Tuesday 23 December 2014

صحفيون بلا ذمم



صحفيون بلا ذمم

على وزن أطباء بلا حدود وصحفيون بلا حدود اخترنا العنوان صحفيون بلا ذمم. تعلمت قراءة الصحف اليومية في صحيفة الصراحة الغرّاء ردّ الله غربتها يا عبد الحفيظ. وكانت تطبع بلون أقرب للأحمر. كانت تصل لعمي بالبوستة من الأبيض. وتابعت قراءة الصحافة والأيام والرأي العام في ستينيات القرن الماضي عندما كان تمن الواحدة منهما 15 مليماً أي قرش ونص. ونص القرش هنا هو التعريفة. وقليل من قراء هذا المقال يعرفون التعريفة أم قد.
في تلك الصحف العملاقة والتي يديرها ويكتب فيها عمالقة من شاكلة المرحومين عبد الله رجب (أغبش)، بشير محمد سعيد، محمد أحمد السلمابي، عبد الرحمن مختار، محمد الخليفة طه الريفي كراكوسا.. المحجوبين .. محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان رحم الله منهما من توفاه الله ومتع الحي بالصحة والعافية.. حسن مختار وعمر عبد التام .. الفاتح التجاني ومحمد سعيد محمد الحسن.. وغيرهم  كثيرون أتاحت لي الظروف التعرف عليهم شخصياً والجلوس معهم وقراءة كتاباتهم بمتعة زائدة.
خلال ثلاثة عقود من قراءة صحف الصحافة والايام والرأي العام لم أقرأ تنابذاً بالالقاب وشتائم سوقية ولا ردحي نساء مثل ما نقرأ الآن في صحافة الغفلة التي يديرها كثيرون ذممهم لستك. هل صفاة صحفيي اليوم مؤصلة فيهم أم مكتسبة بسبب سبل كسب العيش التي صارت صعبة في ظروف السودان الحالية؟
بدأت في كتابات مقالات نصف أسبوعية بصحيفة التيار تطورت إلى عمود يومي نختمه بمقولتنا (العوج راي والعديل راي) حتى نخفف على البعض وزر ما يكتبون ويسيئون فيه لمن يختلف معهم في الرأي. لكن المحيِّر في صحف اليوم وكتابها وإداراتها هو التناحر والمناكفة بسبب أو بدونه. لا يرعون إلّا ولا ذمة في زملاء المهنة أبناء الكار كما يقول المصريون. يقذفون بيوت غيرهم بالحجارة وهم يسكنون في بيوت صحفية من زجاج وأظنهم ينتظرون أن يقذفهم الآخرون بالورود والرياحين!
كثيرون منهم خاصة ممن تولوا منصب رئيس التحرير في بعض الصحف كانوا نكرات مجهولة قبل أن يفتح الله عليهم بوظيفة صحفي في صحف الخرطوم التي تكاثرت بصورة أميبية جعلت الكثيرين يحتلون أماكن ليسوا مؤهلين لها. هنا مربط الفرس فالكل يستخدم الطريقة البرازيلية المعروفة في كرة القدم .. الهجوم خير وسيلة للدفاع. فيهاجم الظافر محمد عبد القادر .. ويهاجم ضياء الدين بلال .. الظافر .. ويدافع محمد عبد القادر عن نفسه ويقول في الظافر مالم يقله مالك في الخمر .. ويتم الهندي عزالدين الناقصة مسيئاً لمن لا يعرف ويصفهم بصفات بعيدة كل البعد عنهم.. وعلى رأس القوم كبيرهم الذي علمهم السحر الخال الرئاسي الذي يعتبر كالثور في مستودع الخزف.
ماذا يهم القارئ في أن صحفياً مُنِح قطعة أرض أو ثري عيّن قريباً له رئيس تحرير وهو لا يستحق.. أكتبوا لنا يا صحفيين عن مشاكل الوطن الجريح وكونوا قوامين بالقسط والميزان وانصروا الحق ولو على أنفسكم ولكن أن يمتلك الواحد منكم قطعة أرض أو لا يمتلك دابة يمتطيها فهذا لا شأن لنا به. الله يهديكم. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment