Wednesday 20 April 2016

بين البترول والزراعة

بين البترول والزراعة

حاجات الناس كثيرة كل حسب ما يُسِّر له. ولكن تتفاوت الإحتياجات أو الحاجة لشئ بصورة أكبر من الحوجة لشئ آخر. وسؤالنا هل نحتاج كبشر أكثر للزراعة أم البترول؟ كلاهما مهمان في حياتنا ولكن هنالك الأهم فالمهم. البترول أصبح ضرورة لابد منها لكل البشر ولكن بدرجات متفاوتة ولا ننسى قصة المرحوم الملك فيصل مع كيسنجر عندما أجلسه على الأرض وقدم له ماء في كوز من زير ومعه بضع تمرات. وقال له: (عشت جل عمري على حياة كهذه فهل تقدرون كأميركان الاستغناء عن بترولنا اليوم ولكننا قادرون على التخلي عن كل التكنولوجيا الأميركية). أه

سياسة حكومتنا السودانية شبيه بسياسة البصيرة أم حمد وتطبِّق نظرية رزق اليوم باليوم الشهيرة. كما أن نظرة الحكومة قصيرة للغاية وهي تكتيكية مثل مباريات كرة القدم وليست استراتيجية بعيدة النظر وواسعة الأفق. حتى حساباتهم تتم بالنظرة المطلقة وليست النسبية. ومقارناتهم تتم بضيق أفق وقلة علم ولا يقارنون المتشابهات ولكنهم يعملون بالقول البليد: (أحلى السكر أم أسرع السيارة؟) ولهذا جاءنا البترول وخرج دون أن نعلم عنه شيئاً.

قد يقول قائل أن أعضاء الحكومة و أعضاء التنظيم الحكومي استغلوا البترول لمآربهم الشخصية وحولوا عائداته للتنظيم. نوافقهم مما نرى أمام أعيننا ولكن نقول لو اُستغِلّ الباقي من العائدات لصالح الوطن لكانت الحالة الاقتصادية للبلاد تختلف عما هي عليه اليوم. لدينا كل الإمكانات الزراعية والثروة الحيوانية المطلوبة. ولنقارن بين عائدات المنتجات الزراعية ومنتجات الثروة الحيوانية مع البترول ونحكِّم عقلنا ونرى كيف خسرنا البترول وعائداته والعائدات من المنتجات الزراعية والحيوانية في آن واحد.

صادرتنا تشمل السمسم وسعر الطن في حدود 1,200 دولار. الصمغ العربي وسعر الطن 2,500 دولار. الفول السوداني وسعر الطن يتجاوز الألف دولار. سعر طن صادر اللحوم 5,000 دولار. الشمار ويبلغ سعر الطن 2,000 دولار. ويبلغ سعر طن البترول في أحسن حالاته 700 دولار وليس كما الآن في حدود 204 دولار ونعني خام برنت وليس خام السودان الذي سيكون سعر الطن منه في حدود 150 دولار.
هل من عاقل يفضِّل صادر البترول على صادرات زراعية تكلفتها أقرب إلى الصفر مع إرتفاع تكلفة البترول ومضارة البيئية المعروفة؟ اخترت السلع الخمس أعلاه لتدني تكلفة إنتاجها وكثرة الطلب العالمي عليها. ما زالت الكرة في ملعبنا ونمسك بكل مفاتيح اللعبة لو فكّر ولاة أمرنا بعقلانية وبُعد نظر لمصلحة الوطن والمواطن وليس مصلحتهم وتنظيمهم الحاكم فقط. (العوج راي والعديل راي).

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment