Tuesday 30 December 2014

الحب والجمارك



الحب والجمارك

رأت الحكومة فيما يرى النائم أن الشعب الفضل شعب حبِّيب جدّاً وهذا يعتبر استهلاك للطاقة الحبية للجماهير الشعبية من الجنسين. وبما أن إهدار الطاقة غير محبب وغير مرغوب فيه وبما أن الحكومة تحاول جهدها توفير الطاقة اللازمة لتطق الناس على رؤوسهم بها فقد قررت أنه لا يحق لأي زول – زول تعني الجنسين- أن يحب من يريد إلا بعد دفع الضرائب وتوابعها.
ستفرض الحكومة جمارك على الحب العابر للولايات.. فلا يحق لإنسان من كردفان أن يحب من كسلا مالم يدفع ضريبة الجمارك لأنه عبر بحبه حدود أكثر من ولاية. وكلما زاد عدد الولايات المعبورة بالحب على المحبين دفع جمارك مثنى وثلاثي ورباع وهلم جرا.
أما إذا كان أحد المحبان من بورتسودان والاخر من نيالا فعلى محب بورتسودان دفع الاتاوات من بورتسودان وحتى الخرطوم. وعلى محب نيالا دفع المستحقات من نيالا وحتى الخرطوم. على أن تُقسّم المبالغ المجموعة حسب تقسيم الثروة في السودان حيث تنال الخرطوم 95% من جملة المبلغ وتنال بورتسودان 3% ونيالا 2%. مساواة في الظلم بين نيالا وبورتسودان.
طبعاً هذا الإجراء يُعتبر حدّاً للتفلتات التي كثرت هذه الأيام وأنداحت واندغمت مع بعضها بما فيها التفلتات الحبية التي استغلها الإنتهازيون المحبون مستغلين انشغال الحكومة بتوفير لقمة الخبز الثمينة وغير سمينة للمواطن الكحيان مادياً وبالتالي جسدياً. وتكملة للإجراء أعلاه فقد صدرت القرارات اللازمة للحد من التفلتات الحبية بشارع النيل خاصة في مواسم الأعياد والأيام المقمِرة حتى لا تنفلت الحكاية بلا ضابط ولا رابط. فضباط المحلية موجودون لجمع الإتاوات والمحصلون جاهزون لتحقيق الربط المقرر من الهجمة على شارع النيل.
وبدون مناسبة نستفسر عن إختلاف أسعار السمسم بين القضارف وكردفان. فقد بلغ سعر قنطار سمسم القضارف 750 جنيهاً بينما بلغ سعر قنطار السمسم في كردفان 350-400 جنيهاً. يمتاز سمسم القضارف على سمسم كردفان القوز بأنه ناصع البياض ولكن هذه الصفة موجودة بسمسم كردفان الطين أو الجبال فلماذا هذا الفرق الكبير؟ ويمتاز سمسم كردفان قوز وطين على سمسم القضارف بنسبة الزيت في السمسم حيث لا تتعدى نسبة الزيت في سمسم القضارف 35% بينما تصل نسبة الزيت في سمسم كردفان جبلي وقوز إلى 42% .. الحكاية شوية صعبة على الفهم! والفاهم يشرح لينا شوية.
إختلاف نسبة الزيت تحدد استخدام السمسم صناعياً. فسمسم القضارف ينفع لصناعة الحلوى الطحنية والطحينة. وينفع سمسم كردفان لإنتاج الزيت. ولزيت السمسم استخدامات كثيرة بعضها طبي. فكيف لا تتدخل الحكومة في مسألة كهذه ربما تؤدي إلى أن ينفر مزارع كردفان من الزراعة ويلجأ للمدن لأداء مهن هامشية لا تساعد على تطوير عجلة اقتصاد الدولة؟
(العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment