لهجة قبائل البقارة 3

لهجة  قبائل البقارة 3

قصة الرجل وابنه والحمار معروفة للجميع وملخصها أنك لن تستطيع أن ترضي كل الناس مهما فعلت وحتى الرسول الكريم لم يستطع إرضاء كل سكان مكة وما جاورها. تصلني رسائل في الخاص تطالب بالمزيد في هذا الموضوع ليتعرف الناس على لهجة البقارة بغرض العلم بالشئ. وكثيرون يعلقون بوضوح أنهم لا يودون هذا الموضوع لأنه عمل لهم (وجع وجه). ماذا نفعل؟

قلنا نواصل من يريد قراءة المنشور فليقرأه ليستفيد ومن لا يرى فيه فائدة فليمتنع ويا دار ما دخلك شر. ومنشورنا اليوم يتحدث في مختلف المواضيع لإظهار جوانب كثيرة خافية على الكثيرين.

علي:  بارتكو التروق عشّرت ولا يا توا؟

محمد: كو إلا شايف أبوي قال ببيعا ببيع لينا عجلة صغيرة أخير منها. (كلمة البيع عن البقارة تعني البيع والشراء في نفس الوقت). يقول أحدهم: يوما دا ماشي السوق ببيع خروفي دا ببيع لي ملح لباراتي. ولمعرفة ماذا يريد الرجل بيعاً أو شراءً يعتمد على الPreposition  وهنا كلمة (لي) توضح أنّه سيشتري الملح بعد بيع الخروف.

كثيرون يقولون المثل المعروف: (المودِّر بفتح خشم البقرة). والقصة تعني: عندما تروح لك بهيمة فعليك أن تبحث عنها في المكان الصحيح. وكما هو معروف فالبهائم تسرح في عدة إتجاهات. وكل اتجاه به نوع معين من العشب أو الشجر. وعند ضياع بهيمة ما عليك البحث عنها في الفلاة التي كانت بها السعية. ولكي تعرف أيّ فلاة كانت بها سعيتك عليك فتح فم أحد السعية لمعرفة نوع العشب أو الشجر الذي أكلته تلك البهيمة ومنها تحدد الفلاة وبالتالي ستكون الرايحة راحت في ذلك المكان وليس غيره.

هنالك كلمات كثيرة محوّرة في لهجة ناس الخرتوم مثل كلمة كيف؟ التي تُقلب كيفِن؟ والبقارة يقولون: ككيف؟ زيادة حرف ولكن في البداية. ولكن المعنى واحد. كلمة أقتل عند البقارة لا تعني القتل الموتي فكلمة أقتل عندما تقول لك امك اليوم (بكتلك) أي ستجلدك. ولكن لو المقصود الموت فيقولون: (أكتلَ دُت).

عموم البقارة يحبون شرب الشاهي كما ننطق الكلمة. ويقولون من لا يُحب الشاهي يُحب المريسة. ولهذا عندما يصفون الشاهي في مجالس البرامكة يقولون عليه: (أبو شعيرة الهني والما شراب دني). الدني هو من يشرب المريسة. وسنفرد لمجالس البرامكة منشوراً أو أكثر بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي).