Tuesday 3 February 2015

هدية القصر وهدية ابن سينا



هدية القصر وهدية ابن سينا

أجرى الملك خالد ملك المملكة السعودية عليه الرحمة عملية جراحية بمستشفى كبير بلندن. كان من ضمن طاقم الأطباء الذي أجرى العملية طبيبان سودانيان. عندما منّ الله على الملك بالصحة والعافية طلب من إدارة المستشفى إحضار كل طاقم العملية. طلب منهم الملك خالد مكافأة لهم على جهدهم في العملية فليطلب كل منهم ما يريد. طلبد كل عضو في الطاقم ما شاء له أن يطلب. تبقى فقط الطبيبان السودانيان. قالا له: نريد معدات لمستشفى القلب بمستشفى الخرطوم. صدق على طول بما طلبا. وقال لهما: أطلبا لنفسكما ما شئتما. رفضا الطلب وقالا له: هذه تكفينا لانها للشعب السوداني.
كلنا سمعنا قصة حرم سفير اليابان بالخرطوم وهي في نفس الوقت ابنة إمبراطور اليابان التي اصيبت بمغص حاد كان نتيجة الزائدة الدودية. كان السفير الياباني مصراً على ارسالها إلى القاهرة لإجراء العملية ولكن دكتور زاكي الدين اقنعه بأنها لن تصل القاهرة حية. أجرى لها دكتور زاكي الدين العملية كللت بالنجاح وهي عملية لا يقاس بها علم مستر زاكي الدين. وعندها طلب إمبراطور اليابان من زاكي الدين أن يطلب ما يشاء. طلب المستر زاكي الدين مستشفى كاملاً وقامت مستشفى إبن سينا.
لو أردت أن أعدد لكم مثل هذه الأمثلة كثيرة وجنودها مجهولون. ولكن أعمالهم بائنة للعيان. أوردنا المثالين السابقين لمجرد المقارنة بين هذه الهدايا التي استفاد منها كل الشعب وهدية الصينين التي عبارة عن قصر للرئاسة! هل نقص القصر من مكاتب حتى تهدي لنا الصين قصرا بتكلفة بعشرات الملايين من الدولارات ونحن دولة تستورد القمح والدواء وغيرهما؟
أليس بين ناس الحكومة والمقربين من الرئيس عاقل واحد يقترح عليه أن تهدي لنا الصين هدية يستفيد منها كل الشعب في صورة مستشفى في صورة طريق تكلمة أو طريق صيانة أو حتى طريق جديد لطول 40 كلم في فيافي السودان التي تحتاج اليوم لما لا يقل عن مليون كلم من الطرق المعبدة بعد أن أنهينا السكة الحديد بيدنا لا بيد عمرو؟
يقول مثلنا العامي : (ود ابزهانة ياكل في اللكوندة وينوم في الجامع). بدأت قصة المباني ببنك السودان المركزي وهو لا يملك عملات صعبة ليدفع منها تكاليف المستورد من السلع الضرورية لحياة ومعيشة الإنسان. وبعشرات الملايين من الدولارات أشادوا قصراً سموه البنك المركزي وهو أفرغ من العملات الحرة من فؤاد أم موسى.
إن إختلال الأولويات لدى منسوبي الحكومة أو قل مراعاة المصالح الخاصة على المصلحة العامة هما سبب البلاوي التي تحيط بالوطن من كل حدب وصوب. الجامعات لا ميزانيات لها بل لا مباني لها مثل جامعة بحري وغيرها من المسخ المشوّه من الكليات التي وزرعوها كما المدارس الثانوية في أصقاع السودان بلا معلمين يحملون مؤهلات تجعلهم في مصاف مدرسي الجامعات. النتيجة خريجون لا يعرفون الفرق بين الألف وكوز الذرة مما تعلموا!! (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment