Saturday 13 December 2014

زراعة الجاتروفا وزراعة الفول السوداني



زراعة الجاتروفا وزراعة الفول السوداني

كما اتفق الجميع أن الزراعة هي البترول الحقيقي للسودان ينبغي أن نعترف أن الزراعة المطرية هي الساس والراس في السودان لأن تكلفتها تكاد تكون صفرية مقارنة بتكلفة الزراعة المروية. فالأرض متوفرة والأمطار تفوق المعدلات المطلوبة في كثير من الأحيان. والمزارع مستعد للزراعة والعمل متى ما وجد العون القليل من ذوي الشأن. لكننا لا نرى سبباً واحداً لنجاح تجربة الجاتروفا بالصورة المتوقعة لها لعدة أسباب. بدايتها عند المسؤول عن قيام هذه التجربة ووقوفها على رجليها قبل أن تمشي أو تجري. فلو كان هذا المسؤول مثل أقرانه الذين أداروا النفرة الزراعية والنهضة الزراعية فعلى الجاتروفا السلام.
لا نقول هذا الكلام إلقاءً للحديث على عواهنه فتجاربنا ثرة في هذا المجال وما مشروع الجزيرة والمناقل ببعيد عن الأذهان. فعند فشل المشروع مما جميعه وقع اللوم على المزارع المسكين الذي لا يد له في ما اصاب المشروع والضرر الذي أصابه هو شخصياً من جراء إهمال وتسيب وعدم معرفة وخبرة من قاموا على إدارة المشروع خلال ربع القرن الماضي.
وهل ننسى استيراد زيوت الطعام وعلى راسها زيت الفول السوداني؟ اليست هذه فضيحة بجلاجل أن نستورد زيت الفول السوداني – خلي بالك من السوداني دي- ونحن نملك ملايين الهكتارات الصالحة لزراعة الفول السوداني وأمطار غزيرة وعمالة نشطة تنتظر من يحمل عنها عبء التمويل البسيط ولكن العين بصيرة واليد قصيرة.
سياسة البنوك التي يقررها بنك السودان لا تصب في مصلحة الزراعة والمزارع ولكنها موجهة للإستثمار العاطل .. شراء عربة ركوبة تعد كوسيلة انتاج وتمويل شقة في شقق النصر او الرواد وهذا عمل استثماري جبان كما يقول الاقتصاديون. لكن بنوك مثل البنوك الأجنبية وشبه الاجنبية في الخرطوم لا تموِّل هكتاراً واحداً من الزراعة في شرق او وسط أو غرب البلاد. لا توجد رقابة عليها فهم يتحكمون في رقبة البنك المركزي السودان بدلاً من أن يحدث العكس.
ولنا سؤال ليس خارج الموضوع بناء على مبدأ تقسيم الثروة بالتساوي بين كل الولايات كم عدد البنوك العاملة في الخرطوم؟ ونتحدث عن البنوك الأجنبية وشبه الأجنبية كم عدد أفرعها في ولاية الخرطوم وكم عددها في كل باقي الولايات مجتمعة؟ البنوك المعنية هي: QNB .. بنك المال المتحد.. بنك أبو ظبي الوطني .. بنك الجزيرة الاردني .. البنك العربي .. بنك بيبلوس .. ربما نسيت احدها والله أعلم. لو كنت المسؤول في بنك السودان المركزي عن الرقابة على البنوك لأجبرت هذه البنوك الاجنبية أن مقابل اي فرع تفتحه في الخرطوم تفتحه مثله في إحدى الولايات. وهكذا نكون قد قسمنا الثروة بعدالة ومتروك للبنوك تمويل من تراه مناسباً من العملاء. ولكن هل يمول بنك بيبلوس مزارع للجاتروفا في أم  قرناً جاك؟ (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment