Friday 12 August 2016

لهجة قبائل البقارة 2

لهجة قبائل البقارة 2

توقفنا المرة السابقة عند جملة (كِن كي كوكو .. وكِن كي كوكو). والمعنى كل الطرق تؤدي إلى روما. وهي إختصار لجملة: (كان كدا يلاكم .. كان كدا يلاكم). تصوّر نفسك أمام شخصان يتحدثان فماذا تفهم:
أحمد: بارتكو التروق جمعت ولا يا توا؟ .. علي: كو يا توا. انقلبنا من فلاة الكرب ولا ريحتا ..

أحمد: خاف سارت مع فلاتة؟ علي: هياتا كي إلا مندري! هاي ترا ما كلمتك زولايتكو كتلت حُزامتا أُم كضنق وكربتا بالقُران وجبدت مجلّد وعِنت الدوسة.. دوستا كانت أم كعكاع .. إلا بقولة يامين حتى حلُّوها من جماعِتا!!
في ستينيات القرن الماضي قامت الحكومة في منطقتنا بمحاولة جمع السلاح – الذي يدعي الكثيرون أننا تسلحنا في حقبة قريبة. وكان على رأس الحملة مفتش المركز برشاد وعند وصول الركب لفرقان العرب الرُّحّل قابل الناظر أحد الشباب وقال له: فلان .. تيرانكو السدايس أبوك باعِن ولا ياتوا؟ رد الولد: كو ما باعِن. قول لابوك: الناضر بقول ليك أخير تبيعن بودرن عليكو باركو ساكت في الرشاش دا.. باكر أنا والمفتش جايين عليكو بندور الطُلبة.

نقل الشاب مادار بينه والناظر لوالده. فما كان من والده إلا أن أمر بإخفاء السلاح في مكان أمين لا تصل له أيدي المفتش ورجاله. الحديث بين الناظر والشاب كله تورية وقد فهمها شيخ العرب. والمقصود هو: هل ما زال والدك يحتفظ بالبنادق أم باعها؟ وعندما علم أنها ما زالت موجودة وربما أخذها المفتش غداً إذا عثر عليها قال للشاب قل لوالدك أحسن يبيعها حتى لا يفقد قيمتها لو صودرت منه. وهذا ما فهمه الرجل وقام بإخفاء السلاح حتى مغادرة المفتش وفريق التفتيش.


وفي المرة القادمة نحكي قصة وكيل الامام بأبي كرشولا عند حوادث الجزيرة أبا وارسال رجال الامن للقبض على وكلاء الامام وكل الانصار المتحمسين للقتال فهي طريقة وبها من الذكاء ما يحتاجه الكثيرون. نواصل بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي).

No comments:

Post a Comment