Tuesday 7 April 2015

رسالة تأخرت في الإرسال



رسالة تأخرت في الإرسال

أعلم أن الكل يعرف دكتور نافع على نافع ولا أظن أن هنالك من يُكِنُّ له ودّاً لأسباب بدهية. الرجل أحمق من أبي الدقيق وكلما يجي  يكحلها يطبزها زيادة حتى كاد أن يعميها لو لم يكن قد عماها قبل مغادرته كرسي السلطة. لا ينكر هو ولا غيره دوره في هذه الحكومة حتى اليوم. مساهماته صرفاً أو عدلاً هي أس البلاء في ما أصاب الوطن من ضرر. الرجل خريج زراعة ويحمل إجازة الدكتوراة فيها. كنت أتصوره أن يضع خطة زراعية متكاملة لينهض الوطن على الزراعة وإنتاج الغذاء الذي لا غنى عنه لكل الدول.
وحتى عندما قيّض الله للسودان بترول الجنوب كنا نتوقع منه أن يبني اقتصاد الوطن على الزراعة ولكن ذهبت أموال البترول سدى وتبعتها قروض المؤسسات المصرفية المحلية والاقليمية ولم تتقدم الزراعة قيد أُنملة. أرادوا تمكين منسوبيهم في الدولة وتسكينهم في الوظائف العليا ولم يسعوا لتسكين الاقتصاد في خانة النمو الطبيعي له بتبني الزراعة وتوابعها.
صرفوا أموال الدولة في التمكين الأمني ناسين الآية التي أوردت الإطعام قبل الأمن من الخوف. قال تعالى: "اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف". ولكنهم بدأوا بالتمكين من الخوف بإخافة المواطنين وترويعهم حتى يستتب لهم الأمر فلا أطعموا المواطن الفقير ولا أمنوا هم من الخوف من زوال السلطة حتى ذهب الجنوب. هنا أنكشف ظهر الاقتصاد وبانت عورته. وبعدها فشلت كل سياسات الترقيع للاقتصاد وبدأت سوءات النظام تظهر الواحدة تلو الأخرى. واختلفوا فيما بينهم وخرج كثيرون عن خط الحزب الذي هيمنوا به على السلطة ربع قرن من الزمان!
يقال أن دخل البترول كان في حدود 10 بلايين دولار. فلو غيّض الله لهم عقلاً حكيماً حيث صرف نصف ذلك المبلغ على الزراعة بشقيها المروي والمطري لانعدل حال الاقتصاد بصورة لم تخطر على بالهم ولكن الجميع كان يفكر في كم سيكون نصيبه من الغنيمة عند اقتسام الغنائم؟ ولم يفكر رجل مثل الدكتور نافع في أن يجعل الأولوية للزراعة حتى تكون هنالك أولويات للأهم فالمهم فالأقلّ أهمية. وصارت الحكومة الآن تستجدي الاستثمار بصورة تثير الشفقة وفي نفس الوقت تنسى الفساد الإداري الذي ضرب السلطة من قمة رأسها لأخمص قدميها مما جعل المستثمرين يفرون بجلدهم قبل رأسمالهم.
الآن نقول لو وُظِفت وديعة ال4 مليارات التي سمعنا عنها في الزراعة وخاصة المطرية لقلة تكلفتها فلربما تحسّن حال الاقتصاد بصورة تجعلنا نأمل في تطور الحال لما هو أحسن من الآن مع مستقبل واعد في المدى القريب. فالبناء من طوبة كما يقولون لو كنتم تسمعون أو تعقلون. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment