Friday 13 February 2015

الحكّامة فاطمة لقاوة



الحكّامة فاطمة لقاوة

اليوم يمكننا القول أن دور الحكّامات التّقليديات اللائي يسقن الشّباب إلى حتفهم بوعيهم وبغير وعي قد إنتهى إلى الأبد بظهور الحكامة فاطمة لقاوة.. حكّامة من نوع مختلف.. حكّامة تعمل العقل قبل العاطفة.. توزن الأمور بعقل واع وعاطفة تنحاز للحق وتعمل من أجل إحقاقه. إنّها حكّامة تحمل شهادة جامعية في الفكر والأدب .. تدعو الجميع لتحكيم عقولهم وتطلب من الرجال الإيفاء بوعودهم وتنفيذها فوعد الحر دين عليه.
عندما تحدثت معها كنت اتحدث مع شابة في عمر ابني ولكن لها عقل اِمرأة كاملة النضح تعرف ما تقول وعن ماذا تتحدث. مثقفة تفهم قولها ولا تنطق إلا بجميل القول ومعقوله. تعمل مُعلِّمة وغير محتاجة لمجد ولا لكي تمد يدها طالبة صدقة من أحد. تشارك شباباً مسالمين يريدون حقّهم فقط في منطقة البترول يجري من تحتها. قدّم شيبها قبل شبابها أرواحهم دفاعاً عن الوطن.
برجاحة عقلها ومشروعية مطالبها والشباب الذين من حولها من الجنسين جعلت ولاة الأمر في حيرة من أمرهم. لم تكن كسابقيها مِن مَن تعاملوا مع الإنقاذ مطالبين لنفسهم قبل أهلهم. حصر مطالبها في ما تحتاجه لقاوة جعل التّعامل معها أشبه بالمستحيل. إن منسوبي الإنقاذ يريدون من يأتيهم مادّاً يده لهم ليطعموا فمه حتى تستحي عينه. لم تمد فاطمة يدها لطلب خاص بها ولهذا احتاروا في حل مشكلها. وجدوا شخصاً لاول مرة يتحدث عن مشروعية مطالبه وما وُعِد به من قبل المسؤولين الإنقاذيين جميعهم.
معتمد محلية لقاوة وهو عبد المأمور استخدم مع الشباب ومطالبهم المشروعة طريقة البصيرة أم حمد. اعتقل من اعتقل وحبس من حبس واطلق من اطلق والدرب دقش ليهو الموية. حاول تكميم أفواهم بمنع قيام الندوات السلمية المطلبية الغير سياسية.. ولانه يسير بلا هدى ولا خارطة طريق يهتدي فقد زاد طين المشكلة بلة.
لم يستفد المعتمد الوافد على المنطقة من الشعار الذي رفعه الشباب بقيادة فاطمة لقاوة وهو شعار مطلبي بحت لا علاقة له بالسياسة. (لا حزبية ولا قبلية لقاوة هي القضية) و (لا وعود ولا تمنِّي التنمية مطلب شعبي). ولكن السؤال أين من يفترضون في أنفسهم أنهم زعماء المسيرية من أمثال الوالي السابق عمر سليمان وزمرته التي قسمت القبيلة العريقة إلى كيمان لا تُسمِن ولا تُغنِي من جوع؟ (دخّلوا أضانيهم في الصوف). عليكم مساندة شباب بلادكم حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وحيث لا ينفع الندم.
ألم أقل لكم أنّ دور الحكّامات التّقليديات قد ولى إلى غير رجعة ورجع بنا التاريخ لرابحة كنانية أخرى متمثلة في الأستاذة فاطمة ضيف الله علي المشهورة بفاطمة لقاوة؟ متّعك الله بالصحة والعافية ونصرك في قضيتك العادلة يا رب. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment