Tuesday 14 April 2015

هل الجامعة العربية مؤهلة؟



هل الجامعة العربية مؤهلة؟

ارسلت الجامعة العربية سترسل وفداً لمراقبة الإنتخابات في السودان. الدول العربية تنقسم لقسمين من ناحية الحكم. دول ملكية أي أن نظام الحكم فيها توارثي من الأجداد إلى الآباء إلى الأحفاد وهي تتوزع ما بين مملكة ودولة. وبعضها نظام الحكم فيها عسكري جاء إلى السلطة عن طريق القوة العسكرية ولكن طوروا نظام حكمهم حسب رؤيتهم ليقولوا عليه حكم ديمقراطي إنتخابي وما هو بكذلك. فالحزب الذي ينتمي أو يتبع أعضاؤه للقوة العسكرية هو الفائز بنصيب الأسد من الدوائر الإنتخابية. وتصل نسبة إنتخاب رئيس الجمهورية الذي يمثل ذلك الحزب إلى ما يفوق ال90%.
نخلص من هذه المقدمة أنه لا توجد حكومة ديمقراطية في العالم العربي تحت راية الجامعة العربية. والديمقراطية التي نتحدث عنها ونعرفها هي ديمقراطية وستمنستر الشهيرة والتي يعرفها القاصي والداني. إن ديمقراطية وستمنستر مثل الكي بالنار لا يستحمله إلا ذوي التركيبية الديمقراطية الحقّة. أما الحمقى فيضيقون ذرعاً بها حال تولي غيرهم للسلطة ولنا في السودان خير مثال.
قد تفهم الجامعة العربية ومنسوبيها الذين يتعيشون ويتكسبون منها معنى ديمقراطية وستمنستر  ولكن متأكدة كلها أنه لا يوجد تطبيق لهذه الديمقراطية في الوطن العربي؟ من أين تأتي الجامعة العربية بمن يفهمون في ديمقراطية وستمنستر ليراقبوا إنتخابات الفائز فيها معروف سلفاً؟ وكيف يراقب الإنتخابات من لم يشهد إنتخابات في بلده الأصلي؟ إنه فاقد الشئ الذي لا ولن يعطيه.
قد يقول قائل أن في لبنان ديمقراطية ! نعم هي ديمقراطية قميص عامرأي مفصلة بنحو لا يتجاوزه أي شخص ولا علاقة لها بديمقراطية وستمنستر. ففي الدستور اللبناني ورد أنه يجب أن يكون رئيس الجمهورية من طائفة كذا. ورئيس الوزراء من طائفة كذا ورئيس البرلمان من طائفة كذا وهذه اشتراطات لا علاقة لها بديمقراطية وستمنستر. ففي أميركا بعد أنهيار البورصة المعروف يوم الاثنين الأسود فُتِح الباب على مصراعيه في ستينيات القرن الماضي لمن يود الترشيح لرئاسة أميركا ولهذا فاز جون كندي الكاثوليكي لأسباب بدهية. لم يحتج أحد على أن كل رؤساء أميركا  من البروتستانت ولهذا لايحق لجون كندي أن يكون رئيساً وهذه هي الديمقراطية.
ربما يكون السودان في سنوات حكمه الديمقراطي هو أفضل تمثيل لديمقراطية وستمنستر في العالم العربي ولكن تدخل العسكر بين الفينة والاخرى أفسد التجرية ولا ننكر تراخي الحكام في العهود الديمقراطي بطريقة تجعل العسكر يطمعون في الحكم كما حدث في العام 1989 والتي نعاني ويلاتها حتى اللحظة.
خلاصة القول كيف ترسل جامعة الدول العربية مراقبين لانتخابات هم لا يفهمون فيها الفرق بين الالف وكوز الذرة وغير موجودة في بلادهم. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment