Wednesday 7 January 2015

شيوعيو الصين وشيوعيو السودان



شيوعيو الصين وشيوعيو السودان

عندما كانت الشيوعية في قمتها سمعنا أن الشيوعية خشوم بيوت. وظهر في السودان الحزب الشيوعي السوداني وتبعه الحزب الشيوعي القيادة الثورية. ما أظن أن هنالك من تدخل ليقسم شيوعي السودان لحزبين شيوعيين ولكن هم وحدهم يفهمون لماذا حدث ذلك. تكرّم العم قوباتشوف بتنفيذ المهمة الموكلة له من قبل المخابرات المركزية الأمريكية وهي تدمير الحزب الشيوعي السوفيتي وتفتيت الإتحاد السوفيتي (العظيم) إلى دويلات عدة كما يحلو للسودانيين القول.
لم يخذل قورباتشوف أسياده الإميركان وقام بالمهمة خير قيام. بل زادهم في الشعر بيت وقسّم كل من شيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا إلى عدة دويلات مما زاد من عدد الدول الأروبية وأزعجونا في كرة القدم بفرق لا تهش ولا تنش منافسة لريال مدريد ومانشستر يونايتد. وهكذا ذهب الحزب الشيوعي السوفيتي الذي كان يتبعه الحزب الشيوعي السوداني. وبقي الحزب الشيوعي الصيني راعي واب الحزب الشيوعي السوداني القيادة الثورية.
الغريب في الأمر أن القيادة الثورية كانت تصف الحزب الشيوعي السوفيتي بأسوأ الألفاظ والنعوت ومما أتذكره كلمة التحريفيين السوفيت! لا أعرف ماذا حرّف السوفيت؟ هل جاءت الشيوعية في كتاب منزل؟ أبداً. كتبها بشر وعدّلها بشر لتتماشي مع أغراضهم ومآرب من يقفون وراءهم. وجاء قورباتشوف وقضى عليها. فهي من صنع البشر وقُتِلت بواسطة البشر أيضاً. هذا الحزب الشيوعي الصيني الذي رفض التعاون مع نظيره وابن عمه الحزب الشيوعي السوفيتي جاء في القرن ال21 ليتحالف مع نظام الإنقاذ الإسلاموي الموغل في كل المساوئ التي يكرهها الحزب الشيوعي الصيني.
استغرب غاية الغرابة هل هي ميكافيلية شيوعية جديدة استحدثها الصينيون لتحقيق مآرب لهم في السودان ومن ثمّ أفريقيا أم هي حيلة العاجز والمضطر يركبها الصينيون غصباً عنهم؟ في الحالين السودان ضائع ضائع! ولكن الموقف الأكثر غرابة هو موقف حكومة الإنقاذ التي تتعاون مع الحزب الشيوعي الصيني بلا حدود وهم لا يؤمنون حتى بالله الواحد القهّار. وترفض أي نوع من التعاون مع الحزب الشيوعي السوداني (ابن عمهم برضو) لما فيه مصلحة الوطن والمواطن!
يبدو لي أن الشيوعيين السودانيين لا يعرفون الميكافيلية البسيطة وإلا لانحازوا للحزب الشيوعي الصيني حال إنهيار الحزب الشيوعي السوفيتي وصاروا الحزب الشيوعي السوداني القيادة الثورية وصاروا جزءً من الحزب الشيوعي الصيني. هذه الخطوة الميكافيلية التي لا يعرفها الشيوعيون – أو كما قال الأب فيليب عباس غبوش: ما لعبوا بلوتيكا صاح- لو قام بها الشيوعيون لحيّروا شيطان حكومة الإنقاذ ولخلطوا عليهم أوراق اللعبة بصورة يستحيل عليهم فهمهما أو الإنتصار فيها على الشيوعيين.
ستضطر حكومة الإنقاذ للتعامل مع الحزب الشيوعي السوداني ليس حُبّاً في علي ولكن خوفاً من سيف معاوية وهو الحزب الشيوعي الصيني. وعندها يصطاد الحزب الشيوعي السوداني أكثر من عصفور بحجر واحد. يتغلغلون داخل حكومة الإنقاذ بحقهم الأبدي في قبول التعاون بين الإنقاذ والصينيين وبالتالي يهدمونها من الداخل، عملا بالقول الإنجليزي: If you can’t beat them join them . نرفع هذا المقترح للخطيب بتاع الشيوعيين لدراسته وعرضه على اللجنة المركزية للحزب في الاجتماع القادم. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment