Saturday 21 February 2015

التُّرابي الثّعلب المكّار



التُّرابي الثّعلب المكّار

هل يجب علينا الركون إلى ما يقوله الشيخ حسن الترابي هذه الأيام .. كلاماً عائماً يقبل التفسير حسب هوى السامع والمحلل. أي حمّال أوجه. وعندما ترجع لكلمات درق سيدو كمال عمر وتناقضه الذي يساوي 180 درجة تستغرب كيف يكذب هؤلاء الناس حتى على أنفسهم وكيف يتلونون مثل الحرباء حسب ظرف المكان؟
عند إنقلاب الإنقاذ الكل سمع العبارة الشهيرة أذهب أنت إلى القصر رئيساً وأذهب أنا إلى السجن حبيساً. كان ذلك ذرّاً للرماد في العيون في ميكافيلية لا تخطئها العين وإنتهازية يراها الأعمى ويسمعها الأصم. وعندما تتزاوج الميكافيلية مع الإنتهازية فالمولود أشبه بقصة الطائر (أم برشتي). يقال في الأثر أن الصقر المشهور عقّب طير النو تزوج من الحدية المعروفة.. وعندها توقعت الطيور أن يلدا صقراً ولا ككل الصقور ولكن خاب فأل الجميع فولدا الطيرة (أم برّشتي) وهي أخيب أنواع الطيور. ألا تنطبق هذه القصّة على المولود الإنقاذ؟ بلا شك.
عندما يختلف اللصان يظهر المسروق كما هو معروف. وحانت ساعة الاختلاف في العام 1999 بين الميكافيلية والإنتهازية، فعندما كان هذا يتدبي كان الآخر في الدبّة. وأنكشف المستور. وقال كل طرف في الثاني ما لم يقله مالك في الخمر. وظهرت الأسرار التي كانت حبيسة المصلحة الخاصة.
أكتفت مجموعة الإنتهازية بعزل المجموعة الأخرى وتجفيف منابع رزقهم وعصرهم حتى جابوا الزيت. وبدأوا يتسللون واحداً تلو الآخر نحو النادي الكاثوليكي فالمصلحة الخاصة فوق كل اعتبار، ونال كل منهم ما يروي ظمأه ويشفي غليلة. وصارت مجموعة الميكافيلية تناطح الصخر وهي ترى الماء يتسرب من بين أصابعها. وبما أن مبدأهم هو الغاية تبرر الوسيلة فقد بدأوا في إطلاق الشائعات على الطريقة الشيوعية المعروفة بتحطيم الغير وإغتيال الشخصية.
روى الشيخ قصة ذلك الذي أدّى القسم أما الرئيس وبعدها قال لهم القولة التي نشك أنه قالها بخصوص الغرباوية التي يغتصبها جعلي، الطريقة التي عرضت بها الشائعة ساذجة ولا يقبل العقل السوي إلا إذا كان هنالك غرض. واليوم تغيّرت نبرة مجموعة الميكافلية وتريد أن تركب نفس الموجة الإنتهازية بعد أن لوّحت لهم تلك المجموعة ببريق السلطة التي فقدوها ويسيل لعابهم لها. فصار كمال عمر هو بوق المؤتمر الوطني بلا أدنى حياء. وصار الشيخ يجالس نافع الذي تهكّم عليه وسخر منه ذات يوم بعد المفاصلة.
كيف تطلبون منا أن نصدق أنساناً يكذب كما يتنفس ويغير رأيه 180 درجة حسب ما تقتضي الضرورة والمصلحة الخاصة؟ نُحكِّم عقولنا ولن نرضى أن نكون ساذجين نصدق الكاذب دوماً ونصفق للظالم أبداً. أفيقوا أيها المشاهدون لسيرك اللامعقول في سياسة السودان. (العوج راي والعديل راي)
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment