين قال مشكلتكم مع الأمن مش معانا كان رجال امشوا لناس الأمن! واتمّ الناقصة حين قال: (المهدي إن قال إلا يعتذروا ليه نقول ليهو أقعد محل قاعد). وكأن السودان ملك للمؤتمر الوطني وليس لكل السودانيين. ألم يسمع هذا النافع بقول الإمام عبد الرحمن المهدي: (السودان للسودانيين) أو كما قال أهلنا: (سودانكو ليكو)؟
الأشياء ليست هي الاشياء في السودان كما قال الفيتوري.. فلو كان كل شخص في مكانه الصحيح لما تعدى نافع مرحلة مدرس للزراعة في الجامعة ولكن أقدار السودان الحبيب ساقته ليفتي في أمور هو لا يعلم عنها شيئاً ويتطاول على الإمام الحبيب بساقط قول لا ينفع حزبه ولا غيره. فلو وجهنا له سؤال ماهو السبب الذي يجعلك انت تتحدث عن السودان وكأنه ملكية خاصة لك ومن معك وتمنع ابن الامام المهدي مؤسس السودان من الحديث عن حق الشعب في ممارسة حياته الطبيعية كما يريد؟ ولا ننسى أن الامام الحبيب منتخب ديمقراطياً من الشعب ولم يأت للحكم على ظهر دبابة! فمهما أقمتم من انتخابات فهي مبنية على باطل وما بني على باطل فهو باطل.
أما مطالبة نافع للجميع في الاستمرار في الحوار ولن يُحل الحكومة ولن يؤجل الإنتخابات فهو يحاول أن يضع الجميع أمام الأمر الواقع خاصة الضعفاء المستوزرين والذين لن يجدوا مقعداً واحداً في البرلمان لو صارت الأمور بطبيعتها وليس بدغمستها. فأمثال جلال يوسف الدقير وغيرهم من أحزاب الكموفلاش لن تجد موطأ قدم لها عند الديمقراطية الحقّة. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها