كذب علي عثمان حين صدق

كذب علي عثمان حين صدق

قال النائب الأول لرئيس الجمهورية لفترة طويلة ما معناه أنه لم يكتشف معاناة المواطن إلا بعد أن نزل عن الحكم. وقبلها قال ما معناه أن الحالة لن تتحسن خلال نصف قرن. أي ما يعني أن الفقير لن يحصل على قفة الملاح بسهولة. كلام غريب وعجيب والأغرب والأعجب أنه صدر من شخص تسربل بالفقر كل حياته حتى بعد تخرجه في الجامعة وعمله الذي لم ينجح فيه.

إنسان تربي في أسرة فقيرة -  الفقر في حد ذاته ليس عيباً- فالله يرزق من يشاء بغير حساب ويقتر. ولكن كما قال المثل: أحذروا من شبع بعد جوع. وهذه تنطبق عليه بكامل النسبة المئوية. كيف له لا يعرف معاناة المواطن وقد 

عانى هو نفس المعاناة منذ نعومة أظافره حتى بلغ ما يقارب سن النبوة.

ألم أقل لكم أن الرجل كاذب وهو صادق. والكاذب الصادق هو أشر من الكاذب الأشر الذي ورد ذكره في القرآن الكريم. أليس له أهل واقارب واصدقاء يعلمونه بالحاصل في الوطن وحالة المعيشة وتدهور أمر الفقراء الذين فاتوا حد الفقر؟ هل نسي علي عثمان أيام كان تصله قروش الزكاة بالجوالات والزكائب من سنار والقضارف وكوستي وكيف كان يشتري بها أصحاب القلوب الضعيفة والذين انقلبوا بين عشية وضحاها إلى مؤتمر وطني؟

نحن في السودان أبناء قرية كبيرة ونعرف بعضنا بتفاصيل مملة. كيف يمتلك موظف لا يتعدى راتبه ألف جنيه عمارة من 5 طوابق وربما أكثر من عمارة؟ لو عرفت كيف لما حلّ بالسودان ما حل به من ضيق وضنك في العيش للمساكين. إن الله يمهل ولكنه لا يهمل. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk