Sunday 5 April 2015

قاضي المديرية وعمدة البندر



قاضي المديرية وعمدة البندر

حصل خلاف بين راعيين أو مالكين لماشية في مدينة من مدن السودان. وصل الخصمان لمحكمة قاضي المديرية حينها ولكن القاضي فشل في استيعاب المشكلة ومعرفة تفاصيلها حتى يتمكن من حلها والحكم فيها ولا يظلم أحدا.
حسب قول القاضي حاول كل الخصمان أن يثبت أن البقرة ملكه. كل منهما ادعى أنها سليلة أبقاره ونسبها حتى أوصل نسبها لبقرة بني اسرائيل. وتحدث الثاني بنفس المنطق واثبت أن البقرة ملكه منذ أجداده وهذا الرجل مدع ليس إلا. لم يتمكن القاضي ابن المدينة من فهم كنه هذه القضية المعقدة بالنسبة له وماهي طريقة حلها. فلا شهود اتهام ولا شهود دفاع. الرجلان وكل منهما نسب البقرة لجدة جدتها أنها ملكه والقاضي لا يملك أي وسيلة لمعرفة المالك الحقيقي للبقرة.
طلب كاتب المحكمة من القاضي تأجيل القضية واستدعاء القاضي الشعبي المشهور في المنطقة وهو عمدة قديم وشرح القضية له وسيجد لها حلاً بإذن الله. رفع القاضي المحكمة وحدد موعداً آخر لسماع بقية الحديث من الطرفين. خلال الفترة طلب قاضي المديرية حضور  القاضي الشعبي وشرح له القضية وطلب منه المساعدة.
في يوم المحكمة استمع القاضي الشعبي للرجلين. طلب رفع الجلسة وخروج الجميع خارج المحكمة حيث تقف البقرة. طلب من الذي عرف أنّه ليس بمالك البقرة بأخذ بقرته. قام الرجل بنداء البقرة باسمها ولكنها لم تستجب لندائه. طلب من الثاني مالك البقرة الحقيقي أخذ البقرة. بمجرد أن نادى الرجل البقرة باسمها رفعت ذنبها وقامت صوف. هنا طلب العمدة من القاضي القبض على الرجل هذا لانه مدع وليس مالك للبقرة.
كانت هذه الحادثة أثناء حكم النميري بعد تطهيره للإدارة الاهلية. وكانت سبباً في إرجاع العُمد لمحاكم البندر والأرياف لحل مثل هذه المشاكل التي لا يمكن للقضاة حلها. قصدنا بايراد القصة أن نبرهن أن الحيوانات تتفاهم مع مالكيها بالصوت فالمالك يعرف صوت أبقاره بالواحدة وكل الأبقار تعرف صوت مالكها بالتحديد. دائماً استغرب لماذا يقول ناس المدن عند ذكر الحيوانات لا مؤاخذة؟ ماهي المؤاخذة في ذكر البقرة وقد كرمها الله في القرآن بأكبر سورة؟ وليس هنالك أشهر من بقرة بني إسرائيل؟ (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment