Thursday 31 March 2016

مأساة مشروع الجزيرة

مأساة مشروع الجزيرة

من عاصر فترة إزدهار اقتصاد السودان منذ العام 1952 بالتحديد وحتى العام 1970 بالتقريب يستغرب ويذهل وقد ينشلّ تفكيره من كيف تدهور اقتصاد قوي بصورة لم تخطر على بال آدم سميث وكارل ماركس. قلت لأحد الخواجات: (أن الجنيه الإسترليني يساوي 5 آلاف جنيه سوداني –ذات وقت- وأن الجنيه السوداني كان يساوي 3.3 دولار أميركي). فغر الخواجه فاهه بإستغراب أو إستغراش بالإذن من الأستاذ جبرا!! وردّ عليّ: هل أصاب السودان زلزال مدمر أو أحاطت به نيران قنبلة ذرية.. فاليابان وألمانيا لم ينهار اقتصادهما بمثل ما أصاب اقتصاد السودان وفي فترة وجيزة. أنا أعجز من أن اجد ردّاً أو تفسيراً لما حدث.

كان مشروع الجزيرة يدر على الوطن نصف مدخوله من العملات الصعبة أي نصف موازنة الدولة. وكانت السكة الحديد تدفع ربع موازنة الدولة ويقوم قطاع الصادر الخاص بتوفير الربع الرابع من موازنة السودان. وعليه دخول أيّ استثمار يعتبر كزيادة الخير لخيرين.

إن كان هو ما كان حادث قبل يونيو 1989 فدلوني بربكم لماذا دمّرت حكومة الإنقاذ مرفقي الجزيرة والسكة الحديد؟ بالبلدي: (كيف يطبزون عينهم بأصبعهم؟) عدم معرفة ولا طرطشة ولا إمكن قاصدين؟ عندي فكرة أن سبب تدمير السكة الحديد مقبول من وجهة نظر الإنقاذيين باعتبار أن السكة الحديد هي بؤرة الشيوعية في السودان. سميناها قبلنا حتى لا ندخل في مغالطات بيزنطية نحن في غنى عنها. ولكن ألم يتذكروا الله الذي سيسألوهم ذات 
يوم عن مصير الأسر التي تشردت جراء تهمة لم يرتكبوا جريمتها؟

ومما سمعنا مؤخراً من فم الرئيس أنهم يضعون مشروع الجزيرة ومزارعيه مع السكة الحديد ومنسوبيها في كفة الحزب الشيوعي السوداني؟ لو كان كل هؤلاء يخضعون للحزب الشيوعي السوداني أو  موالون له لفاز بدوائر مقدرة في آخر إنتخابات برلمانية 1986 ولكن ذلك لم يحدث! يعني تقدير خاطئ.
إن رعونة حكومة الإنقاذ وتصرفها بردود الأفعال وليست الأفعال وتطبيق طريقة إدارة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم  لإدارة الدولة هي أس البلاء الذي أصاب البلاد واقتصادها ولكي يتموا الخياطة بالحرير أدخلوا منظومة الفساد التي أجهزت على ما تبقى من روح لاقتصاد الوطن وصرنا فيما نحن فيه من حال لا يسر عدو ولا صديق. نواصل... (العوج راي والعديل راي).

كسرة: نود من أبناء الجزيرة أن يمدونا بكل ما لديهم من معلومات ويسمحوا لنا بنشرها في كتاب عن الفساد الذي نخر عظم اقتصاد السودان.. فهلا تكرمتم علينا كما عهدناك؟

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment