Saturday 14 February 2015

ماذا تريد الحركات بعد؟



ماذا تريد الحركات بعد؟

يشن الجميع حملة شعواء ويقومون بمجهودات كل حسب قدرته واستطاعته لاسقاط نظام الانقاذ الذي هو ساقط لا محالة ولكن لم تظهر دابة الأرض التي تأكل منسأته بعد. وإن ذلك لقريب آت بقدرة الله. ولكن قليلون يفكرون في ما بعد سقوط الإنقاذ! بماذا سنرضى كشعب حُرِم من الحرية والديمقراطية لمدة تجاوزت ربع القرن؟ ما هو الحد الأدني للتفاهم والحوار بين الأطراف المعنية بالحكم الديمقراطي في مرحلتيه الإنتقالية والمنتخبة؟
كيف يتم تمثيل الأحزاب والمنظمات والهيئات والحركات في الحكومة الإنتقالية وماهي المرجعية التي سيستند عليها الجميع لتحقيق الحد الأدنى من التوافق ليصلوا جميعاً لبر أمان الديمقراطية والحكم الراشد؟ من سيدعي أنه صاحب الغلبة والأغلبية من بين المجموعات المتحاورة ومن غيره يدعي أن له اليد الطولى في اسقاط الإنقاذ؟
أسئلة حائرة ينبعي النظر إليها بعين الحذر وليس بعين السهولة، فليس من السهولة بمكان أن تقتنع الحركات أن تكون للأحزاب اليد العليا في مسألة تقسيم كيكة السلطة الإنتقالية. وستظهر فجأة نقابات قديمة تنفض غبار السنين عنها وتطالب بنصيبها من الحكم مدعين أنهم أكثر الفئات تضرراً .. تشرّد أعضاؤها ودفعوا ضريبة النضال عن بقية الشعب.
وستظهر الأحزاب فمنها من يقول لك أنا أكبر حزب حتى قيام الإنقاذ ويجب أن يكون هذا هو البندول أو المؤشر الذي يحكم تقسيم مناصب الحكم بين الأحزاب وغيرها. ويظهر لك حزب يدعي أنه صاحب الصوت الأعلى في النضال والجهاد ضد الحكم خلال السنين الفائتة. وسيدعي حزب ثالث أنه شارك في الحكومة بقصد أن ينخر فيها من الداخل ويشارك في اسقاط الإنقاذ من داخلها.
أما الحركات فلن ننسى موقف جون قرنق وحركته عندما وصف حكومة سوار الذهب بمايو 2 فستظهر لك الحركات وبراعمها المتفتتة منها وتدعي أنها هي من تسبب في إضعاف الإنقاذ ونخر في قواها حتى خارت وباتت لقمة سائغة للآكلين وهلم جرا. ولن تقبل الحركات مجتمعة أو فرادى إلا بنصيب الأسد من الحكم الإنتقالي لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم لن يفوزوا في إنتخابات حرة ديمقراطية حتى في مناطقهم التي يناضلون باسمها. ولهذا فذهاب الحكومة الإنتقالية نفسه وقيام الإنتخابات ستكون قضية خلاف جاهزة تقعد بالوطن سنين عددا.
هذا من الجانب السياسي عسكري.. فكيف يكون حال الجانب الاقتصادي؟ المتفائلون وهم كُثّر سيقولون تمنياً أن المعونات ستتدفق على الوطن من الأصدقاء والأشقاء ويمكنها حل المشكل الاقتصادي حتى ولو لحين حتى تُنتخب حكومة ديمقراطية تتولى حل هذا المشكل. ولكن لا ضمان لتمنيات أكثر منها رجاء .. فالرجاء مأمول به والتمنيات أقرب إلى المستحيلات. وما نتمناه لا ندركه بالسهولة التي يتخيلها البعض وهي عصية المنال.
حتى الآن لم نسمع أن الحركات والاحزاب وكل أعداء الإنقاذ قد جلسوا وحددوا ماذا سيكون الحال بالتفصيل حيث يكمن الشيطان. يقفزون لاسقاط الحكومة ويتبعه كلام مبهم عن مشاكل لا تحل مشكلة الوطن والمواطن الذي صار يبحث عن غذاء يومه. وما يفعلونه نعده من نوع دفن الرؤوس في الرمال أو تغطية النار بالعويش. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment