Friday 6 June 2014

تجارة المخدرات وحكم الإعدام

تجارة المخدرات وحكم الإعدام

ورد في محكم التنزيل أن عقوبة القتل العمد هي القتل مالم يعف صاحب الحق. ومن قتل نفساً بغير نفس كمن قتل الناس جميعاً. ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعاً. وأن جريمة الفساد في الأرض و الحرابة وقطع الطريق يعادلها القتل والصلب والنفي من الأرض. فتعريف الفساد في ذلك الزمن النقي لا يقارن بما هو متعارف عليه من فساد اليوم على جميع الأوجه والصُعُد.

ولنناقش كل على حده، هل هنالك فساد في الأرض اليوم أكثر من تدمير عقول الشباب وإخراجهم من دائرة الإنتاج المفيد لهم ولأسرهم ووطنهم؟ هل هنالك فساد أكبر من قتل الشباب بالجرعات الزائدة من المخدرات وحرمان الوطن والأسر منهم؟

جريمة الحرابة وقطع الطريق محدودة المدى.. فمهما قطع قاطع الطريق السبيل على المسافرين فلن يتعدى جرمه عدداً محدود من السالكين للطريق المقطوع بواسطته. فما هو حكم قاطع الطريق ومقيم الحرابة في الشريعة الإسلامية التي يتمشدق نافع بها صباح مساء؟ الحكم هو القتل والقطع من خلاف والنفي من الأرض. إذن قياساً على ذلك – والقياس هو أحد الأحكام في الشريعة: القرآن والسنة والإجماع والقياس. فأيهما أشد حرابة وتدميراً للمجتمع والوطن من يقطع الطريق على عدد محدود من المسافرين أم يقطع الطريق القويم على الشباب؟

يقطع الطريق على الشباب ببيعهم المخدرات بأنواعها. يقطع بذلك عقولهمم عن التفكير وأجسامهم عن الإنتاج ويخرجهم من دائرة المفيدين للوطن. إن بايع المخدرات يدمر وطناً في شكل مجموعات من الشباب الذي سيتضرر الوطن من فقدان سواعده للبناء المرتقب. وتتضرر أسر الشباب لأنها كانت تتوقع منهم عائداً وخيراً في مقبل الأيام عندما يكون الوالدان في حاجة ماسة لأبنائهم لإعانتهم على نائبات الدهر وتقدم العمر.

في دول كالمملكة العربية السعودية وماليزيا وهما دولتان تعتبران قدوة لنا في كل شئ. فالسعودية هي أرض الحرمين الشريفين والتي يتوق كل سوداني لزيارتها والتبرك بأراضيها المقدسة دون شك. وبها تعمل أكبر جالية سودانية وتمد السودان بطريق مباشر وغير مباشر بعون يساعد الوطن والأهل. أما مليزيا فهي محجّة الهاربين بأموالهم المنهوبة من الوطن كنزاً لها حتى يأتي يوم تُكوى بها جباههم كما ورد في القرآن الكريم. في كلا الدولتين إن عقوبة حيازة المخدرات هي الإعدام بالسيف أو الشنق. فلماذا لا نقتدي بهما ونجعل حكم المتاجرة بالمخدرات هي الإعدام بدون لف ودوران ومحاكم ومحامين؟

ولكن قد تظهر فئة من المتحذلقين وتقول لك: أن البنقو السوداني المعروف ليس بمخدرات. فأميركا وهولندا تعاملان البنقو السوداني مثل معاملة المارجونا بأنه حشيش لا يرقى لمستوى المخدرات ولذا لا تعتبر حيازته كحيازة المخدرات المعروفة مثل الكوكايين والهيروين وحبوب الهلوسة. ولكننا لسنا بهولندا ولا أميركا.. وعليه نعتبر البنقو مثله مثل باقي المخدرات طالما يغيِّب العقل لمدة وبالتالي يتسبب في الضرر حتى ولو لمدة قصيرة.

لن يرعوي تجار المخدرات عن ممارسة مهنتهم هذه مالم يعلموا أن العقوبة المقابلة لهذا العمل المنكر هي الإعدام، لأن الأرباح التي يجنونها من تجارة المخدرات تجعلهم يخاطرون بكل ما هو ممكن ومستحيل ليحققوا تلك الأرباح التي ذاقوا حلاوتها. لكن عندما تأتي المسالة للروح.. فيا روح ما بعدك روح.. وعندها يفكر تاجر المخدرات مرتين قبل أن يقدم على مخاطرة قد يربح منها الكثير من المال وقد يفقد حياته مقابلها.

أقطعوا الطريق على تجار المخدرات ومروجيها بأن تجعلوا عقوبة حيازة وتجارة ونقل المخدرات هي الإعدام شنقاً حتى الموت .. وأحكموا على تاجر أو تاجرين لتروا النتيجة. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب وإشترك معنا فيها:

No comments:

Post a Comment