Thursday 16 June 2016

تأييد الحكومة والعدالة الإجتماعية

تأييد الحكومة والعدالة الإجتماعية

ورد عن الاستاذ حسام بدراوي: (الناس تتحدث عن العدالة الإجتماعية وكأنها توزيع للثروة، ولكن مفهوم العدالة الإجتماعية هو: تحقيق حد أدني جيِّد من الخدمات العامة للمواطن، والمتمثلة في التعليم والصحة والمواصلات العامة ومياه صالحة للشرب وصرف صحِّي وتكافؤ في الفرص).

أعتقد أيّ إنسان عاقل قدّمت له حكومته أو دولته ما هو مطلوب من الحد الأدنى من العدالة الإجتماعية لن يألو جهداً في تأييدها ومساندتها ما أمكنه ذلك. ولكن إختلاف وجهات النظر في تفسير العدالة الإجتماعية بين الشعب والحكومة هو مربط الفرس. وحكومة السودان مثال حي لذلك.

في زمن حكم الإنقاذ هذا لا يوجد ما يُعرف بمبدأ تكافؤ الفرص في كل المجالات من التعليم والصحة وخلافه وحتى في التوظيف. يمكنك إجتياز المراحل التعليمية بمجهودك العقلي والذهني وبمساعدة والديك ونفسك وتتحصل في نهاية الأمر على الشهادة التي تؤهلك للحصول على وظيفة تحفظ لك مكانتك الإجتماعية. ولكن لا يوجد تكافؤ فرص هنا وتحتاج لواسطة لا تتوفّر لك للحصول على الوظيفة وقد يحصل عليها أحد ممن لديهم الواسطة وهو أقل منك درجة وتحصيل والأمثلة في السودان لا تحتاج لدليل.

ينطبق ما ورد أعلاه على الخدمات الطبية التي صارت في زمن حكم الإنقاذ لمن استطاع إليه سبيلا. ولهذا فالقادر يتعالج حتى خارج السودان والمسكين لا يجد حتى حقن الملاريا أو الأدوية المنقذة للحياة. أما حكاية توفير سبل المواصلات فلا أظنها تحتاج منا لذكر وسودانير وسودانلاين وسودانريل والنقل النهري دليل ساطع على أن الحكومة لا شأن لها بهذه الخدمات الترفيهية لتقدمها للمواطن.

الذي يحيرني أكثر ولا أجد له تفسيراً أن الحكومة تطلب من الشعب أن يؤيدها ويقف معها ضد أعدائها – لاحظ أنهم أعدائها وليسوا أعداء الشعب- دون سبب مقنع للشعب. فاستعداء أميركا وإسرائيل ودول الغرب لا دخل للشعب فيه ولكنها سياسة الحكومة الرعناء التي جلبت المشاكل دون مبرر واضح.


أما ما هو أكثر حيرة هو أن المواطن إذا عارض سياسة الحكومة يكون مصيره السجن والتشريد من جامعته أو وظيفته إن كان ما زال في وظيفة لا تسد رمقاً. هذه سياسة نسميها في ديار البقارة؛ (غرّة يا تشربي يا أكسر قرنك). لا تخدمني ولا تساعدني وتدخل في مشاكل مع طرف لا علاقة لي به وفي نهاية الأمر تطلب مساعدتي والوقوف معك دون مقابل وبعدم مساندتي لك يكون مصيري السجن كمواطن لا في عير الحكم ولا نفير المعارضة!! أليست هذه هي القسمة الضيزى التي وردت في القرآن الكريم؟ مالكم كيف تحكمون؟ (العوج راي والعديل راي).

No comments:

Post a Comment