Thursday 16 June 2016

200 ألف أسرة إلى مصر

200 ألف أسرة إلى مصر

جاء في الأخبار من فم وزير الإعلام أن هنالك 200 ألف أسرة غادرت السودان لقضاء شهر رمضان بمصر الشقيقة! لا تهمنا الأسباب فهي معروفة بلا شك لكل من يعرف حالة الوطن اليومين دول. وكان يمكن للحكومة أن تعمل على إزالة الأسباب التي تجعل المواطنين يغادرون بهذه الأعداد لمصر. فمشكلة الكهرباء خاصة في الخرطوم أصبحت أكثر من معقّدة ولا يمكن حلها حتى لو قام المفاعل الذري السلمي والسبب بسيط. لا يوجد مسؤول في الكهرباء من وزيرها وحتى أصغر فني فيها يعلم كم هو إستهلاك الخرطوم من الكهرباء؟ كم كيلووات تحتاجها أم بدة وكم غيرها تحتاجها الرياض وهلمجرا؟

الكل يعلم أن العاصمة ما زالت وستظل تتمدد أفقياً وهذا التمدد هو أحد أسباب إستهلاك الكهرباء فكلما زاد طول خطوط الكهرباء كلما زاد الفاقد وهذه بدهية لا تحتاج لمهندس توليد ليشرحها للناس. ومتى ما تمددت العاصمة رأسياً هذا بالطبع لو كان ممكناً فسنرى تحسناً واضحاً في الإمداد مع قليل من التوليد بالطبع.

لو افترضنا جدلاً أن كل أسرة تحمل معها إلى القاهرة مبلغ 2,500 دولار لزوم السكن والمواصلات والإعاشة الرخيصة في مصر فهذا يعني أننا فقدنا كدولة مبلغ 500 مليون دولار في شهر واحد!! رقم فلكي لدولة فقيرة تحتاج لكل دولار لما هو أهم من السياحة. هذه الشريحة التي صرفت هذا المبلغ كم تساوي نسبتها من عدد سكان السودان؟ إنها القسمة الضيزى فقليل من السكان يمتلكون الكثير من مال السودان. إننا نرى ظلماً بائناً بينونة كبرى يحيق بالمواطن المسحوق الفقير وبكل أسف نقول المنتج الذي يتعب ولكن تعبه يذهب أدراج الرياح ليتمتع بإنتاجه قلّة قليلة من أولاد (المصارين البيض).


ربما يقول لك قائل أن هذه الأموال تأتيهم من المغتربين فالمعنى واحد. كان يجب أن تدخل هذه الأموال إلى خزينة الوطن ليستفاد منها  ولكن سوء التخطيط والإدارة جعلت هذه الاموال الضخمة تتسرّب إلى مكان آخر ولا يستفيد  منها لا الوطن ولا المواطن إلا القلّة المحظوظة!  هل ترون حلاً في المنظور القريب لهذه المعضلة؟ ولكن أن تسألوا كم سيصرف المصطافون في أشهر يوليو وأغسطس من كل عام في مصر؟ أرقام فلكية يعلمها الأمن الاقتصادي المصري ويعملون لها ألف حساب ولا حلايب ولا شلاتين. (العوج راي والعديل راي).

No comments:

Post a Comment