Monday 29 December 2014

الرجل المِناسب في المكان الغير مُناسب



الرجل المِناسب في المكان الغير مُناسب

لكي يكون كل أمر عديل وفي اتجاهه الصحيح ولكي تدار الامور بشفافية ودراية ومعرفة ينبغي وضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب. كلا الميمين في كلمتي المُناسب بالضم. ولكن لأن الأشياء عندنا مخلوطة ببعضها وفرزها صعب على الفارزين فهم يستخدمون أسوأ الضررين فيختارون خبط عشواء واحتطاب ليل ولهذا يضعون الرجل المِناسب (بكسر الميم) في المكان غير المناسب (بضم الميم) ولهذا تجد أن هنالك كثيرون يحتلون مواقع غير مواقعهم ولو كانت الأمور تسير وفق طبيعتها لما تبوأ كثيرون المناصب التي يحتلونها بقوة السلطة ومساعدة الحديد والنار!
المثل المصري يقول: (اعط الخبز لخبّازه حتى ولو يأكل نصفه). المعني واضح ولا يحتاج لشرح. فبدلاً من أن تفقد كل خبزك عليك القبول بالنصف ونحن نقول (المال تلته ولا كتلته) والمعنين واحد. لكن هل يعمل ولاة الأمر بهذين القولين؟ لا .. لمالكي زمام الأمور رؤى مختلفة وربما يفهمون في هذه الأمور أكثر منا نحن معظم السابلة. لكن الأخطاء المعقدة التي يرتكبها الموالون والمتوالون في مناصبهم تؤكد أنهم غير مؤهلين لحمل الأمانة التي رفضت الجبال والسماء والارض حِملها وحَملها الإنسان.
يقودنا قول الدكتور نافع علي نافع غير المؤسس عندما يحل فمه بأي كلام، فمن قوله لاهل القتيل الذي أُتهم فيه شقيقاه حين قال مشكلتكم مع الأمن مش معانا كان رجال امشوا لناس الأمن! واتمّ الناقصة حين قال: (المهدي إن قال إلا يعتذروا ليه نقول ليهو أقعد محل قاعد). وكأن السودان ملك للمؤتمر الوطني وليس لكل السودانيين. ألم يسمع هذا النافع بقول الإمام عبد الرحمن المهدي: (السودان للسودانيين) أو كما قال أهلنا: (سودانكو ليكو)؟
الأشياء ليست هي الاشياء في السودان كما قال الفيتوري.. فلو كان كل شخص في مكانه الصحيح لما تعدى نافع مرحلة مدرس للزراعة في الجامعة ولكن أقدار السودان الحبيب ساقته ليفتي في أمور هو لا يعلم عنها شيئاً ويتطاول على الإمام الحبيب بساقط قول لا ينفع حزبه ولا غيره. فلو وجهنا له سؤال ماهو السبب الذي يجعلك انت تتحدث عن السودان وكأنه ملكية خاصة لك ومن معك وتمنع ابن الامام المهدي مؤسس السودان من الحديث عن حق الشعب في ممارسة حياته الطبيعية كما يريد؟ ولا ننسى أن الامام الحبيب منتخب ديمقراطياً من الشعب ولم يأت للحكم على ظهر دبابة! فمهما أقمتم من انتخابات فهي مبنية على باطل وما بني على باطل فهو باطل.
أما مطالبة نافع للجميع في الاستمرار في الحوار ولن يُحل الحكومة ولن يؤجل الإنتخابات فهو يحاول أن يضع الجميع أمام الأمر الواقع خاصة الضعفاء المستوزرين والذين لن يجدوا مقعداً واحداً في البرلمان لو صارت الأمور بطبيعتها وليس بدغمستها. فأمثال جلال يوسف الدقير وغيرهم من أحزاب الكموفلاش لن تجد موطأ قدم لها عند الديمقراطية الحقّة. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment