Sunday 24 April 2016

فلنترك حلايب لمصر ولكن ..

فلنترك حلايب لمصر ولكن ..

عندما حرّك عبد الله خليل جيوش السودان لاسترداد حلايب في العام 1958 كان يحكم مصر حاكم عاقل من وجهة نظرنا ولكنه مجنون من وجهة نظر بريطانيا واميركا. إنّه جمال عبد الناصر. كان الرجل مكروهاً من قبل الغرب لما فعله بهم من مكايد وهلمجرا. وكان الرجل ذو بصيرة نافذة ويعلم أن أي خطوة ضد السودان في ذلك الوقت ستضر بمصر. ولهذا سحب جنده وترك حلايب مشكلة معلقة. كان وضع السودان آنذاك وضعاً محترماً بين دول العالم التالت وله إحترام كبير من قبل الدول الكبرى ساعتها.

اليوم اِنعكس الوضع 180 درجة وصار السودان هو (القندول الشنقل الريكة) وهو مكروه من كل دول العالم الاول بلا استثناء. وعليه إن دخل في حرب فلن يجد نصيراً وقد خسر إيران بجرة قلم. وليس له من القوة العسكرية ما يضاهي قوة مصر العسكرية خاصة وأنه يخوض حرباً في ثلاث مواقع داخل الوطن. ولن تجد الحكومة تأييداً شعبياً عملاً بنظرية (ليس حُبّاً في علي ولكن بُغضاً لمعاوية).

لا يختلف إثنان أن مصر تحتاج السودان 100 مرة أكثر مما يحتاج السودان مصر الآن. ولمصر أطماع كبيرة في السودان خاصة من ناحية الماء والغذاء. ويعتبر المصريون أن السودان هو صمام الأمان لأمنهم الغذائي. وعليه يمكننا أن نعتبر أنفسنا أننا نمسك مصر من (يدها البتوجعها).

فلنترك حلايب وشلاتين و أبو رماد لمصر مقابل أن تبتعد مصر عن أي فكرة استثمار زراعي في السودان وألا يأتوا طالبين أراض زراعية ليزرعوها مهما كانت إغراءاتهم ونقول لهم اذهبوا وازرعوا حلايب وشلاتين وأبو رماد. نوقف استيراد البضائع الهامشية التي تأتينا من مصر وتميل بالميزان التجاري لصالح مصر وهي سلع لا يستخدمها 90% من سكان السودان.

وفي الجانب الآخر نقف مع إثيوبيا بصراحة ووضوح في مشكلة سد النهضة نكاية في مصر ولتتعامل مصر مع إثيوبيا مباشرة لحل مشكلتها بخصوص قيام سد النهضة. نحاول جهدنا أن نزرع أكبر مساحة ممكنة مروية للإستفادة من نصيبنا من مياه النيل ونزيد عليه (شوية) لإزعاج مصر وتحقيق بعض أهدافنا الزراعية لتأمين الغذاء لمواطنينا وللتصدير إن أمكن. ونترك الكرة في ملعب المصريين فماذا يختارون؟ (العوج راي والعديل راي). نواصل ...

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment