Saturday 25 June 2016

كنت أظن!

كنت أظن!

الكل ممن عاصر حكم عبود أو من التابعين يصف عبود بالطيبة والقلب الكبير طبعاً بعد زوال حكمه. وبدأت الآن تظهر بعض الكتابات تدّعي أن نميري هو الآخر كان طيباً ويصفونه بكل الصفات الجميلة وما أظنه يتحلّى بواحدة منها. يكفي أنه بدأ بلينين وانتهى بولا الضالين كما كان يقول استاذي المرحوم سيد أحمد خليفة.

لم أقابل عمر البشير خلال سنين حكمه كلها إلا مرة واحدة بالصدفة في صلاة تراويح رمضان العام 1994 وكانت لحظات السلام وانتهى اللقاء معه. هذا الرجل عفوي بالطبع ويتصرف بعفوية أقرب إلى العشوائية وما رقصه في الحفلات إلا دليل على قولي. ولو حاولنا مقارنته بالزعامات العربية الحقة مثل جمال عبد الناصر وصدّام حسين نجد أن محصلته صفر فهو ليس من توب أولئك الزعماء. يتسمان بالجديّة المفرطة مع فسحة للطرافة والملاحة في حدود المعقول.

سوء أحوال معيشة المواطنين بالسودان واضحة وضوح الشمس لكل مراقب أو يعيش في السودان. ونحن في السودان أبناء قرية ونعرف بعضنا البعض بصورة لا تجدها في كل شعوب العالم. فكما قال لي أحد السعوديين: (كلكم قريتوا في حنتوب وخورطقت). الضائقة المعيشية مسؤول عن تذليلها وزراء بعينهم. عليهم التخطيط السليم لدرء البلاء والغلاء عن الشعب ولكن الحال يزداد سوءً يوماً بعد يوم وكل الوزراء موجودون في كراسيهم.

فتيات في عمر الزهور يعتقلن ويُخفى مكان إعتقالهن عن ذويهن والرئيس لا يتحرك  وقد دخل الشهر الكريم ولا يصدر مكرمة بإطلاق سراحهن لأنهن لم يرتكبن عملاً إدّاً وكل جريرتهن أنهنّ دافعن عن جامعتهن .. فهل الرئيس يعلم باحتجازهنّ أم لا؟ إن كان لا يعلم فتلك مصيبة وإن كان يعلم ولم يتصرّف فالمصيبة أعظم.

سوء الرئيس وسوء أدائه من البطانة التي حوله فهل اختار الرئيس الرجل المناسب في المكان المناسب أم الوضع غير ما يجب أن يكون عليه؟ ما نراه من سوء في الأداء يؤكد أنّ الخيارات المتاحة مع كثرتها فإنه يختار أسوأها على الإطلاق والنتيجة ما يعيشه المواطن من ضنك في العيش وسوء أحوال غير مسبوق في دولة الموارد الكثيرة. فهل راجع الرئيس موضع قدميه؟ أخشى عليه أنه يسير على تبن تحته ماء. (العوج راي والعديل راي).


Thursday 16 June 2016

200 ألف أسرة إلى مصر

200 ألف أسرة إلى مصر

جاء في الأخبار من فم وزير الإعلام أن هنالك 200 ألف أسرة غادرت السودان لقضاء شهر رمضان بمصر الشقيقة! لا تهمنا الأسباب فهي معروفة بلا شك لكل من يعرف حالة الوطن اليومين دول. وكان يمكن للحكومة أن تعمل على إزالة الأسباب التي تجعل المواطنين يغادرون بهذه الأعداد لمصر. فمشكلة الكهرباء خاصة في الخرطوم أصبحت أكثر من معقّدة ولا يمكن حلها حتى لو قام المفاعل الذري السلمي والسبب بسيط. لا يوجد مسؤول في الكهرباء من وزيرها وحتى أصغر فني فيها يعلم كم هو إستهلاك الخرطوم من الكهرباء؟ كم كيلووات تحتاجها أم بدة وكم غيرها تحتاجها الرياض وهلمجرا؟

الكل يعلم أن العاصمة ما زالت وستظل تتمدد أفقياً وهذا التمدد هو أحد أسباب إستهلاك الكهرباء فكلما زاد طول خطوط الكهرباء كلما زاد الفاقد وهذه بدهية لا تحتاج لمهندس توليد ليشرحها للناس. ومتى ما تمددت العاصمة رأسياً هذا بالطبع لو كان ممكناً فسنرى تحسناً واضحاً في الإمداد مع قليل من التوليد بالطبع.

لو افترضنا جدلاً أن كل أسرة تحمل معها إلى القاهرة مبلغ 2,500 دولار لزوم السكن والمواصلات والإعاشة الرخيصة في مصر فهذا يعني أننا فقدنا كدولة مبلغ 500 مليون دولار في شهر واحد!! رقم فلكي لدولة فقيرة تحتاج لكل دولار لما هو أهم من السياحة. هذه الشريحة التي صرفت هذا المبلغ كم تساوي نسبتها من عدد سكان السودان؟ إنها القسمة الضيزى فقليل من السكان يمتلكون الكثير من مال السودان. إننا نرى ظلماً بائناً بينونة كبرى يحيق بالمواطن المسحوق الفقير وبكل أسف نقول المنتج الذي يتعب ولكن تعبه يذهب أدراج الرياح ليتمتع بإنتاجه قلّة قليلة من أولاد (المصارين البيض).


ربما يقول لك قائل أن هذه الأموال تأتيهم من المغتربين فالمعنى واحد. كان يجب أن تدخل هذه الأموال إلى خزينة الوطن ليستفاد منها  ولكن سوء التخطيط والإدارة جعلت هذه الاموال الضخمة تتسرّب إلى مكان آخر ولا يستفيد  منها لا الوطن ولا المواطن إلا القلّة المحظوظة!  هل ترون حلاً في المنظور القريب لهذه المعضلة؟ ولكن أن تسألوا كم سيصرف المصطافون في أشهر يوليو وأغسطس من كل عام في مصر؟ أرقام فلكية يعلمها الأمن الاقتصادي المصري ويعملون لها ألف حساب ولا حلايب ولا شلاتين. (العوج راي والعديل راي).

تأييد الحكومة والعدالة الإجتماعية

تأييد الحكومة والعدالة الإجتماعية

ورد عن الاستاذ حسام بدراوي: (الناس تتحدث عن العدالة الإجتماعية وكأنها توزيع للثروة، ولكن مفهوم العدالة الإجتماعية هو: تحقيق حد أدني جيِّد من الخدمات العامة للمواطن، والمتمثلة في التعليم والصحة والمواصلات العامة ومياه صالحة للشرب وصرف صحِّي وتكافؤ في الفرص).

أعتقد أيّ إنسان عاقل قدّمت له حكومته أو دولته ما هو مطلوب من الحد الأدنى من العدالة الإجتماعية لن يألو جهداً في تأييدها ومساندتها ما أمكنه ذلك. ولكن إختلاف وجهات النظر في تفسير العدالة الإجتماعية بين الشعب والحكومة هو مربط الفرس. وحكومة السودان مثال حي لذلك.

في زمن حكم الإنقاذ هذا لا يوجد ما يُعرف بمبدأ تكافؤ الفرص في كل المجالات من التعليم والصحة وخلافه وحتى في التوظيف. يمكنك إجتياز المراحل التعليمية بمجهودك العقلي والذهني وبمساعدة والديك ونفسك وتتحصل في نهاية الأمر على الشهادة التي تؤهلك للحصول على وظيفة تحفظ لك مكانتك الإجتماعية. ولكن لا يوجد تكافؤ فرص هنا وتحتاج لواسطة لا تتوفّر لك للحصول على الوظيفة وقد يحصل عليها أحد ممن لديهم الواسطة وهو أقل منك درجة وتحصيل والأمثلة في السودان لا تحتاج لدليل.

ينطبق ما ورد أعلاه على الخدمات الطبية التي صارت في زمن حكم الإنقاذ لمن استطاع إليه سبيلا. ولهذا فالقادر يتعالج حتى خارج السودان والمسكين لا يجد حتى حقن الملاريا أو الأدوية المنقذة للحياة. أما حكاية توفير سبل المواصلات فلا أظنها تحتاج منا لذكر وسودانير وسودانلاين وسودانريل والنقل النهري دليل ساطع على أن الحكومة لا شأن لها بهذه الخدمات الترفيهية لتقدمها للمواطن.

الذي يحيرني أكثر ولا أجد له تفسيراً أن الحكومة تطلب من الشعب أن يؤيدها ويقف معها ضد أعدائها – لاحظ أنهم أعدائها وليسوا أعداء الشعب- دون سبب مقنع للشعب. فاستعداء أميركا وإسرائيل ودول الغرب لا دخل للشعب فيه ولكنها سياسة الحكومة الرعناء التي جلبت المشاكل دون مبرر واضح.


أما ما هو أكثر حيرة هو أن المواطن إذا عارض سياسة الحكومة يكون مصيره السجن والتشريد من جامعته أو وظيفته إن كان ما زال في وظيفة لا تسد رمقاً. هذه سياسة نسميها في ديار البقارة؛ (غرّة يا تشربي يا أكسر قرنك). لا تخدمني ولا تساعدني وتدخل في مشاكل مع طرف لا علاقة لي به وفي نهاية الأمر تطلب مساعدتي والوقوف معك دون مقابل وبعدم مساندتي لك يكون مصيري السجن كمواطن لا في عير الحكم ولا نفير المعارضة!! أليست هذه هي القسمة الضيزى التي وردت في القرآن الكريم؟ مالكم كيف تحكمون؟ (العوج راي والعديل راي).

Tuesday 7 June 2016

الأقربون أولى بالمعروف

الأقربون أولى بالمعروف

نقلاً من صفحة صديقي فيصل خليل : ( فكرة رائعة في رمضان ... اذهب للمحلات داخل الأحياء وأطلب من صاحب المحل دفتر المديونيات ستجد أرامل وفقراء يشترون بالدين .. ستجد المبلغ بسيط في نظرك ولكن ثقيل بالنسبة لهم. قم بتسديد المديونيات التي تستطيع سدادها واحذفها من الدفتر أو حتى جزء منها. إن لم تقدر على ذلك انشر الفكرة لعل قارئاً يتبعها .. فالدال على الخير كفاعله)

في الجانب الآخر الكل يعرف أهله ومقدراتهم المالية فلماذا لا تذهب لأهلك المحتاجين وتقدِّم لهم ما بحوزتك من مال أو دعم عيني وأنت تعلم حوجتهم؟ فتفقُّد أحوال الأقربين الذين هم أولى بالمعروف واجب عليك كمُحسِن ولك أجران. فهلا إنتبه المحسنون والعاملون معهم لهذه النقاط البسيطة علّ أن تصل حسناتهم إلى من يستحقها لا أن تُوزّع لمن لا يريدونها ولا أقول يستحقونها. ( العوج راي و الأقربون أولى بالمعروف
نقلاً من صفحة صديقي فيصل خليل : ( فكرة رائعة في رمضان ... اذهب للمحلات داخل الأحياء وأطلب من صاحب المحل دفتر المديونيات ستجد أرامل وفقراء يشترون بالدين .. ستجد المبلغ بسيط في نظرك ولكن ثقيل بالنسبة لهم. قم بتسديد المديونيات التي تستطيع سدادها واحذفها من الدفتر أو حتى جزء منها. إن لم تقدر على ذلك انشر الفكرة لعل قارئاً يتبعها .. فالدال على الخير كفاعله)


في الجانب الآخر الكل يعرف أهله ومقدراتهم المالية فلماذا لا تذهب لأهلك المحتاجين وتقدِّم لهم ما بحوزتك من مال أو دعم عيني وأنت تعلم حوجتهم؟ فتفقُّد أحوال الأقربين الذين هم أولى بالمعروف واجب عليك كمُحسِن ولك أجران. فهلا إنتبه المحسنون والعاملون معهم لهذه النقاط البسيطة علّ أن تصل حسناتهم إلى من يستحقها لا أن تُوزّع لمن لا يريدونها ولا أقول يستحقونها. ( العوج راي والعديل راي)