Tuesday 9 February 2016

أنا ما جبهة ولا مع الحكومة

أنا ما جبهة ولا مع الحكومة

يغيظك شخص يبدأ دفاعه عن الإنقاذ بالقول: (أنا ما مع الحكومة ولي رأي فيها ورأي فيكم كمعارضة). لاحظ في المبتدأ أنكر علاقته بالإنقاذ وثانياً صنّفك أنت المتحدث معه أنك معارضة. والمثل يقول: (الحرامي في رأسه ريشة). ليس بالضرورة أن تكون مع الإنقاذ لتدافع عنها طالما دفاعك عن حق وليس عن باطل. وقد قال سيدنا علي كرّم الله وجهه: (ليس بالرجال تعرف الحق .. أعرف الحق تعرف أهله). فلو أتت الحكومة بعمل خيِّر لنعتناها بكل جميل على ما قامت به. ولكن في الجانب الآخر لو أتت أمراّ إدّاً لقلنا لها كلمة الحق ونعتبرها سلطان جائر ونرجو أجرنا من الله.
لنبدأ بالحقائق المجرّدة والأرقام التي لا تكذب. نعم نؤيد قول من يقول أن الحكومة أقامت عدّة مشاريع ومشاريع كبيرة ولكن هل كلها مشاريع صائبة وتصب في مصلحة الوطن والمواطن؟ نقولها بصراحة: مشاريع كبيرة نعم .. تصب في مصلحة الوطن والمواطن لا.. وخير مثال سد مروي. أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وفي النهاية تمخض فيل سد مروي فولد فأراً. وعليه قس بقية المشاريع التنموية. ومن جراء تلك المشاريع وتمويلها والنهب المصلّح الذي أصابها ارتفعت ديون السودان إلى 50 مليار دولار!!
أقاموا 50 جامعة وكلية جامعية مع القطاع الخاص. من يتوقع من القطاع الخاص أن يعمل عملاً لله ولا يدر عليه ربحاً. كل من يقول أنه أنشأ جامعة من أجل التعليم فهو كاذب ويعلم ذلك. أقامها مثل أن يقيم آخر مصنعاً للزيت أو الشعيرية والبسكويت. والأكثر أسفاً وحسرة أن كل الجامعات الخاصة والحكومية تخرِّج شبه أميين مما جميعه. ودونكم ما يكتبونه في السايبر من مداخلات يخجل القارئ من تواضع كاتبها والذي تجده مذيلاً مداخلته باسم جامعة من جوامع إبراهيم عمر!
لا نتحدث عن الإعتداء على المال من تقارير المراجع العام ولكن مما هو بائن أمام أعيننا. من أين لمعتمد أو وزير دولة أن يبني منزلاً من عدة طوابق ويمتطي أفراد أسرته جميعاً سيارات خاصة بهم ويقضون إجازاتهم خارج السودان؟ ولكن لا يوجد قانون يحاسب من ينهب نهباً مصلّحاً ولكن هنالك قانون يحاكم من ينهب نهباً مسلّحاً. الكلام كتير ولكن الله  غالب. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment