Monday 1 December 2014

لكي تضيع أبيي يا المسيرية

لكي تضيع أبيي يا المسيرية

لدينا عدة أسئلة لم نجد لها جواباً. لماذا يتحارب المسيرية فيما بينهم ويقتلون ويُقتلون بأيدي بعضهم البعض؟ من هو الذي سلّح المسيرية بالأسلحة الثقيلة الراجمات وهلم جرا؟ ماهي الفائدة التي ستعود على المسيرية من جرّاء الإحتراب فيما بينهم؟ وأخيراً من هو المستفيد الفوري من هذه الحروب العشوائية بين بطون المسيرية المختلفة؟
كثيرون من القيادات الكرتونية لقبيلة المسيرية التي فرضها الواقع المذري للقبيلة تتحدث من على أعلى المنابر وتقول أن أبيي مسيرية ولن يتركوها ترحل إلى جنوب السودان! وتحت تحت يقبضون الدولارات ثمناً لإشعال حرب لا تبق ولا تذر من المسيرية حتى لا يجد المسيرية جند للحرب عندما يشتد الوغي. فهل هنالك من يقنعني أن أولاد عمران والزيود يمكن أن يكونوا في جيش واحد لاسترداد أبيي؟
لا نغالط الحقائق ونقول ممكن فهو رابع المستحيلات. فلا يمكن لعاقل أن يحارب كتفاً لكتف مع من قتل شقيقه أو ابن عمِّه. وهذا هو أحد المطلوب من الذين يخططون لقيادات المسيرية الكرتونية. زرع فتنة لا تبق ولا تذر اي نوع من العلائق بين بطون المسيرية. وعندما تهجم قوات الجنوب على بطن أولاد عمران – لا سمح الله- فسيقف بطن الزيود متفرجاً بل شامتاً على من كانوا يحاربونه بالامس ولم يضعوا حساباً لمثل هذا الموقف. والعكس صحيح إذا هاجمت قوة أجنبية بطن الزيود فسيقف أولاد عمران فرّاجة شامتين. وهذا هو المطلوب تحقيقه من الذين يخططون الآن لحروب قامت وحروب قادمة بين بطون المسيرية. وما حرب الزيود وأولاد عمران إلا بداية القصيدة التي بدايتها كفر.
أفادني مسيري في بريد خاص أن تخطيط كل المصائب التي اصابت المسيرية وتصيبهم تخرج من ثلاثة رؤوس رأس حاقد ورأس طمّاع ورأس اهوج. ثلاثي مجرم وليس مرح. يخططون لتدمير أهلهم وكأنهم لا يعلمون أنهم يقفون على تبن تحته ماء. يحرضون المسيرية على التقاتل والتحارب فيما بينهم بينما هم في قصورهم في الخرطوم يتسقطون الأسباب ويدعون في سرهم ألا تترك النار خلفها مسيري واحد لينعموا هم بخير الأرض الغنية على ظهرها وأغني في باطنها.
لم يسمع الثلاثي المجرم بقصة نابليون مع الضابط النمساوي الذي خان وطنه. فقد رمي له بصرة مال ولكنه رفض مصافحته بدعوى انّه إمبراطور عظيم يده لا تصافح يد خائن لوطنه. فكيف مع الثلاثي المجرم الذي خان قبيلته؟ ولكنهم يعلمون الحكمة القديمة التي تقول"من يلعب بالنار فلا بد أن تلسعه" وسيأتي اليوم الذي سيندمون فيه ندامة الكسعي جراء تصرفاتهم البلهاء هذه.
على عقلاء المسيرية البحث عن المسبب الرئيس لكل المشاكل وعن من جلب السلاح وعن من اشعل الفتيل الأول للحرب، كيف يتم الصلح في النهود وقبل وصول لجان الصلح إلى مضارب المتحاربين تشتعل الحرب مرة اخرى أكثر ضراوة من الاولى وتستخدم فيها أسلحة ثقيلة لا يمتلكها إلا الجيش! من هو الفأر الذي ينخر كالسوس في جسد المسيرية المتماسك حتى الآن؟ (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment