Tuesday 10 February 2015

لماذا ضرائب المغتربين؟



لماذا ضرائب المغتربين؟

هنالك فرق بين الضرائب والرسوم. فالضرائب تقدير مبلغ يدفعه المواطن حسب دخله أو حسب الطريقة التي تحسب بها الضرائب للدولة مقابل خدمات بعينها. فمثلاً في بريطانيا يدفع المواطن ضريبة المجلس Council Tax وهذه تُقدّر حسب مساحة المنزل الذي يسكنه المواطن. حيث تقسم المنازل لدرجات   A, B, C … حسب عدد الغرف وموقع المنزل والمدينة. وتصلك تفاصيل ما دفعت وأين تذهب، فكم قرشاً من كل جنيه تدفعه تذهب لخدمات الإسعاف أو الشرطة أو المطافئ أو تنسيق الحدائق وإنارة الشوارع وهلم جرا.
في السودان تُجمع الضرائب وما يلحقها من إتاوات دون أن يعرف المواطن دافع الضريبة لماذا يدفعها وأين تذهب المبالغ التي يدفعها. فمثلاً نحن ندفع ضريبة القطعان وذلك مبلغ كذا جنيه على الرأس من الماشية أو الأغنام أو الإبل. وعندما نستفسر عن سبب دفع هذا المبلغ وما هو المقابل الذي نجده من الحكومة جراء دفعنا لهذا المبلغ لا تجد من يفيدك بقول سديد من الشاب الذي يجمع الضريبة إلى والي الولاية.
ففي حالة القطعان وضريبتها نحن ندفع تكلفة شراء المياه لسقيها سواء كانت من الحفائر أو الدوانكي. نقوم بسداد قيمة الأدوية التي نستخدمها عند حدوث وبائيات بالمنطقة. ندفع أجر الطبيب المعالج وفريقه الطبي ونتحمل تكلفة ترحيلهم من المستشفى وحتى أماكن الرعي حيث توجد الماشية. ونقدم لهم الإكراميات لحسن تصرفهم وخدمتهم لنا ولماشيتنا. فسؤالنا الدائم هو لماذا ندفع ضريبة القطعان ومقابل ماذا من الخدمات؟
فوجئت ذات مرة وأنا أجالس المدير التنفيذي لمحلية أم طرقاً عراض بوصول محصل إحدى نقاط التحصيل ومعه 26 مليون جنيهاً أيام كان الحساب بالمليون. وعندها بدأ الموظفون يدخلون على المدير التنفيذي كل بطلب يحمله في يده. كان الرجل كريماً معهم وكان يُصدِّق كل طلب وُضِع امامه ويكتب في ورقة بجانبه المبلغ الذي صدّق به. وبعد ساعة بقليل أوقف التصاديق فقد صرف كل المبلغ الذي أتى به المحصِّل. وقال لي: لو لم أصدِّق لهؤلاء الناس لما تركوني أعمل ولجاء كل بحجته وأضاع وقتي ووقته.
هنا عرفت أن كل المداخيل التي يدفعها المواطن سواء كانت ضرائب مباشرة أو غير مباشرة أو جبايات بمسميات تتماشي مع حاجة المحلية تذهب لسداد متطلبات الفصل الأول وما يتبعه من منصرفات. هذا يقودنا للسؤال عنوان المقال. فإذا كانت الضرائب تدفع مقابل خدمات فأي خدمات تُقدّم للمغترب حتى يدفعه مقابله ضرائب؟
علمنا أن المغترب يدفع رسوماً على أي شهادة تحرر له من قبل منسوبي السفارة ومثالاً لا حصراً استخراج شهادات ميلاد الاطفال.. إضافة طفل لجواز والدته .. تجديد جواز السفر .. توكيل لآخر بالسودان لينوب عن المغترب.. وكما قال أحد الظرفاء رسوم دخول السفارة ورسوم شرب كوز ماء من الكولر داخل السفارة. فإن كان المغترب يدفع كل هذه الرسوم فمقابل ماذا يدفع الضرائب على عمل أداه وأجر قبضه خارج الوطن؟ إنه حكم قراقوش الذي نسمع عنه فقد صار حقيقة ماثلة أمام المغترب. (العوج راي والعديل راي)
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment