Saturday 11 April 2015

الرئيس البشير والفنانين



الرئيس البشير والفنانين

قرأت مرة أن الرئيس البشير استقبل فريق كرة القدم المصري الفائز بكأس الأمم الأفريقية وأنه أهدى لكل اللاعبين وطاقم التدريب سيارة جديدة. حاولت أن أفهم لماذا يفعل الرئيس هكذا؟ كيف ولماذا يتصرف رئيس دولة له هيبة ووقار واحترام داخلي ودولي واقليمي. الهدية في حد ذاتها معرفة ولكن ليس بالدرجة التي يتنازل رئيس الجمهورية عن البروتوكلات. كان من الممكن أن يقوم نيابة عنه إذا اقتنعنا بمبدأ أن يهدي للفريق المصري السيارات، أن يقوم بدلاً عنه وزير الشباب والرياضة.
كل خطوة يخطوها رئيس الجمهورية يجب أن تكون محسوبة المخاطر والفوائد والخسائر. أيها أفضل أو أكتر. ولكن مهما حاولنا أن نزن مقابلة فنان أو لاعب كرة فإنها لا ترقي ولا تصل لمستوى أي فائدة لرئيس الجمهورية أو الدولة التي هو رئيسها. وفي ذات مرة قرأنا أن رئيس الجمهورية أهدى الشعب المصري خمسة آلاف رأس من الماشية. لا نعرف مصدر التبرع ولكن هل أهداها من مال أبيه؟ أم من مال الشعب السوداني؟ السودانيون نفسهم محتاجون للصدقة وتأتيهم من السعودية في موسم الحج فكيف يتبرع رئيسهم لشعب دولة أخرى؟
ألا يعلم الرئيس أو من يديرون مكتبه أن هنالك طبقات فقيرة في هذا الشعب لا تجد قوت يومها وطبقات مسكينة لا تجد قوت عامها وهي أولى بصدقة رئيس الجمهورية من شعب مصر؟ ألم يسمع رئيس الجمهورية ومن حوله أن أكثر من 150 الف تلميذ لا يتناولون وجبة الإفطار في مدارس ولاية الخرطوم؟ أليسوا بأحق من فقراء مصر ومساكينها؟ ألم يسمع الرئيس بالقول الشائع: "الزيت كان ما كفى أهل البيت يحرم على الجيران"؟ أم يعمل بقول الشاعر: يجود علينا الأكرمين بمالهم ونحن بمال الأكرمين نجود؟
ينبغي أن تكون مقابلات الرئيس محكومة ببروتوكول رئاسي حتى لا تصل مقابلة لدرجة فنان مصري لم نسمع به. ماهي فائدة ذلك المغني لرئيس الجمهورية من هذه المقابلة؟ ألم يتعظ الرئيس أنه لم يقابل شيخ دولة الأمارات العربية عند آخر زيارة له للإمارات؟
أرفعوا هيبة الدولة ليهابكم الآخرون يا من تقومون مقام ولاة أمرنا. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment