مبارك الفاضل عميل مخابرات
لقد الجمتني المفاجأة عندما
تحدث عن علاقاته مع مخابرات الدول الأجنبية مع أنني أعرف الكثير من تفاصيل تلك
العلاقات ولكن الذي حيرني هو إعتراف الرجل بلسانه بأنه يتعامل مع المخابرات
الأجنبية بغية إسقاط النظام السوداني الحالي أو سابقه نظام النميري.
كيف يؤتمن رجل كهذا المبارك على
السودان وأمنه بل ومواطنه الذي يقف خلف مبارك؟ مع معرفتنا التامة لإمكانات مبارك
عبد الله التي لا تؤهله لما وصل إليه ولكن لم أكن أتصور أن الرجل يفتقد أبجديات
العمل الإستخباراتي الذي ولغ فيه واندغم فيه مع مخابرات دولِ أجنبية.
المثل المعروف يقول: (ثعالب
يقودها أسد خير من أسود يقودها ثعلب). لا ينكر أحداً كائناً من كان أن الأنصار
أسوداً كاسرة. وقد ظلت قيادتهم عبر مر التاريخ مثال للقيادة الرشيدة. فالسيد
الإمام عبد الرحمن بحنكته ودبلوماسيته ساهم في استغلال السودان دون إراقة دماء أو
حرب مع المستعمر عكس سياسة والده الإمام المهدي الذي طرد المستعمر بقوة السلاح.
خلال إمامته القصيرة لكيان
الأنصار أظهر الإمام الصديق حنكة ودراية ودبلوماسية مع قوة الشخصية التي تتمع
بكاريزما القيادة بلا منازع ولكن اختطفته يد المنون في ريعان الشباب. قاد الإمام
الشهيد الهادي المركب بثبات وقوة وتاريخه ناصع ويعرفه القاصي والداني. لم يكن
الإمام الصادق يقل عن والده وعمه في المعرفة التامة بقيادة الأنصار ومن أميز
ميزاته أن يده نظيفة من المال ولا يضع للمال حساب في عمله.
الآن يتقدم مبارك الفاضل يريد
وراثة قيادة الأنصار وحزب الأمة ولكنه استعجل الأمر وقدّم نفسه في صورة الجاسوس
العميل الذي يتعاون مع مخابرات الدول الأجنبية لمصلحته الخاصة وربما تأتي مصلحة
الوطن لاحقاً. هنا سيجد بعض الصعوبات والعقبات في طريقه بعد أن (طبز) عينه بيده.
كان يحاول باعترافه أن يوضِّح للمشاهد أن له علاقات خارجية قوية ستساعد الوطن إذا
تبوأ مقعد رئاسة السودان.
لكن هل يمكن أن يقترع
السودانيون لرجل يعمل لحسابات دول أجنبية ليقود الوطن؟ كيف وإلى أين سيقود السودان
وما هو المقابل الذي سيقدمه للدول التي ساعدته مخابراتها وصار عميلاً لها ذات يوم
معارِض؟ ستكون قيادة حزب الأمة مستحيلة على رجل اعترف أنه عميل مخابرات! أما كيف
سينافس مريم الصادق فهذا شأن عائلي إذا ما زال الأنصار يعتقدون أن قيادة الأنصار
يجب أن تكون من بيت المهدي بعد الذي شاهدنا وعرفنا. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر مدونتي من
فضلك واشترك فيها
http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk
No comments:
Post a Comment