Friday 12 August 2016

لهجة قبائل البقارة

لهجة قبائل البقارة

كثيرون لا يعرفون معنى كلمة البقارة ويعتبرونها قبيلة سودانية مثل غيرها من القبائل وهم لا يعلمون أن بوش كاوبوي يعني بقاري ممكن يكون ود عمنا. وزيادة في المعرفة نقول: إن البقارة أي رعاة الأبقار – مثل الأبالة أي رعاة الإبل والغنّامة رعاة الغنم – هم عدة قبائل. ولكن ترابط قبائل البقارة أكثر لأنهم ينحدرون من جد واحد. وتنقسم القبائل التي يطلق عليها بقارة في السودان إلى فرعين رئيسيين هما: العطاوة أي أولاد عطية وهم الحوازمة والمسيرية بفرعيهما الزُّرُق والحُمُر والرزيقات والبني هلبة والسلامات والفرع الآخر هو الحيماديين وهم أولاد حيماد وتشمل أولاد حِمِيد قبيلة الكاتب وتُنطق (ولاد إحميد) والهبانية والتعايشة. وهنالك المقولة الرزيقية المشهورة عن الإمارات في ظل حكم المهدية حيث قالوا: (ماها مهدية ولكن حيماد ظلم عطية). أي أن كل أمراء المهدية من الحيماديين مع كثرة العطاوة.

يعيش البقارة والأبالة في بوادي كردفان ودار فور ومع ذلك تجد إختلافاً كبيراً وتبايناً واضحاً في لهجتي تلك القبائل، حيث يتحدث الأبالة ببطء شديد وبعكسهم يتحدث البقارة بسرعة الصوت حيث يدغمون جملة كاملة في كلمة واحدة. كل هذا يا قارئي العزيز أكتبه بطلب من إخوة كرام للتعريف بالمزيد من لهجة قبائل البقارة.

من أبجديات لهجة البقارة حذف الحرف الثالث في الاسماء الثلاثية مثلاً: يقولون للدرب : الدر – بدون باء. ويقولون للشمس: الشّم. وللولد الول. وللكلب الكل .. وأظن الجميع سمع بالقرية التي تقع جنوب أبو جبيهة واسمها (بت الكل بقارة) وذلك للتفريق بينها وبين (بت الكل ويرني). وتفلسف أحد المذيعين ونطقها (بنت الكلب بقارة) .. اسم جديد ضحك عليه أصحاب المنطقة. كما يحذف البقارة تاء المخاطب أو تاء المتكلِّم. فيقولون: فلان أكل؟ والمعني فلان أكلت؟ وخد عندك: (ها الول ولد الكل اكل ولا كو وكِن اكل شبع ولا كو؟) لاحظ حذف الالف في منتصف كلمة (كان).


كلمة (كو) تعني في لهجة البقارة لا. وهي ليست كلمة في حد ذاتها ولكنها إختصار لكلمتي (كلا والله) فأُخذت الحرفين الأولين وهما الكاف والواو فصارت الكلمة الجديدة (كو) أي لا. ونختم بهذا الاختصار الغير مخل لنتحدث في المنشور القادم عن هل ستفهم حواراً بين اثنين من البقارة يتحدثان على سجيتهما: سؤل شخص عن الطريق المؤدي لمكان ما فردّ قائلاً: (كِن كي كوكو .. وكِن كي كوكو) نواصل بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي)

No comments:

Post a Comment