Tuesday 22 March 2016

من يدفع البشير نحو الهاوية؟

من يدفع البشير نحو الهاوية؟

شاهدت وسمعت هتافات الجماهير في الولاية الشمالية والتي باختصار تقول لا للسد بتكرار ممل. ولكن الذي حيّرني هو إصرار البشير على القول أن جماهير المحس تؤيد قيام السد! أليس في كلام الرئيس غرابة؟ صوت الجماهير المعارضة أعلى بكثير من صوت الذين يؤيدون قيام السدود فكيف يستقيم ما يقول الرئيس؟
أخشى أن يكون هنالك من يدس السم في الدسم للرئيس لشئ في نفس يعقوب. معارضة قيام السدود شاركت فيها حتى نساء المحس والحلفاويين وبأعداد مقدرة ونحن لم نر عدداً مثل عددهن في مظاهرات الخرطوم من نساء الخرطوم. يبدو أن الله يريد خيراً بالوطن من جراء قيام هذه السدود.

لم أر حكومة أرعن من هذه الحكومة. لا تستشير أصحاب المصلحة في الأمر وفي نفس الوقت هم الأكثر تضرراً أوسيكونون أكثر تضرراً من غيرهم. وهؤلاء لديهم تجربتين ماثلتين للعيان أمامهم. تجربة تهجير أهالي وادي حلفا ومشاكل المناصير وغيرهم من جراء قيام سد مروي. فشل سد مروي يعتبر ذريعة كافية لقفل باب إنشاء السدود في المنطقة.

حتى الآن لم أسمع أو أقرأ شيئاً عن بدائل التوطين وسبل كسب العيش لمواطني السدين – دال وكجبار- لم نعرف أين سيقيم هؤلاء المواطنون ومن أين يتكسبون ويعيشون وما هو المكان البديل والخدمات المصاحبة التي ستقوم لتحل ما عندهم الآن على قلّته؟

سياسة إرتجالية واضحة ولكن تُشتمُّ منها رائحة المصلحة الشخصية للقائمين على الأمر وهؤلاء هم أسّ المصائب الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن وهنا تكمن الكارثة.

على الرئيس البشير أن يراجع سياساته وأن يحاول وضع قدمه في المكان الصحيح ولكني أراه الآن يضعها على تبن تحته ماء وربما يكون ماءً عميقاً قد يسبب له ضرراً يستحيل جبره وعنده تكون العملية متأخرة لإنقاذ مايمكن إنقاذه. فأعداء الرئيس وضح لي بصورة جلية أنهم أقرب الناس إليه وليس المعارضون الواضحون له وهنا تكمن الكارثة التي ربما لا تبق ولا تذر عند قيام الطامّة الكبرى. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment