Monday 21 March 2016

مؤيِّد ولا مُعارض للإنقاذ

مؤيِّد ولا مُعارض للإنقاذ

الذي أعرف أن السودان تحكمه حكومة جاءت بإنقلاب عسكري على حكومة ديمقراطية شارك فيها جلّ الشعب. شهد العدو قبل الصديق بنزاهة الإنتخابات وشفافيتها ولم نحتاج لشهادات مركز كارتر ولا غيره. ولكي تقنن الحكومة الإنقلابية وضعها قامت بعملية إنتخابات شابها كثير من (الدغمسة) وطعن فيها الكثيرون وقدموا الأدلّة والبراهين على تزويرها.

نعتقد أن الإنسان حرٌّ في قناعاته. يؤيد من يؤيد ويعارض من يعارض. فلو وافقنا حكومة الإنقاذ أنها جاءت بطريقة نزيهة حسب فهمهم للنزاهة والشفافية وأنّ هنالك مؤيدون لها من الشعب فعلى الحكومة أن ترضى بأن هنالك معارضون لها لأن لهم الحق في المعارضة كما لها الحق أن يؤيدها من يؤيدها. لكن أن نغمط الشعب حقّه في معارضتها وله من الأسباب ماله تعتبر هذه قمة الديكتاتورية.

لماذا نسمع عن أناس تمّ القبض عليهم وسجنهم أو جلدهم أو تعذيبهم لا لسبب إلا لأنهم لا يؤيدون الإنقاذ! هل يعتبر تأييد الحكومة فرض عين؟ ومن هو الذي فرضه على الناس؟ فالفرض لا يأتي إلا من الله سبحانه وتعالى ومادون ذلك يعتبر سنّة أو مستحب كما يقول الفقهاء.

لماذا يفترض مؤيد الإنقاذ والذي يحصل منها على مايريد كما نعرف في طول البلاد وعرضها، لماذا يُطالب بقية الشعب بتأييد الحكومة وهي أغلبية مسحوقة تتضرر من الحكومة يومياً وتُؤذيها الحكومة في كل مناحي الحياة. الحكومة ألغت مجانية التعليم وهدمته من مرحلة الأساس وحتى المرحلة الجامعية وصار عندنا خريجين في كل التخصصات بالكاد يفكون الخط!

الحكومة ألغت مجانية العلاج وأتت ببدع مثل صندوق الضمان الإجتماعي وغيره وكل ما أتوا به لم يسد مجانية العلاج والصحة التي كان المواطن ينعم بها قبل قيام الإنقاذ.

حرمت الإنقاذ المواطن من حرية العمل وتوفيره له بل فصلت الكثيرين من وظائف حصلوا عليها من قبل قيام الإنقاذ بجهدهم وكدِّهم ولكن فصلوا من وظائفهم لأنهم لم يوالوا أو يندغموا في الحكم الجديد. بل البعض لم يكن معارضاً للإنقاذ ولكنه غير مؤيد لها وله ولاءاته التي يعرفها الإنقاذيون ففصلوه من عمله لتلك الأسباب.
إذا كانت الإنقاذ تطلب تأييد المواطن لها فلتكسب ودّه في الأول بتوفير إحتياجاته وضروريات حياته وتعطه حقّه كاملاً وبعدها تطالبه بالتأييد ولكن حسب ما هو قائم الآن لن يؤيد الإنقاذ إلا المستفيد الفوري منها. بالعربي كدا: (يعني كان الواحد لقى ليا شغيل دسّا في جيبا إمكن يندغم ويتوالى). العوج راي والعديل راي.

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها
http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk


No comments:

Post a Comment