Monday 25 January 2016

الطمع فحل العيوب

الطمع فحل العيوب

بلغ سعر خام برنت البريطاني وهو أجود  أنواع الخام أقلّ من 30 دولاراً للبرميل. وحسب خبرتنا المتواضعة في مجال النفط فبترول السودان يأتي في مرحلة بعيدة عن خام برنت. ونتوقع أن يكون سعر برميل خام النيل في حدود 20 دولاراً ربما تزيد قليلاً ولكن لن تصل 25 دولاراً مهما كان.
إتفاقية نقل بترول الجنوب عبر الأنابيب السودانية واستخدام التسهيلات الأخرى بين السودان والجنوب قضت بأن يكون الثمن 24.5 دولار للبرميل الواحد. هذا خطأ فني وقع فيه الجانبان وذلك نتيجة الطمع. طمع السودان وأعتبر مبلغ 24.5 دولار رقم فلكي لأن الجنوب كان ينتج 300 ألف برميل في اليوم مما يدر عليهم دخلاً يعادل 7.350 مليون دولار. وظن الجنوبيون طمعاً أيضاً أن نسبة أقل من 25% من السعر آنذاك تعتبر مكسب لهم.
كان الأحرى بالطرفين أن يتفقا على نسبة مئوية محددة من سعر البرميل لا تتأثر إرتفاعاً ولا انخفاضاً بالكميات المنتجة ولا سعر البرميل. ولكن كما يقول المثل عندنا: (دا في الدبة ودا بتدبي). يعني كل من الطرفين قانص للطرف الآخر ليضربه تحت الحزام.
الآن بعد إنخفاض الأسعار كما ورد فقد ركب السودان رأسه ورفض أن يخفض التكلفة وله أسبابه وهي غير الاتفاقية كما ذكر وزير المالية بدر الدين. فالاتفاقية وضعها بشر في ظروف معينة ويمكنهم تعديلها لصالح الطرفين. وهنالك اسباب أقوى كان عليه ذكرها ولكنها سياسة الحكومة التي تعطي الخبز للنجار بدلاً عن الخباز.
كيف تحل المشكلة من وجهة نظر بدر الدين إذا بلغ سعر بترول الجنوب 25 دولاراً؟ أي أنه بعد طرح تكلفة الترحيل للسودان ينوب الجنوب نصف دولار في البرميل الواحد. ولكن لا أعرف ماذا سيكون نصيب الجنوب لو انخفض السعر ل20 دولار؟ (للعلم سعر برميل بترول عدار ييل الآن هو 19 دولار للطن وهو البترول المصدّر من السودان الآن!!
وزير نفط الجنوب معه الف حق عندما قال بدلاً عن تصدير بترولنا بالخسارة فلنتركه في باطن الارض للأجيال القادمة.. فما يحدث لخط الأنابيب والميناء وماذا سيفعل بها بدر الدين؟ (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment