Friday 19 August 2016

الراي ككيف؟

الراي ككيف؟

كن جميلاً ترى الوجود جميلا. فلنتفاءل بالخير لنجده وها نحن نتفاءل بالمحادثات الجارية في أديس أبابا والتي نعتمد عليها بعد الله أن تحل مشكلة السودان الأزلية. ونفترض جدلاً أن المشكلة انحلّت وتعانق الطرفان على السلام وتعاهدا على السير قُدماً في بناء الوطن من أول طوبة. وهنا ستظهر التفاصيل وما أدراك ما التفاصيل وفيها يكمن الشيطان كما يقولون.

هذه الحكومة ارتكبت من المعاصي ما ارتكبت. اهانت من اهانت وقتلت من قتلت وشرّدت من شرّدت وسرقت ما سرقت ودمّرت ما دمّرت من بنيات تحتية للوطن وما يليها من ممتلكات الشعب حتى صار الوطن كراكوبة الخريف (حاحاية). هنا طلب وفد الحكومة من وفد مفاوضيه أن ينسى الجميع الماضي ويفتحوا صفحة جديدة لبناء وطن حدادي مدادي ما بنبنيه فرادي ولا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية .. ونقول عفى الله عما سلف.

وعندها (عصلج) وفد المعارضة وقال: يجب أن يكون هنالك قصاصاً يعادل ما ارتكب من جرائم في حق الوطن والمواطن. يجب محاكمة كل من تسبب في ارتكاب جريمة جنائية أو اقتصادية أو سياسية في حق الوطن أو المواطن أو مجموعة. يحاكم كل من سرق قطار أو خط هيثرو أو سكك حديد الجزيرة. فماذا يكون الحل حينها؟ وتمسك كل جانب بموقفه. دون شك ستكون هذه هي القشّة التي ستقصم ظهر بعير المفاوضات. وعندها سيحاول كل طرف رمي اللائمة على الطرف الآخر ونرجع للمربع الأول.

يحق للمعارضة أن تطالب بمحاكمة سارقي الوطن إبتداءً من الأراضي البور الشاسعة في الولايات وحتى ميادين الكرة في أحياء الخرطوم والتي تُركت منذ عهد الإنجليز كرئة تتنفس بها تلك الأحياء وما نمرة 2 والعمارات إلا مثالين حيين على قولنا. وماذا عن من قاموا بفك قضبان سكك حديد الجزيرة وباعوها كحديد خردة لمصانع الحديد؟ ثم ماذا عن بيع ممتلكات مشروع الجزيرة في بريطانيا ومخازن الجزيرة ببورتسودان وهي عدة أفدنة بجملونات منذ عهد الاستعمار؟ وكثير من الاستراحات في منطقة المشروع بمساحات لا تقل عن فدان بيعت بتراب الفلوس لمن لا يستحقون شراءها.


وفي الجانب الآخر يحق للحكومة أن تدافع عن منسوبيها وتطالب لهم بالعفو العام الغير مشروط وهنا سيدقش الدرب الموية للجميع ونكون كأننا يا عمرو لا رحنا ولا جينا. رايكو شنو؟ (العوج راي والعديل راي).

No comments:

Post a Comment