Wednesday 15 April 2015

الهوية الإنقاذية



الهوية الإنقاذية

بعد كتابتي لمقال قاضي المديرية وعمدة البندر وردتني المعلومة التالية من أخ سوداني لا أقول عليه مسلم ولا مسيحي لأنني عرفته سوداني فقط في زمن لم يكن الهوية الدينية معروفة كما هي اليوم. كنا كلنا سودانيين. فقولوا لي كم من السودانيين كانوا يعرفون أن عبد الله النجيب المحامي مسيحي؟ ومثله كثيرون.
ورد في رسالة الأخ: قال المسيح:" أنا الراعي الصالح الذي يموت دفاعاً عن خرافه". كما قال: "إن خرافي تعرفني وتعرف صوتي، ولا تستمع لصوت الغرباء" وهنا يتطابق قولنا مع قول المسيح عليه السلام أن الأغنام تعرف صوت راعيها أو مالكها من بين كل الاصوات. في أدبنا الشعبي قال الهداي عندما سرقت بعض أبقارهم: "انحن بنموت والبقر بجن" وهو ما يطابق قول المسيح الذي يدافع حتى الموت عن خرافه.
بمناسبة معرفة الاصوات هذه عمي سليمان أبو شُبّاحات عليه الرحمة يمتلك عدد قليل من الآلاف من الضأن. زرناه يوماً عند مغيب الشمس ساعة وصول الضأن للزريبة. واختلط حابل الضأن بنابل الحملان. كل يصيح باحثاً عن أمه وكل ام تثغي تبحث عن حمليها .. الضان غالباً ما يلد 2 او 3 عند المحظوظين الذين يرعونه جيداً. بعد أن لاقت كل نعجة حمليها جاء عمي سليمان وجلس معنا. سالته كيف تعرف كل هذا الضأن وتلم كل نعجة مع إبنها؟ قال لي: كيف تقرأ أنت كل هذه الحروف الدقيقة؟ هذه مهنتي يا إبني ولو واحدة صاحت ليلاً ونحن نيام لعرفت من الصوت أي نعجة تكون. قلت سبحان الله لكل مهنة سلطانها.
علاقة المقال بالعنوان هي أن صديقي السوداني هذا ذهب في إجازته للسودان في ايام التمكين تلك. وعندما رجعوا سالني ابنه يا عمو صحي نحن كفار حطب النار وما حندخل الجنة؟ قلت له من أين أتيت بهذا الكلام؟ قال لي أن ابن جيرانهم في الخرطوم قال له ذلك لأن مدرس حصة التربية الاسلامية أفادهم بذلك. وكره ذلك الطفل المحب للسودان الوطن من يومه وقال لن يذهب لمكان يرسله إلى جهنم سيقيم هنا في بريطانيا ويدخل الجنة مع الداخلين.
حتى الجنة جعلوا لها صكوكاً وحددوا من سيدخلها ومن لا! وكأنهم مركبين بلقات مع رب العالمين كما قال أحدهم ذات خطبة عصماء. إن الله لا ينظر لشكلك ولا لحجمك ولكن ينظر إلى أعمالك وأفعالك وهي التي ستدخلك الجنة أو نار جهنم. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment